إذا كانت البطاطس من الخضروات، والخضروات مفيدة لصحتك، إذًا فما الضرر من تناول البطاطس المقلية؟
أخصائيو التغذية، بما فيهم إيريك ريم، أستاذ في أقسام علم الأوبئة والتغذية في كلية هارفارد ت. إتش. تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد، وصفوا البطاطس بأنها “قنبلة نشا”.
وبجسب إيريك، تحتل البطاطس المرتبة الأولى في قاع الخضروات الصحية وتفتقر إلى المركبات والمغذيات الموجودة في الخضار الورقية الخضراء. عندما تتنازل البطاطس، فإنك تنزع قشرها (حيث يوجد على الأقل بعض العناصر الغذائية)، ثم تقطعها، وتقليها في الزيت وتضع عليها الجبن، والفلفل الحار، وبهذا يمكن تحويلها إلى سلاح غذائي مدمر.
وأشارت دراسة العام الماضي-نُشرت في The American Journal of Clinical Nutrition- إلى أن البطاطس تحتوي على مستوى مرتفع من السكر المرتبط بزيادة خطر السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
الدراسة وجدت- مع التحكم في عوامل الخطر الأخرى- أن المشاركين الذين تناولوا البطاطس المقلية مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، كانوا أكثر عرضة للوفيات مقارنة مع أولئك الذين تناولوا البطاطس غير المقلية.
وقال الدكتور نيكولا فيرونيز، من مدينة بادوفا بإيطاليا، والذي كان أحد مؤلفي الدراسة، إنه وفريقه فوجئوا بحجم البطاطس المقلية التي يستهلكها الأمريكيون مقارنة بالكمية الذي يستهلكها المواطنون في البلدان الأخرى.
ففي الولايات المتحدة، تعد البطاطس هي الخضار الأكثر استهلاكًا، حيث يتناول الأمريكيون ما معدله 115.6 رطلاً من البطاطس البيضاء سنويًا ثلثيها على شكل بطاطا مقلية، ورقائق البطاطس وغيرها من منتجات البطاطس المجمدة أو المصنعة، وفقًا لإحصاءات وزارة الزراعة.
فإذا كانت البطاطس المقلية طعمها لذيذ مع الملح والتوابل، هناك طرق أخرى أفضل يمكنك بها تناول البطاطس.
ليندسي مويير، خبير تغذية أول في مركز العلوم في المصلحة العامة، قال إن عدد البطاطس المقلية التي تتناولها أكثر أهمية من أشياء مثل الوعاء أو نوع الزيت الذي يستخدم. على سبيل المثال، فإن الوجبة الكبيرة من بطاطس ماكدونالدز تحتوي على 510 سعرات حرارية، تقريبا نفس السعرات الحرارية التي تحتوي عليها وجبة Big Mac. وعليه، حاول تقسيم طلبك، وأحصل على أصغر وجبة ممكنة أو استعيض عنها بسلطة أو خضروات أو بدلًا من هذا تناول بطاطس بيضاء أو حلوة.
وذكر إيريك: “أعتقد أنه سيكون من الرائع أن تأتي وجبتك مع سلطة أو 6 من البطاطس المقلية”.
وانتبه جيدًا للتوابل التي تضعها على البطاطس. بحسب مويير، فإن بعض المقبلات تتكون من بطاطس مقلية مغطاة بالجبن والفلفل الحار أو أي توابل أخرى، والتي يُمكن أن تصل إلى ألف سعر حراري لكل وجبة. فلا تفرط في تناول التوابل: فعلبة الكاتشب تحتوي على متوسط 10 سعرات حرارية فقط، ولكن نفس الكمية من الإيولي أو المايونيز يمكن أن تضيف ما يقرب من 100 سعر حراري.
وقالت مويير: “مع هذا الوباء من السمنة، في الوقت الحاضر معظمنا في حاجة إلى تقليل الكمية التي يتناولها، إذ لا توجد مساحة لـ100 سعر حراري إضافي هنا وهناك”.
ورتبت إيلين ماجي، مؤلفة 25 كتابًا عن التغذية والطهي الصحي وأخصائية تغذية في سلسلة شركات ألبرتسسون، البطاطس من الأفضل إلى الأسوأ على هذا النحو:
بدأت سلسلتها بالبطاطس المخبوزة في المنزل: التي توضع في درجة حرارة عالية مع رشة من زيت الكانولا أو زيت الفول السوداني. ثم البطاطس المقلية في المنزل: التي تميل للاحتفاظ بقشرها، ولا يتم قليها بشكل كبير، داخل مقلاة في الزيت. ثم البطاطا المقلية الحلوة.
أيضًا، البطاطس بالجبن بالفلفل الحار: لكن الأمر يعتمد على نوع البطاطس المقلية والمكونات الفلفل الحار وكمية الجبن، كما أوضحت ماجي.
بوتين: هذا مثال على تناول شيء ما به دهون وملح (البطاطس المقلية) وأن تضع عليه شيئًا يضيف دهونًا أكثر ومشبعة (رقاقات الجبن) وأن تضيف عليه أيضًا شيئًا به دهون مشبعة وملح (صلصة اللحم).
أوضح إيريك أنه على متناولي الغداء أن يسألوا عن عدد المرات التي تغير فيها المطاعم الزيت، نظرًا لأن عملية التبريد والتسخين المتكررة وإعادة استخدام الزيت يخلق أحماض دهنية غير صحية.
وأشارت شارون زرابي، مديرة برنامج علاج البدانة وأخصائي التغذية المسجل في مستشفى لينوكس هيل في مانهاتن ، إلى أن زيت الذرة- الذي يستخدم عادة في صنع البطاطا المقلية- به نسبة عاليا من أحماض أوميغا 6 الدهنية، التي تساهم في حدوث الالتهاب.
واقترح الدكتور إيريك أن المستهلكين تتبع ما يشعرون به بعد تناول البطاطا المقلية ، وهذا بدوره قد يؤدي إلى تغيرات في عادات الأكل.
وأوضحت ماجي أنه لتذوق النكهة: تناول نصف حبة بطاطس واغمض عينيك، مشددة على أن “أي شيء يمكن أن تؤكل بشكل صحي إذا تم تناوله بشكل عقلاني” ، قالت. “إذا أكلت البطاطس المقلية بهذه الطريقة، فستكون على الأرجح راضيًا بتناول 10 منها”.
