مجتمع

على طريقة محمد صلاح.. كيف تنجح في حياتك المهنية؟

لا يوجد مستحيل..

ترجمة: رنا ياسر
المصدر: Blog.Wuzzuf

هتافات عدة رُددت، وشعارات كثيرة ربما صادفتها وأنت تتابع نجاح لاعب الكرة المصري، محمد صلاح، صلاح الذي لم يركض ركضًا عاديًا لتحقيق هدفه، ولكنه مضى يركض في رحلة طويلة ليكون ما هو عليه الآن.

قصة محمد صلاح، واحدة من القصص الرائعة التي يجب أن تُروى لأنها ليست خيالية، بل قصة للتعلم والتأمل فيها خلال حياتك المهنية، والآن ما عليك سوى أن تقرأ التالي لتتعلم من الملك المصري.

الجميع يبدأ صغيرًا 

محمد صلاح كان صغيرًا يومًا ما، واتخذ خطوته الأولى في عالم كرة القدم حينما كان في الرابعة عشر من عمره عندما انضم إلى فريق الناشئين في نادي المقاولون العرب، على غير علمه بما يحمله المستقبل له، عمل على ذاته بحماس شديد خلال السنوات الأولى، وكان عليه أن يسافر من قريته “نجريج” في محافظة الغربية إلى القاهرة كل يوم في مقابل الحصول على بضعة جنيهات فقط.

الدرس المٌستفاد:
في المرحلة التي تبدأ فيها خطواتك في العمل في بداية حياتك المهنية، ربما تدفع ما تملك وبالكاد تحصل على عائد ثمين، فلا تبحث عن المال في هذه المرحلة، لأنه الوقت المثالي لتقييم شغفك ولتعرف إن كان يستحق كل هذا العناء أم تذهب للبحث عن مهنة أخرى؟

تذكر:
“حينما تفعل أكثر مما تتلقى من مقابل، اعلم أنك ستتلقى في النهاية أكثر مما كنت تبذله من عمل” .. “زيج زيجلار”

الوقت لترك المهد:

خلال مرحلة طفولتك، حاول أن تكتشف الأشياء وقم بتجربتها للمرة الأولى، فإذا لم تتطور، لا تٌجبر ذاتك على الاستمرارية.

حينما قرر صلاح أن الوقت حان لمغادرة نادي المقاولون العرب، رفضه نادي الزمالك، ولكن بعد وقت قصير تلقى عرضًا من نادي بازل السويسري في عام 2012، بدا الأمر أنه فرصة رائعة ولكنه كان بعيدًا عن السهولة.

محمد صلاح كان يبلغ حينها حوالي 20 عامًا حينما وصل إلى سويسرا، فقد كانت فكرة الحصول على وجبة خفيفة  يمثل تحديًا له، على اعتبار عدم تمكنه من اللغة الإنجليزية، وعليه بدأ تدريجيًا التكيٌف مع البيئة الجديدة ليصبح أفضل لاعب في الدوري السويسري عام 2013.

الدرس المُستفاد:
كي تكبر، عليك أن تخرج من منطقة الأمان، ولا يُعد ذلك سهلاً، إلا أن الخروج من هذه الدائرة ستساعدك على تقوية ذاتك، وسوف تساعدك أن تتعامل مع المواقف الأكثر صعوبة والعقبات التي سوف تواجهها.

تذكر:
“لا يتعلق الأمر بالهدف النهائي، بل يتعلق بك وكيف ستصبح من خلال دفعك باستمرار إلى أقصى حد”.. روبن شارم.

خيبة الأمل  “جزء من عملك”

قضى صلاح أسوأ لحظات حياته المهنية في تشيلسي، حيث قضى موسمه على مقاعد البدلاء،  وتم انتقاده لأنه سريع بلا جدوى، وقال اللاعب ديدييه دروجبا إن محمد صلاح كان يراسله في ذلك الوقت قائلاً له: “لا أسجل أهدافًا ولا أعرف السبب”.

قبل بضعة أشهر من الفترة السابقة له في تشيلسي، لعب صلاح أسوأ مباريات الفريق الوطني عندما فشلت مصر مرة أخرى في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014، بعد خسارتها 6-1 أمام غانا.

الدرس المُستفاد:
لا تعمل الأشياء دائمًا بالطريقة التي تخطط لها، وتذكر دومًا أنه لا توجد مهنة رائعة لا تحتوي على لحظات من الإحباط والفشل، هم قاسيون بما يكفي لجعلك أكثر صرامة، وبعد كل شيء، اسأل ذاتك “ما الخطأ الذي حدث؟”

تذكر:
“يجب أن نقبل بخيبة أمل محدودة، ولكن لا نفقد الأمل المطلق” مارتن لوثر كينج.

العودة مرة أخرى 

تتغذى الشياطين الداخلية لدينا على لحظات الفشل. ونبدأ في التساؤل عما إذا كنا نسير على الطريق الصحيح وفي بعض الأحيان قد نفقد الثقة في إمكاناتنا. ومع ذلك، فإن خيبات الأمل ليست بالضرورة إشارة على التوقف
يمكن أن تكون محفزات للذهاب إلى أبعد من ذلك. هكذا استجاب محمد صلاح لإحباطاته.

عندما تم  إعارته إلى نادي فيورنتينا الإيطالي، اعتقد الجميع أن هذه خطوة إلى الوراء، لكن صلاح كان يتمتع بالذكاء الكافي ليعرف أن تطوير قدراته أكثر أهمية من اللعب لنادي كبير.

وبينما كان يلعب مع فيورنتينا ثم روما، طور صلاح أسلوبه الهجومي، ففي عامين، تطور صلاح من “الرجل الذي لا يمكن أن ينهي عمله” إلى الرجل الذي سجل 29 هدفًا  كما حقق 17  آخرًا في واحدة من أصعب وأكثر البطولات دفاعية في العالم.

الدرس المُستفاد:
كما هو الحال في عالم كرة القدم، لن يدللكم أحد في عالم الأعمال. سوف تواجه الانتقادات وخيبات الأمل. لا تقع أمامهم، ولا تبق ضحية. حدد نقاط الضعف الخاصة بك وأوجد في نفسك القدرة على تحويلها إلى نقاط القوة.

تذكر:
“نحن بحاجة إلى التأكد من أن التسميات التي نطلقها على أنفسنا ليس لها حدودًا إلى جانب التطور الذاتي  الذي سيبقى مستمرًا” طوني روبنز.

اذهب  إلى ما بعد التحدي

كان محمد صلاح مرتاحًا  للغاية في روما، لكن الانتقال إلى ليفربول كان التحدي الذي يحتاج  خلاله تحقيق المزيد من التقدم، خاصةً عندما تم استجواب قدرته على النجاح في الدوري الإنجليزي الممتاز، فكان رد صلاح الوحيد على كل الشكوك المُثارة حوله: “جئت إلى هنا لإظهار كرة قدمي”، وكان رده الحقيقي في الملعب حينما سجل 43 هدفاً لليفربول في موسمه الأول.

الدرس المُستفاد:
بمجرد الحصول على الثقة التي تحتاج إليها، قم بتحويلها إلى خطوات أكثر جرأة ثابتة في حياتك المهنية، لا تستقر في منطقة أمان جديدة.

تذكر:
“المقياس النهائي للرجل ليس المكان الذي يقف فيه في أثناء لحظات الراحة، ولكن أين يقف في أوقات التحدي والجدل”.. مارتن لوثر كينج.

اجتهد لتصل لأقصى ما لديك

لا تجرؤ على التفكير في أن جميع الجوائز التي حصل عليها صلاح الآن هي من صنع الحظ! استغرق الأمر أكثر من عشر سنوات من العمل الشاق ليكون أفضل لاعب أفريقي، وأفضل لاعب بالدوري الإنجليزي فضلاً عن ترشحه كأول لاعب عربي يتواجد في القائمة النهائية للأفضل في العالم.

الدرس المُستفاد:
لا تستعجل النتائج. لا تقارن نفسك بالآخرين. الجميع لديه سرعته الخاصة. افعل ما يلزم ، وفي يوم من الأيام سوف تصل إلى ما تطمح إليه.

تذكر:
“معظم الناس يبالغون في تقدير ما يمكن أن يحققوه في عام واحد، ويقللون من شأن ما يمكنهم تحقيقه خلال عقد من الزمن!” .. طوني روبينز

معضلة “ماذا بعد؟”

بالنسبة لصلاح، يجب ألا يتوقف هنا، لا ينبغي أن يتوقف لكونه  الأفضل، يجب أن يبحث عن تحدي جديد وهكذا أنت!

الدرس المُستفاد:

قدّر ذاتك جيدًا ، ولكن من المهم أن تظل متواضعًا وأن تدع عملك يتكلم نيابةً عنك ، تمامًا مثل ما فعل الملك المصري، محمد صلاح.

تذكر:
“كن شخصًا يُنظر إليه، وليس شخصًا ينظُر إلى الآخرين”… لويس هوز.

صحيح أن الجميع يملكون مسار النجاح الخاص بهم، لكننا جميعًا نستخدم نفس الخريطة تقريبًا في وجهاتنا المختلفة، علينا جميعًا أن نستفاد من كافة مراحل التعلم، والتعلم من خيبة الأمل، والتشكيك في ذاتنا، والعمل الجاد، والاستماع إلى صوتنا للوصول إلى القمة. ابدأ رحلتك الخاصة ودع كلمات الملك تردد في ذهنك وقلبك:”كرة القدم كانت حلمًا مستحيلاً.. ولكن بالنسبة لمصري مثلي دخل عالم كرة القدم باحترافية، فهذا يعني أن لا شيء مستحيلا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى