رياضةمنوعات

قتلوا سيسيل.. أفريقيا فقدت نصف أسودها

الجارديان: ظل سيسيل يعاني من الإصابة 40 ساعة قبل الموت

الجارديان – روز جورج – ترجمة: محمد الصباغ

نحب جميعاً القتال الجيد. أليس كذلك؟ يظهر والتر بالمر، طبيب الأسنان من منينسوتا، ومعه القوس والسهم وبجواره الأسد سيسيل، وهو ذكر يتزعم مجموعة من الأسود   معروف بكبريائه الذي يحبه الجميع في زيمبابوي وفي كل إفريقيا. يضاف إلى ذلك أن سيسيل كان موضوع دراسة علمية بجامعة أوكسفورد.  سيسيل أصيب بسهم وظل 40 ساعة يعاني من إصابته حتى الموت، كل هذا لأن بالمر اعتقد أن قتل هذا الحيوان عمل رياضي.

قرأت قصة مقتل سيسيل وهنا انفصلت عن دراستي وثقافتي لدقيقة. كل ما شعرت به هو الإشمئزاز والغضب وبشكل ما لم استطع التعبير عما بداخلي. لم أشعر بأي هدوء تجاه لعبة الصيد الكبير (Big-game). لا أؤمن بمبرراتها، التي يمكن ثقبها برصاصة بكل سهولة.  يقولون إن مسابقة الصيد هدفها هو الحماية، ويقولون: عندما أعلن نادي دالاس للسفاري عن مزاد علني يعطي الحق في قتل وحيد القرن الناميبي الأسود الوحيد الباقي على قيد الحياة، كانت الجائزة 350 ألف دولار، وقالوا إنها ستكون موجهة لمجهودات الحفاظ على البيئة والحياة الطبيعية في ناميبيا. يوجد الآن 5 آلاف وحيد قرن أسود فقط حول العالم.

هبطت أعداد الأسود الإفريقية بنسبة 50% خلال العقود الثلاثة الماضية وفقاً للصندوق الدولي للعناية بالحيوان، وهناك فقط 32 ألف منها. كما يتم اصطياد الأفيال والفهود، والدببة القطبية والزرافات، كنوع من ”الرياضة“ أيضاً. أن تطلق النار على حيوانات مهددة بالإنقراض وتقول عنها أنها يمكن زيادة أعدادها هو كأنك تلوح بمروحة وتعتقد أنك تساعد في إيقاف الاحتباس الحراري العالمي.

في إبريل، بعدما نشر ريكي جيرفيس صورة للشقراء الجميلة ريبيكا فرانسيس مستلقية بجوار زرافة مقتولة بعد أن اطلقت عليها النار في وقت سابق، أصبح الإنترنت في غاية الغضب. يمكن القول إن حالة الغضب تلك كانت أقل من الطبيعي لأن من في الصورة أنثى، ويمكنك أن تجد العديد من الدراسات حول حق المرأة في المشاركة في مسابقات الصيد الكبرى دون ازدرائها. لا يعنيني نوعها، أهتم بما قالته بعد ذلك، فقد أعلنت أنها فعلت شيئاً جيداً. كتبت أن الزرافة كانت مسنة وكانت على أي حال ستموت قريباً. وباطلاق النار على ذكر الزرافة أصبح من الممكن أن يستفيد السكان المحليون من جسده، يمكن استخدام الذيل في الحلي والعظام في صنع ”أشياء أخرى“. وأضافت: ”أنا لست عالمة أحياء. لكن لا يوجد أدنى شك في أن الصيادين يساهمون بالكثير في العناية بالحياة البرية“.

باتباع هذا الجدل ستصل إلى ما هو أبعد من ذلك، إلى أن هناك منطق يقول أن الصيد الجائر والاتجار بتلك الحيوانات يضر أكثر من لعبة الصيد الكبرى. حقيقي، فالتهريب في الحياة البرية يبلغ حجمه من 7-10 مليارات دولار، وهو خامس أكثر الأعمال غير المشروعة ربحاً حول العالم. وحتى الآن في العديد من الدول ينتشر الصيد الجائر والشرطة تكون متساهلة وفي كثير من الأوقات يكون عقاب ذلك مجرد غرامة لا أكثر. بالطبع، الصيد غير المشروع يدمر أكثر من مسابقات الصيد. والقتل عملياً أسوأ من الإيذاء الجسدي، لكنني أعارض كلا الأمرين.

مواجهة الصيادين بعنف قد يكون سيئاً كالصيد. ومعظم عروض الصيد الكبيرة تُواجه بغضب شديد وفي بعض الأحيان تهديدات بالقتل، كما تعرض بالمر بعد إعلان هويته. الحقيقة أن تلك الدول الإفريقية كناميبيا وزيمبابوي تبيع حقوق الصيد في مسابقات خاصة بها، ويلقى ذلك اهتماما أقل.

يقال إن بالمر ”قلق قليلاً“ فقط لأنه اصطاد الأسد الخطأ. وألقى باللوم على مرشده بدلاً من هوايته الغريبة ومطاردة لذاته بقتل مخلوق آخر. كانت فرانسيس مجبرة على إصدار بيان تقول فيه ”لم استطع أن تفهم كيف لأناس يزعمون أنهم محبون ومهتمون بالحيوانات أن يوجهوا لي تهديدات بالقتل أو اغتصاب أبنائي“.

دعونا لا نحول بالمر وفرانسيس إلى جوائز أيضاً كما الحيوانات في مسابقات الصيد، بغض النظر عما يفعلونه. أفضل عدم المحاولة في فهم فعل قتل الحيوانات من أجل المرح. لكن مسابقات صيد الحيوانات تتعلق بما هو أكبر من ذلك: وهو افتراض أن كل الحيوانات في خدمتنا، ونتجاهل حقيقة أننا مجرد حيوانات ذكية أيضاً.

وإليكم النتيجة التى توصل إليها عقلي الحيواني الذكي: لدى خطة مفادها إذا كنت ستدفع 50 ألف دولار للمحافظة على الحياة البرية، ثم تطلق النار على أسد، فلماذا لا تدفع الأموال ولا تطلق النار. الآن أصبحت حماية الحياة بقتل عدد أقل من الحيوانات، هو ما يستحق جائزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى