أخبار

عمرها 88 عامًا وتُواجه السجن بسبب “المحرقة النازية”

قالت إن غرف الغاز بمعسكر أوشفيتز النازي “لم تكن حقيقية”

أورسولا هافربيك المتهمة بإنكار المحرقة النازية في قاعة محكمة يوم الإثنين- صورة لرويترز

رويترز – وكالات – زحمة

قضت محكمة ألمانية بحبس سيدة عجوز عمرها 88 عامًا، 6 أشهر، بتهمة إنكار المحرقة النازية “الهولوكوست” والتحريض على الكراهية.

وكانت أورسولا هافربيك، التي تصف نفسها بأنها مؤرخة محققة، قالت في اجتماع علني في يناير 2016 إن غرف الغاز بمعسكر أوشفيتز النازي “لم تكن حقيقية”.

وأدانت محكمة في برلين، هافربيك بعدما فحصت مقطع فيديو قصيرا من كلمتها قالت فيه إنها تستشهد بأحد الكتب ولا تعبر عن وجهة نظرها الخاصة، غير أن المحكمة خلصت إلى أن الكلمة تخصها وأمرت بسجنها 6 أشهر.

ويعتبر القانون الألماني إنكار المحرقة جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 5 سنوات.

ولم يتم حبس هافربيك بسبب طعنها على الحكم، وواجهت هافربيك قضايا مماثلة في أنحاء ألمانيا كان أحدثها أمام محكمة في ولاية نورد راين فستفاليا الصيف الماضي عندما عوقبت بالحبس 10 أشهر عن نفس التهم.

وتتحمل ألمانيا العبء الأكبر تجاه فكرة محاربة معاداة السامية وإنكار المحرقة، بحكم كونها بيت الحزب النازي صاحب المحارق، ففي 1985 أقرت ألمانيا قانونا يجرم إنكار المحرقة التي أقيمت ضد اليهود، واعتبار ذلك إهانة لكل شخص يهودي داخل ألمانيا.

لم تكتفِ ألمانيا بذلك، بل إنها شددت العقوبات خاصة بهذا القانون في 1994، حيث أصبح إنكار المحرقة جريمة جنائية يعاقب عليها وفقا لقانون مكافحة التحريض العام، الذي ينص “التحريض والإنكار والموافقة على النازية أو الأفعال التي كان يقوم بها الحزب الاشتراكي الوطني (النازي) هي جريمة يعاقب عليها القانون”.

وشددت العقوبة في ألمانيا في العام نفسه إلى السجن لـ5 سنوات كحد أقصى، والغرامة كحد أدنى للعقوبة.

ألمان واجهوا العقوبة

أورسولا هافربيك ليست أول من يواجه السجن بسبب إنكار المحرقة النازية فقد عاقبت المحكمة الألمانية جيرمار رودولف، مواليد 1964، وهو كيميائي ألماني، بالحبس مدة عامين ونصف العام في 2007، لإنكاره المحرقة اليهودية، بعد أن نشر مجموعة من المقالات عبر الإنترنت تشكك في المحرقة، وأنكر وجود بقايا سجن أوشفيتس، أحد أشهر السجون النازية لليهود في بولندا.

وعوقب إرنست تسوندل وهو ناشط يميني ألماني بالعقوبة الأشد لإنكاره الهولوكوست عبر مواقع الإنترنت أمام محكمة مانهايم، جنوب ألمانيا في 2007.

كما عوقبت المحامية سيلفيا شتولتز بالسجن لـ3 أعوام ونصف العام، إضافة إلى منعها من مزاولة مهنتها لـ5 سنوات بتهمة إنكار الهولوكوست، مطلع 2008، نتيجة لإنكارها الهولوكوست خلال دفاعها عن تسوندل حيث قالت “الهولوكوست أكبر كذبة في التاريخ”.

إنكار الهولوكوست.. جريمة في إيطاليا

وفي عام 2016 أقر البرلمان الإيطالي قانونًا ينص على أن الترويج والتحريض على الكراهية على أساس إنكار الهولوكوست، بات من الآن فصاعدا جريمة في إيطاليا عقوبتها السجن لمدة 2-6 سنوات.

وتجدر الإشارة إلى أن القوانين التي تجرم إنكار المحرقة والإبادة الجماعية لليهود موجودة فقط في روسيا وبعض الدول الأوروبية، ما عدا أوكرانيا ودول البلطيق والدول الإسكندنافية والمملكة المتحدة وأيرلندا وإسبانيا. وإنكار المحرقة في روسيا قد يتسبب بعقوبة السجن لمدة تصل إلى 5 سنوات.

ووفقا لموسوعة المحرقة اليهودية بلغ عدد وفيات الهولوكوست ما بين 5,5 مليون إلى 5,8 ملايينن يهودي.

ويعد إنكار المحرقة ومعاداة السامية جرائم تعاقب عليها بعض الدول، إذ سنّ الاتحاد الأوروبي في 2005 قواعد مشتركة ضد حظر الرموز النازية، وما يشير إليها، من بينها إنكار الهولوكوست، لكن اللجنة التنفيذية للاتحاد أوصت بعدم تنفيذ ذلك، إذ رأت أنه من غير الحكمة تنفيذ ذلك عبر 25 دولة عضو بالاتحاد، آنذاك، يحمل كل منها وجهة نظر مختلفة بشأن هذا الأمر.

أما أبرز الدول التي تحمل قوانينها صراحة عقوبات ضد معاداة السامية وتجرّم إنكار المحرقة بعقوبات صارمة لمرتكبيها، فهو: ألمانيا، إيطاليا، فرنسا، النمسا، المجر، رومانيا، بلجيكا، سويسرا، سلوفاكيا، بولندا، لوكسمبورغ.

وكثير من هذه الدول تحظر أيضا استخدام عناصر الأخرى مرتبطة بالهولوكوست، مثل استعمال الرموز النازية.

وأطلقت الأمم المتحدة مؤخرًا برنامجًا للتوعية بـ”الهولوكوست” وقررت أن يوم 27 يناير يوما دوليا سنويا لإحياء ذكرى ضحايا “الهولوكوست” لأنه يوافق اليوم الذي حرّر فيه الجيش السوفييتي في عام 1945م أكبر معسكر من معسكرات الموت النازية في أوشويتز بيركينا وبولندا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى