سياسة

هآرتس عن”الوداع الطويل لبنيامين نتنياهو”: كل سياسي يفشل في النهاية

محلل إسرائيلي عن نتنياهو: ربما يجبر على تسليم جواز سفره، ولن يستطيع السفر إلى أي مكان لمدة طويلة

توقع الكاتب الإسرائيلي أنشيل بيفر أن تكون زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الشهر المقبل هي  الأخيرة له كرئيس وزراء إسرائيل، مرجحا أن يُسحب جواز سفره ليبقى في إسرائيل لمدة طويلة.

كما استبعد الكاتب، في تحليل نشرته صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية، شن نتنياهو حربا لتشتيت مسار العدالة نظرا لأنه ليس القائد الأعلى وأن قرار العمليات العسكرية الكبرى في يد مجلس الوزراء وحده، ورغم هذا حذر من أن الوداع الطويل سيكون له تأثيرات سلبية على إسرائيل.

كل حياة سياسية تنتهى بالفشل

في بداية التحليل، استشهد الكاتب بقول السياسي البريطاني إينوك باول إن كل حياة سياسية تنتهى بالفشل، مؤكدا أن هذا ينطبق على رؤساء وزراء إسرائيل، إذ أنه لم يترك أحدهم منصبه في مدته المحددة.

وأوضح أنه بين 11 رجلا وامرأة واحدة شغلوا المنصب، طرد اثنين منهم من قبل زملائهم في الحزب “ديفيد بن جوريون وموشيه شاريت”، واستقال اثنان بعد حروب كارثية “جولد مائير ومناحيم بيجن”، كما استقال اثنان بسبب اتهامات فساد “أسحق رابين في ولايته الأولى وإيهود أولمرت”، وخسر ثلاثة الانتخابات “شيمون بيريز وأسحق شامير وإيهود باراك”، وتوفي ليفي إشكول لأسباب طبيعية خلال وجوده في منصبه، وكان أرييل شارون فاقدا للأهلية بسبب غيبوبة، وقتل رابين خلال ولايته الثانية.

وبعد ذلك، بحسب بيفر، جاء نتنياهو، الذي غادر بعد خسارته انتخابات عام 1999، لكنه منذ عودته إلى السلطة في عام 2009، أصر على أنه من سيحدد فقط توقيت وطريقة رحيله.

“اعتزمت كتابة مذكراتي سنوات عديدة من الآن” هذا ما قاله نتنياهو منذ 3 أشهر فقط، ورغم كل ما حدث خلال الأيام الثمانية الأخيرة- توصيات الشرطة بتوجيه الاتهام إليه بتهمة الاحتيال، واعتقالات قضية بيزك، والادعاءات المتعلقة بمحاولة مزعومة لتعيين محام عام مناسب، وتحول شلومو فيلبر إلى شاهد ملك في قضية بيزك- لا يزال نتنياهو يعتقد أنه يمكنه فعل هذا.

أفيتشاي مندلبليت لن ينقذ نتنياهو

ولفت الكاتب إلى أنه مثلما حدث في 1997 و2000، حينما أنقذ المدعي العام آنذاك إلياكيم روبنشتاين مرتين من لائحة الاتهام مع تقديم تقرير عام بدلا من ذلك، فإن نتنياهو مقتنع بأن المدعي العام أفيتشاي مندلبليت لن يؤيد توصيات الشرطة بتوجيه الاتهام إلى رئيس الوزراء.

وأشار بيفر إلى أن نتنياهو “يخدع نفسه، لأن مندلبليت لا يريد أن يكون موظفا مدنيا يسقط زعيما منتخبا، لكنه دقيق ومنهجي وصادق ولن يكون قادرا على تجاهل جبل الأدلة التي جمعتها الشرطة”.

وتابع: “سيأخذ وقته، وفي النهاية لن يكون قراره مختلفا عن توصيات الشرطة، وبمجرد أن يصدره لن يعد في مقدور شركاء الائتلاف الحاكم نافتالي بينيت وموشى كهلون المراوغة، وسوف يوضحون لشركائهم في الليكود – كما فعل باراك زعيم حزب العمل لحزب أولميرت كاديما في عام 2008 – أنه لا توجد حكومة مع رئيس الوزراء هذا”.

ووفقًا للتحليل، سيستغرق مندلبليت 3 أو 4 أشهر، وربما مدة أطول، وإذا لم تظهر قنبلة أخرى في التحقيقات الجارية فهذا هو الإطار الزمني، وقد يرفض نتنياهو الاعتراف بهذا لنفسه، لكنه بدأ وداعا طويلا، وسيكون الموت مطولا وبطيئا بسبب أشياء صغيرة كثيرة سيئة، وهذا ما سيحاول نتنياهو الحيلولة دون حدوثه من خلال الاستقالة، لكنه غير قادر.

الرحلة الأخيرة

الكاتب توقع أن تكون زيارة نتنياهو إلى واشنطن الشهر المقبل للاجتماع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتحدث فى مؤتمر أيباك السنوى، الأخيرة له كرئيس وزراء، مشيرا إلى أن في حين أن مضيفيه قد يتظاهرون بأن شيئا لم يتغير، فسيكون هناك أولئك الذين يختارون البقاء بعيدا بدلا من أن ينظر إليه في صحبته.

وأضاف: “من يعلم، قد تكون هذه رحلته الأخيرة إلى وطنه الثاني لسنوات عديدة قادمة، ربما يجبر على تسليم جواز سفره، ولن يستطيع السفر إلى أي مكان لمدة طويلة”، لافتا إلى أن هذا سيكون له تأثيرا مخيفا على علاقاته بقادة العام، ولا سيما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قد لا يكون سريعا جدا في الرد على اتصالاته.

في تحليله، نوه الكاتب أيضا إلى أن هذا سيكون له تأثيرا سلبيا على الذكرى الـ70 لاستقلال إسرائيل، في أبريل المقبل، فلا أحد سيشعر بالاحتفال مع “رئيس وزراء مشتبه فيه” يقود الاحتفالات.

وسيكون في مقدور الوزراء، وفقًا للتحليل، متابعة السياسات التي يخترونها، و”رئيس الوزراء الضعيف الذي لا يستطيع تحديهم خوفا من فقدان دعمهم لديه القليل ليقوله”، وهذا سيؤثر على قرارات نتنياهو الأخرى التي قد يود تنفيذها، وقد تكون الوكالات الحكومية المختلفة التي يتعين عليها تنفيذ خطته المثيرة للجدل لترحيل عشرات الآلاف من طالبي اللجوء الأفارقة إلى رواندا أقل استعدادا.

استبعاد احتمالية شن حرب

تطرق بيفر أيضا إلى الإعلان المرتقب لنتنياهو خلال الأيام المقبلة عن مرشحه المفضل لرئاسة، داعيا قادة الاتحاد الرئيسية لليهود في أمريكا الشمالية (التي تمول الوكالة)- إذا كان لديهم عزيمة- رفض الموافقة على اختيار رئيس الوزراء الذي هو على وشك ترك منصبه في خزي، والذي لم يسبق أن اهتم بمخاوفهم على أي حال.

وعن التكهنات بشأن احتمالية شن نتنياهو حربا في محاولة لتشتيت العدالة عن مسارها، ذكر الكاتب أن هذا مجرد “خوف سخيف”، إذ أن نتنياهو لن ينتهج هذه المخاطرة، حتى في هذه المرحلة، فضلا عن أن رئيس الوزراء ليس القائد الأعلى، ومجلس الوزراء وحده هو الذي يمكنه أن يقرر العمليات العسكرية الكبرى – ولن يعطي نتنياهو تفويضا مطلقا في هذه المرحلة.

ورغم هذا، شدد بيفر على أن موقف “نتنياهو الغارق” سيكون له تأثيرا استراتيجيا على أي محاولة لتحذير إيران ومؤيديها من مزيد من التعدي على حدود إسرائيل مع سوريا.

وفي الختام، أكد المحلل أن وداع نتنياهو الطويل سيكون سيئا لإسرائيل بطرق عديدة، إلا إذا كان قادرا على تقصير هذه المدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى