سياسة

الصلاة في الكنيسة : هكذا تعرف مسلمو غزة على جيرانهم المسيحيين

بالنسبة لمحمود خلف المقيم بغزة كانت الصلاة في الكنيسة تجربة غريبة.

 m59 (1)

دايلي إكسبريس

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

فمنذ أن بدأت الحرب في غزة لم يكن أمامه خيار سوى الذهاب إلى التعبد في دار العبادة المسيحي الذي اتخذه ملجأً بعد أن ضربت الغارات الإسرائيلية المنطقة التي كان يقيم فيها في شمال قطاع غزة.

يقول خلف، 27 عاماً، الذي أقر بأنه لم يتوقع في يوم أن يصلي صلاة العشاء في كنيسة “يسمحون لنا بالصلاة وهو ما غير نظرتي للمسيحيين. في الحقيقة لم أكن أعرف أياً منهم قبل ذلك، لكنهم أصبحوا إخوتنا.”

وأضاف “صلينا جميعاً بالأمس. هنا ينمو الحب بين المسلمين والمسيحيين.”

في ساحة كنيسة القديس بيرفيريوس، وهي أقدم كنائس المدينة، يرحب المسيحيون بالزوار قائلين “مرحباً” ويرحب معظم المقيمين في الكنيسة الآن، وهم الغزاويون الذين نزحوا واحتموا بالكنيسة لإسبوعين حتى الآن، بالزوار بصيغة إسلامية “السلام عليكم.”

خلف الذي ترك منزله في حي الشعف بعد أن أصبحت المنطقة هدفاً للطائرات الإسرائيلية، يحرك خرزات سبحته بقلق لكنه مرتاح لأنه وجد ملجأ رفقة 500 مسلم آخرين مشردين.

يقول “المسيحيون أخذونا عندهم، نحن نشكرهم على ذلك .. نشكره ملعى الوقوف بجانبنا.”

اعتاد الآن خلف على الصلاة في أرض دين مغاير وهي مفارقة إذ أن هذا يحدث خلال الصيام في شهر رمضان.

الرعاة وأبناء الأبرشية أظهروا احتراماً لضيوفه مالمسلمين خلال شهر رمضان، “المسيحيون لا يصومون بالتأكيد لكنهم يتجنبون طوعاً تناول الطعام أمامنا خلال النهار ولا يدخنون أو يشربون أمامنا،” يقول خلف.

لكنه يعترف أن التركيز على الطاعات الدينية كان صعباً وسط القتال الدموي والعشوائي ال1ي راح ضحيته أكثر من 800 فلسطيني معظمهم من المدنيين.

يقول خلف “في المعتاد أنا مسلم ملتزم لكني أدخن الآن في رمضان ولا أصوم .. أنا مرتعب ومتوتر بشدة من الحرب.”

تقول صابرين الزيارا وهي امرأة مسلمة تعمل كعاملة نظافة في الكنيسة منذ عشرة أعوام “قد يحتفل المسلمون والمسيحيون بالعيد هنا سوياً ولكن هذه السنة لن يكون عيد الفطر بل سيكون عيد الشهداء.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى