أخبارمجتمع

أستاذ بطب الأزهر يقتل ابنه ضربًا “بسير غسالة”.. وإخلاء سبيل الأم

فقيه قانوني يوضح عقوبة أستاذ جامعي ضرب ابنه حتى الموت

زحمة

ألقت قوات الأمن في دمياط، الجمعة، القبض على أستاذ جامعي بكلية الطب جامعة الأزهر، بعدما ضرب أبناءه الثلاثة بـ”سير غسالة” مثبت به مفك حديد لإحكام السيطرة عليه، بعد أخذهم مبلغ مالي 400 جنيه وجنيهان ذهبيان وسبيكة ذهبية، ما أدى لوفاة أحدهم، وهو ما اعترف به الوالد بعدما أقر الأخوان بما فعله بهم.

وأمرت نيابة دمياط الجديدة الجزئية، برئاسة محمد مكرم، وكيل النائب العام، يوم السبت، بإخلاء سبيل زوجة الأستاذ الجامعي المتهم بالاعتداء على ابنه ضربًا حتى الموت وحجز الأخير لحين استكمال تقرير البحث الجنائي.

ووجهت النيابة للأب تهمة التعذيب والقتل العمدي لطفل والشروع في قتل شقيقيه بعد انتداب الطب الشرعي وتشريح الجثمان.

وكشف مصدر مطلع بمديرية أمن دمياط عن تفاصيل ضبط المتهم، لافتًا إلى أن “جمال. ع” 48 سنة، يعمل مدرسًا في إحدى كليات جامعة الأزهر بالمدينة زعم أن ابنه غادر المنزل ووجده ملقيًا بالقرب من محل سكنه دون أن يتهم أحدًا بالتسبب في وفاته.

وقررت النيابة العامة انتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة، لبيان سبب الوفاة والتصريح بالدفن، وكشفت التحريات عن وجود إصابات مماثلة بأماكن متفرقة لجسد شقيقي المجني عليه وهما “محمد” 17 سنة، طالب بالثانوية العامة، و”عمر” 13 سنة طالب في المرحلة الإعدادية، وبمناقشتهما عن سبب حدوث إصاباتهما قررا بقيام والدهما بالاعتداء عليهما وشقيقهما المتوفى.

وكشف الشقيقان عن إبلاغ والدتهما “علياء. س”، 45 سنة، طبيبة، والدهما بتورطهم في الاستيلاء على مبلغ مالي قدره 400 جنيه، وجنيهين ذهبيين وسبيكة ذهبية بعد أن أمهلتهم فرصة لإعادتها.

وبمواجهة الوالد بما جاء بأقوال أبنائه اعترف تفصيلاً بارتكابه الواقعة بالتعدي على أبنائه بالضرب وإحداث إصابتهم ووفاة المجني عليه بعد ضربه بسير موتور مثبت بـه مفك حديد وجرى ضبط أداة الجريمة وتحرر عن ذلك المحضر القانوني للعرض على النيابة العامة ومباشرة التحقيقات.

الدكتورة فوزية عبدالستار، أستاذ القانون بجامعة القاهرة، قالت إن التوصيف القانوني للجريمة التي ارتكبها الأستاذ الجامعي، تتوقف على الغرض من ضربه لأبنائه.

وأضافت عبدالستار في تصريحات لـ”الوطن” أنه إذا كان الغرض من الضرب التأديب أو الانتقام أو أي مبرر آخر بخلاف القتل، توجه له تهمة الضرب الذي أفضى للموت، أما إذا كان يضرب الأبناء بغرض القتل، توجه له تهمة القتل العمد.

وأوضحت أستاذ القانون أن كلتا الجريمتين تعد حسب القانون جناية، موضحةً أن الضرب المفضي إلى الموت عقوبته السجن المشدد من 3 إلى 15 عامًا، أما القتل العمد تصل عقوبته إلى الإعدام، وفقًا للمادة 236 من قانون العقوبات.

ويفسر الدكتور جمال فرويز، أستشارى الطب النفسى هذة الجريمة قائلا: الأب يمتاز بالسادية المادية، وهو أسلوب عنف شديد، كما ظهر في طريقة تعامله مع واقعة سرقة نجله لمبلغ مالي، والأم فهي تمتاز بالسلبية، التي منعتها من الاعتراض على أفعال زوجها بالرغم من كونها طبيبة.

وأضاف فى تصريحاته لـ”الدستور” أن هذه الجريمة تسمى “الجريمة بالصدفة”، وهي وقوع الجرم دون قصد، حيث كان هدف الأب من ضرب أبنه تقويم سلوكه الخاطئ الذي دفعه إلى سرقة الأموال، بالإضافة إلى أن الأب أصابته حالة “العقل المجنون اللحظي”، بجانب شخصيته السادية التي جعلته يتمادى في الضرب حتى أصيب أبنه بصدمة عصبية شديدة أودت بحياته.

وأكد أن المعاناة الكبيرة تقع على الأطفال، نتيجة وجود أب سادي بجانب أم سلبية، إضافة لعدم التواصل بينهما، الأمر الذي دفع الأطفال إلى التخبط والتوجه إلى الأفعال الخاطئة مثل سرقة منزلهم، وهو ما ظهر على الأطفال من أشكال الاعتاد بالضرب من قبل والدهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى