ترجمات

رسالة نصية أو محادثة عبر “Whatapp”.. يمكن أن تنقذ حياة أم وطفلها في إفريقيا

واحدة من كل 38 امرأة معرضة للموت في فترة الحمل أو الولادة

جارديان

عادة ما يكون الحمل فترة شيقة للمرأة، لكن الوضع يختلف لدى بعض النساء في كينيا. فالحمل يمثل لهن “تجربة خطرة”. هذا ما كشف عنه تقرير لـ”الجاريان”، استعرض أوضاع النساء في جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا، إذ أن سيدة حامل من بين كل 38 مثيلة لها، معرضة للموت في فترة الحمل أو أثناء الولادة. مقارنة بواحدة من بين كل 3700 سيدة حامل معرضة للموت في باقي البلدان المتقدمة.

الوضع هناك يتفاقم نتيجة محدودية فرص الحصول على رعاية صحية جيدة وبأسعار مناسبة للعديد من الأسر ذات الدخل المنخفض، فضلًا عن البعد الجغرافي  لبعض الدول، الذي يعني غالبًا أنه لا وجود لبنية تحتية وانتشار ثقافة عدم الثقة في الأطباء المحترفين، وتفضيل “الدايات” غير المدربات عليهم.

عندما تم تدشين  “جاكاراندا” للرعاية الصحية في كينيا عام 2010، وهي منظمة تقدم الرعاية الصحية اللازمة لهؤلاء السيدات اللاتي في حاجة لمثل هذه الرعاية، تم تسيير العيادات المتنقلة في خيام قبل بناء المزيد من المرافق الدائمة المزودة بالتجهيزات.

واليوم، تدير المنظمة مستشفى مكون من 18 سريرًا في تجمع غرب كهاوى في مدينة نيروبي. حيث تم تقديم الرعاية اللازمة للأمهات لأكثر من 30 ألف سيدة أنجبن أكثر من 3000 طفلًا.

وفي 2016، أفادت المستشفى أن لديها 66% رعاية أقل لخدمات الأمومة والطفولة، وأنها تواجه ولادات معقدة أكثر من امتلاكها مرافق قريبة.

وبينما لا يعتبر “ساثي راجاسيخران” وهو مسؤول مكتب الابتكار بمنظمة “جاكاراندا” أنها ليست شركة تكنولوجية، إلا أن التكنولوجيا لعبت دورًا هامًا في نحاج المؤسسة، وقدرتها على تخفيض نفقاتها. حيث أن الأسعار في تلك المؤسسة تقدر بحوالي خمس التكلفة المنفقة في المستشفيات الخاصة، فالولادة الطبيعية تبدأ تكلفتها بحوالي 16 ألف شلن كيني “أي ما يساوي حوالي 120 جنيه استرليني”.

كما طورت الشركة أدوات رقمية لتزويد الممرضات بالإرشادات والتدريب والتقييم بعد كل عملية ولادة، وتحويل النظام الإداري في المستشفى للعمل أتوماتيكيا حتى يتمكن من التغلب على الطلب المتزايد، والاستثمار في تكنولوجيا الهواتف المحمولة لضمان استمرارية تقديم الرعاية في فترة الحمل وما بعدها.

مؤسسة “جاكاراندا” وهي عضو في البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، تعد واحدة من المؤسسات التي تستثمر في تحسين الخدمات الصحية في مجال الأمومة والطفولة للأمهات ذوات الدخل المنخفض، من خلال التكنولوجيا.

  

في بلد يبلغ فيه معدل انتشار الهواتف المحمولة حوالي 87%، قامت مؤسسة “جاكاراندا” باستخدام وسائل مثل الرسائل النصية لتذكير الأمهات لحضور المعاينات الدورية التي تسبق الولادة –وتوصي منظمة الصحة العالمية بخضوع المرأة الحامل لثمان زيارات للطبيب المختص أثناء فترة الحمل-، تحسبًا لأية علامات خطر مثل الصداع وتورم اليدين والنزيف، وكذلك من أجل تطعيم الأطفال بمجرد ولادتهم.

كما أن المؤسسة تعتمد على تطبيق “واتسآب” لإنشاء محادثات جماعية للامهات اللاتي لا يمكنهن الحضور شخصيًا لتلك المعاينات.

وتعمل المؤسسة بالشراكة مع 25 مستشفى عام آخر في ثلاث مدن للوصول لأكبر عدد ممكن من الأمهات.

والعاملون في المؤسسة يتوقعون بأن الرسائل النصية حاليًا تصل لأكثر من 2000 أم في اليوم.

إنه نهج مبتكر للتحدي الذي لم تتمكن كينيا من مواجهته. حيث كان من المفترض أن تخفض كينيا معدل وفيات الأمهات بمقدار 75% خلال عام 2015 الذي شهد وحده 510 حالة وفاة من بين 100 ألف حالة ولادة على مستوى الدولة بالكامل. بل أنه في المقاطعة الريفية الواحدة، تموت 10 سيدات يوميًا نتيجة ولادات متعسرة.

لكن الحكومة الكينية تعتزم الوصول لأهدافها للتنمية المستدامة بحلول 2030، وواحدة من تلك الأهداف، خفض نسبة وفيات الأمهات إلى أقل من 70 حالة وفاة بين كل 100 ألف حالة ولادة طبيعية، والحد من الوفاة المبكرة للمواليد الجدد وحتى سن 5 سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى