سياسة

الطيب والسيء والقبيح.. مستقبل مصر في دراسة أسبانية

 

مستقبل مصر: الطيب والسيء والقبيح
مستقبل مصر: الطيب والسيء والقبيح

 

 

دراسة إسبانية تضع 3 سيناريوهات لمستقبل مصر .

ترجمة وإعداد – منة حسام الدين:

مستقبل مصر: الجيد والسيء والقبيح“، هو عنوان الدراسة التي أعدها هيثم فرناندث، الباحث الرئيسي لشؤون دول حوض البحر المتوسط والعالم العربي، في معهد إلكانو الملكي الأسباني، مستلهما في عنوانها الفيلم الأيطالي الشهير

The good, the bad and the ugly

 ونشرت الدراسة في الدورية الشهرية الأخيرة للمعهد (يناير /فبراير 2014 )، ويضع فيها الباحث ذي الأًصول العربية 3 سيناريوهات لمستقبل مصر.

السيناريو الأول:

ـ المستقبل الطيب :

تحقيق الديمقراطية خلال 5 سنوات بشرط عدم تقديم المؤسسة العسكرية لمرشح للرئاسة

قال  فرناندث إن أفضل السيناريوهات التي يمكن أن تشهدها مصر هي تلك التي ستجعل تحقيق الديمقراطية في غضون ثلاث أو خمس سنوات، وذلك عن طريق التحرك نحو نظام سياسي ديمقراطي باجراء انتخابات شرعية، وشفافة، ومنتظمة.

وأضاف فرناندث أن المستقبل الجيد لمصر يتطلب أن تعيد الأحزاب تنظيم صفوفها ليتم انتخابها من قَبل الشعب، سواء كل حزب منفرداً، أو بعد تكوين تحالف حزبي يسعى  لتحقيق إصلاحات واسعة.

أما بالنسبة للاعبين الأساسيين على الساحة السياسية، فالزمهم “فرناندث” في دراسته، بضرورة إعلاء قيم الديمقراطية من أجل الوقوف أمام تأثير المؤسسة العسكرية، وتقليل تدخلاتها في شؤون السياسة اليومية، خاصةً بعد أن نما تأثيرها بفضل الحشد الجماهيري الذي أحدثته حركة “تمرد”، وأدى في النهاية إلى ما اسماه فرناندث بـ”الانقلاب العسكري المدني” الذي أطاح بحكم مرسي.

كما طالب المحلل الإسباني المؤسسة العسكرية بعدم تقديم مرشح منها للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها خلال النصف الأول من عام  2014، مشيراً إلى ضرورة توفير الظروف الملائمة حتى يتم الالتزام بخارطة الطريق التي أُعلن عنها في يوليو 2013 حتى يتفرغ الجيش للدفاع عن البلاد.

واعتبر ان تحقيق مستقبل جيد لمصر يتطلب أن تعيد الجبهة (الإنقاذ) تطوير هياكلها التنظيمية حتى تتمكن من ملء الفراغ الذي سيحدث بعد الانسحاب التدريجي للمؤسسة العسكرية من الحياة السياسية في ظل الضعف الذي تعاني منه جماعة الإخوان المسلمين التي صنفتها الحكومة المصرية بالـ”إرهابية”، وذلك من أجل اقناع الناخبين بقدرات الجبهة في فتح آفاق أفضل للمستقبل.

إعادة دمج جماعة الإخوان المسلمين في العملية السياسية من أهم الخطوات الرئيسية وفقاً لـفرناندث للاتجاه نحو الديمقراطية، نظراً لكون أعضائها “جزءا من المجتمع لايمكن استبعاده دون أن يؤدي ذلك إلى مشكلات خطيرة”.

واعتبر فرناندث أن التغيير الإيجابي على الساحة السياسية في مصر سيحدث عندما تقتنع السلطة الحالية بأن جماعة الإخوان المسلمين لابد أن توافق على كل خطوة تتضمنها خارطة الطريق، وذلك في مقابل أن تلتزم جماعة الإخوان بإعادة تنظيم هيكلها الداخلي وبأن تسمح للشباب بدور أكبر.

واقترح  فرناندث مراحل تحقيق المستقبل الجيد لمصر، في أن تولى الحكومة المنتخبة المقبلة أولوية اهتماماتها باصلاح الاقتصاد بما في ذلك إعادة النظر في العديد من القوانين، والإجراءات المتعلقة بالاستثمار الأجنبي، فضلاً عن وضع خطة جيدة للاستفادة من المساعدات التي تتلقاها مصر من دول الخليج من أجل خفض الميزانية.

المساعدات الخارجية صنفها فرناندز في دراسته على أنها مفيدة على الأمد القريب، وانهلابد ان يصاحبها خططاً طويلة الأمد للإصلاح الاقتصادي، وللترويج لمصر كمركز للمستثمرين.

السيناريو الثاني

ـ المستقبل السيء: ديمقراطية هشة وعدم استقرار دائم.

مستقبل الديمقراطية في مصر سيكون هشاً ويرافقه عدم استقرار دائم، وذلك حسبما يتوقع فرناندث في السيناريو الثاني في دراسته، ويرجع ذلك السيناريو إلى استمرار تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين “الإرهابية” في ظل عدم التوصل إلى أي مفاوضات تشركهم في النظام السياسي.

وقال “فرناندث” في “النموذج السيء لمستقبل مصر” إن الجيش سيكون له تأثير كبير على الساحة السياسية والاقتصادية، وإن لم يكن يحكم البلاد بشكل مباشر، وهو الأمر الذي سيعززه ضعف الحركات المدنية مثل حركة “تمرد” وجبهة الانقاذ الوطني بسبب ضعف هياكلها التنظيمية،وقدراتها المحدودة.

كما أضاف فرنانديز :” إذا حصلت المؤسسة العسكرية على نسبة تصويت عالية في الانتخابات، ستعود السلطة إليها، وستزداد شعبيتها بين القطاعات الاجتماعية المختلفة وخاصةً بين معارضي جماعة الإخوان”.

على الصعيد الدولي، ووفقاً  للسيناريو السيء لمستقبل مصر، ستستمر الانتقادات الموجهة إلى مصر من الدول الأجنبية، التي ستتعمد بدورها فرض المزيد من الضغوطات على مصر خوفاً من النتائج المترتبة على عدم اكتمال التحول السياسي الذي يراه “فرنانديز” مدمراً للاقتصاد المصري.

وتوقع المحلل الاسباني أن الاقتصاد المصري ربما سيواجه فترة صعبة إذا أقدمت الدول الخليجية التي تقدم مساعدات سخية لمصر حالياً مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت، على خفض مساعداتها بسبب عدم استقرار الوضع السياسي، كما أشار إلى إمكانية اتجاه مصر لعقد تحالفات جديدة مع دول كروسيا والصين لمواجهة التحديات التي تواجهها بسبب اتفاقياتها والتزاماتها مع الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.

السيناريو الثالث:

ـ المستقبل القبيح: طريق الجزائر

أما السيناريو “القبيح” وفقا لدراسة فرناندث، فهو الذي من المرجح أن تشهده مصر حال استمرار دوامة العنف بين الفاعلين الرئسيين على المشهد السياسي، الشرطة والجيش والمخابرات من جانب، ومن جانب الآخر الإخوان المسلمين الذي ربما يتحالفون مع الجماعات الإسلامية المتشددة.

ووفقاً لذلك السيناريو، سيعاني التحول الديمقراطي في مصر من نكسة خطيرة، وستكون الانتخابات ساحة لتعزيز المواجهة الاجتماعية لدرجة العنف، كما ستستخدم القوات المسلحة القوة بشكل أكثر وضوحاً للقضاء على الإخوان وغيرها من القوى المعارضة والإسلاميين الراغبين في استعادة السلطة، كما أن ” جميع القوى المعارضة سواء إسلامية أو غير إسلامية ستستخدم جميع الوسائل المتاحة لانهاك الأجهزة الامنية”.

وفي سياق ذلك السيناريو، أشار فرناندث إلى أنه خلال “الحكم العسكري”، ستواجه الأوضاع الأمنية صعوبات بالغة، وسوف تعود “الدولة البوليسية” وممارساتها وهي التي كانت سبباً في إسقاط نظام مبارك.

وأنهى فرناندث دراسته بالتأكيد على أنه في ظل السيناريو “القبيح” سوف يخسر الجميع، ويقع انهيار تام في النظام والقوانين، وتدخل مصر مرحلة غياب حكومي، وهي الفترة التي شبهها فرنانديز بوضع الجزائر في تسعينيات القرن الماضي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى