سياسة

هآرتس: كورال الوطنية الزائف في إسرائيل

يقدم الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي نظرة مختلفة لحقيقة الانتصار والهزيمة في غزة، ويسخر من “كورال الوطنية الزائفة ” في إسرائيل

 2174921506

جدعون ليفي – هآرتس

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

الكورال الوطني يحاول أن يصنع انتصاراً زائفاً. وفي غياب كثير من الإنجازات يحاولون صنع سقوط مزيف لحماس.

سابقاً صنع الكورال الوطني “وحدة وطنية” و”صموداً” مزيفين وبالطبع تغنى بـ “بطولة وأخلاقيات” جيش الدفاع الإسرائيلي. كما رفض وابل الانتقادات الدولية باعتبارها معادية للسامية، هذا هو كورالنا الوطني .. كورال المزيفين.

المحللون تنافسوا مع بعضهم البعض ليقذفوا بكلمات تصف حماس وكأنها مستسلمة لضربات إسرائيل ولكن الحقيقة مختلفة بشكل كبير. قادة حماس، الذين من المفترض أن يزحفوا خارجين من جحورهم ويرون الدمار الذي نسجته إسرائيل ويلوحون بالعلم الأبيض، سيتعاملون بالتأكيد مع غزة مختلفة عن ما كان.

غزة تم تدميرها خلال شهر لكن معظم الفواتير ستقدم إلى إسرائيل وستجبر على دفعها. نحن لا نتحدث فقط عن موجة عالمية من العداء تجاه إسرائيل ولكننا نتحدث عن جيل جديد من سكان غزة سيحتفظ للأبد بالذكريات المفزعة للموت والدمار وسيكبر في أجواء من الكراهية المرعبة (والمبررة) .. انتصار إسرائيلي؟ أشك.

الكورال الوطني حجب حقيقة مفادها أن إسرائيل انصاعت لمطلب حماس بسحب قوات جيش الدفاع من قطاع غزة كشرط للموافقة على وقف إطلاق النار. وتجاهل أيضاً حقيقة أنه عشية الحرب أبدت إسرائيل فجأة ترحيباً بالحديث مع ممثلي حكومة الوحدة الفلسطينية. أليس هذا انتصاراً لحماس؟

الكورال الآن يتهكم على مطلب حماس بالحصول على مطار وميناء وللأسف على الأرجح لن تحصل غزة على ما تريده في هذا المطلب (المبرر) .. لكن تهكم؟؟

الكورال الآن يسخر من استقالة أول وزيرة دولة بريطانية مسلمة بسبب موقف حكومتها من الصراع في غزة أحد مذيعين التليفزيون قال “لماذا يجب عليها أن تستقيل؟ ففي النهاية هم من بدأوا الحرب” والمحللون قالوا إن هناك أسباب أخرى لاستقالتها، وهذه هي طريقة الكورال في تحريف الموقف الدولي.

الوحدة الوطنية وصمود الجبهة الداخلية هو أمر لحن آخر نشز فيه الكورال. فبالرغم من أنه كانت هناك تعبيرات مهمة عن التضامن إلا أن أي وحدة وجدت كان قوامها العنف والتحريض والوطنية المتطرفة.

ويمكننا أيضاً التشكيك في صمود الجبهة الداخلية. فمن الأفضل عدم التفكير فيما كان سيحدث للجبهة الداخلية إذا لم تكن تحمها القبة الحديدية.

بالطبع من الجيد أن هذا ما حدث، لكن لم يكن هناك اختبار حقيقي. بعد يوم واحد من شبه محاصرة لمطار بن جوريون الدولي بدأت إسرائيل في إعادة النظر، لم يكن هناك صمود في هذا.

وحتى الاحتضان الدافئ للجنود، برغم أنه مؤثر وصادق ومفهوم، يشوه الصورة الكلية. اسرائيل امتلأت باللافتات والملصقات التي تقول “الوطن يحب جنوده، الوطن فخور بهم.” لا نستطيع التعليق على الحب ولكن هل الفخر بالضرورة هو الشعور (الوحيد) الذي يسببه جنود جيش الدفاع هذه الأيام؟

أداء النظم الدفاعية كان بالتأكيد مبهراً، لكن هل يمكن لانتصار عسكري على مجموعة فدائية مصحوب بهجوم جامح ضد مدنيين أن يعتبر انتصاراً عسكرياً مبهراً ومصدراً للفخر؟

مع انتهاء الحرب لا يمكن أن ننسى أن الدمار والقتل الجماعي في غزة هو صنيعة جنود جيش الدفاع، هؤلاء الذين يحبهم الإسرائيليون حباً جماً. الطيارون والمجندون المسلحون ورجال المدفعية والمشاة لم يختاروا الذهاب للحرب ولكن قادتهم رسموا شكل الحرب وهم نفذوها.

هل “نحن نحييكم” و”الشكر للمقاتلين الشجعان” كانت من عناوين نعيق الغربان اليوم؟ نعم ولا. نعم شكراً لشجاعتكم وتضحيتكم ولا شكر على الموت والدمار الذي نشرتوه. حوالي 1900 قتيل منهم 700 امرأة وطفل وحوالي 10 آلاف مصاب و30 ألف منزل مدمر ونصف مليون نازح، معظمهم الآن مشرد، هي أرقام ليست للفخر ولكن للعار. وبالنسبة للمسئولين، الكورال لن يخطيء فهمهم .. تحيا تحيا إسرائيل!

*جدعون ليفي: صحفي وكاتب مقال إسرائيلي بصحيفة هآرتس تتركز كتاباته حول الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى