صور نادرة: كانت قناة السويس الجديدة عام 1951 هي قناة الملك فاروق
زحمة -كتب محمد الصباغ
تشهد مصر غداً احتفالات تاريخية بمناسبة افتتاح قناة السويس ”الجديدة“ ووفقاً للرئاسة المصرية فإن مالايقل عن 30 من زعماء ورؤساء العالم سيحضرن إلى القاهرة للمشاركة في الاحتفالات بالإضافة إلى حوالي 90 وفداً رسمياً. وتأكد حضور كلاً من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالإضافة إلى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان. كما تسلمت أمس الأربعاء قوات الحرس الجمهوري موقع الاحتفال حيث تتولى مهمة التأمين للحفل والوفود المشاركة.
يسمح الممر الجديد الذي يبلغ طوله 72 كيلو متراً بالحركة في الاتجاهين ويمّكن القناة من استيعاب سفناً أكبر حجماً. وحسب هيئة قناة السويس فإن المشروع كلف حوالي 8,5 مليار دولار وسيدر دخلاً سنوياً قدره 13,2 مليار دولار في عام 2023. وقال رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش المشروع بأنه ”ولادة جديدة“ لمصر.
وحاليا لا تسمح القناة سوى بالمرور في اتجاه واحد فقط في أغلب مسار القناة، ويتم التغلب على ذلك بوجود أربع مناطق مزدوجة يكون فيها السير باتجاهين وبها ست تفريعات، وكلما ازداد طول الأجزاء المزدوجة من القناة كلما قل زمن المرور في القناة وازداد عدد السفن التي يمكنها العبور.
ولكن “قناة السويس الجديدة ” التي تفتتح غدا ليست أول قناة تحمل هذا الاسم وتؤدي نفس الدوروهو “توسيع وتعميق القناة وزيادة سفنها”، فقبل 64 عاما حفرت قناة أخرى في ظروف سياسية صعبة أيضا في نهايات عهد الملك فاروق
ووفقاً لموقع الهيئة العامة للاستعلامات فإن طول التفريعات حالياً بالقناة يبلغ 80,5 كم وهي 6 تفريعات:
- تفريعة بورسعيد بطول 40.1 كم وقد تم حفرها عام 1980 (إزداد طولها عدة مرات)
- تفريعة البلاح ”قناة فاروق“ بطول 8.9 كم وقد تم حفرها -طبقا لموقع الهيئة – عام 1955 )يتناقض ذلك التاريخ مع المعلومات التالية كما سيتضح)
- تفريعة التمساح بطول 4.3 كم وقد تم حفرها عام 1980
- تفريعة الدفرسوار بطول 8.4 كم وقد تم حفرها عام 1980
- تفريعة البحيرات بطول 11.8 كم وقد تم حفرها عام 1955
- تفريعة كبريت بطول 7.0 كم وقد تم حفرها عام 1955
كان أول تعديل في قناة السويس لتسهيل الحركة وزيادة عدد السفن في عام 1951 وفقاً لعدد مجلة لايف الذي صدر في أكتوبر 1951. ذكرت المجلة حينها أن الشهر القادم (نوفمبر 1951) سيتم افتتاح أول إضافة رئيسية إلى القناة وهي عبارة عن ممر جانبي (تفريعة) طوله 7 أميال أي حوالي 11 كم وسيطلق عليها اسم فاروق (تعرف خاليا باسم تفريعة البلاح) . وتطرقت المجلة إلى الظروف السياسية الصعبة التي أحيطت بافتتاح هذه الإضافة الجديدة إلى القناة وقتها وقالت إن مهارة أكبر من مهارة المهندسين بالقناة ستكون على عاتق الدبلوماسيين المطالبين بإزالة كل المخاطر السياسية التي تهدد المستقبل السلمي لقناة السويس.
وأشارت المجلة أيضاً إلى تاريخ انشاء القناة الأصلية التي أقيمت على عكس رغبة بريطانيا، لأنها كانت ستهدد تجارتها، ولكن في عام 1875، قامت المملكة المتحدة سراً بشراء 177 ألف سهم من حصة القناة البالغة 400 ألف سهم من خديوي مصر المسرف والمتعثر مادياً حينها. ومع صعود الوطنيين في مصر عام 1882 ضد الخديوي والتحالف الانجليزي الفرنسي، قامت حكومة فرنسا بترك مهمة إخماد التمرد للبريطانيين، ومنذ ذلك الوقت أصبحت قناة السويس تحت حراسة قوات بريطانية.
كتبت المجلة أيضاً أنه لمدة عامين وتحت الشمس الحارقة كان الرجال العاملون في القناة يحفرون في رمال سيناء من أجل شق التحويلة الجديدة التي سيطلق عليها اسم ملك مصر فاروق. كما كان العمل مستمرا بشكل دائم للحفاظ على خط السير في القناة وذلك بنقل الطمي، لكن التغييرات الرئيسية في الممر المائي كانت قليلة ،ففي أواخر القرن 19 تم مضاعفة اتساع القناة، ثم جاء العمل في ممر فاروق. والذي بافتتاحه بعد شهر –حينها- سيتعامل الممر الرئيسي للقناة مع سفن في اتجاه والممر الجديد ستستخدمه سفن في الاتجاه المعاكس.
نظام Stop and Go: ذكرت المجلة أن إشارات تستخدم للحركة والتوقف في الممر الملاحي في بورسعيد وكانت الراية البيضاء بالنقطة الحمراء تعني أنك مسموح لك بالدخول، أما الراية الزرقاء فكانت تعني توقف.
وأعمال الحفر الموضحة هي الخاصة بتفريعة “البلاح -قناة فاروق”، والمختلف على تاريخ افتتاحها الرسمي، فبينما يقول موقع الهيئة العامة للاستعلامات أنه تم حفرها عام 1955، تظهر هذه الصور والوثائق بوضوح أنها سنة 1951، وتشير مصادر أخرى إلى افتتاحها في 1953
لكن هذا الطابع الذي أًصدرته هيئة البريد يوضح التاريخ الحقيقي 1951
وعن “أرشيف مصر” ترد هذه المعلومات: