منوعات

رؤى جديدة في تطور لون البشرة

جين MFSD12 يكشف الخلفية الوراثية وراء اختلاف الأفراد

EUREK ALERT

لون الجلد هو واحد من أكثر الصفات وضوحًا بين البشر، ودائمًا هناك فضول حول كيف تطور هذا الاختلاف، وحددت دراسة حديثة مجموعة متنوعة من السكان في أمريكا، اختلافات جينية جديدة ترتبط بلون الجلد، تلك الدراسة التي يقودها علماء الوراثة.

ووجدت الدراسة التي نُشرت في دورية “Nature Communications” أن تباين البشرة الفاتحة بين الناس  في المنطقة الأوروبية- الآسيوية تطور بشكل مستقل نتيجة خلفيات وراثية مختلفة.

فقد حللت الدراسة الوراثية لون البشرة بين أكثر 6000 فرد في أمريكا اللاتينية، من بينهم مزيج من السلالات الأمريكية والأوروبية والأفريقية.

ومن الثابت أن الأمريكيين الأصليين مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بالآسيويين الشرقيين، وهي المستوطنة الأولية للأمريكتين التي وجدت منذ حوالي 15 إلى 20 ألف عام مضى، من خلال الهجرة في شرق سيبيريا إلى أمريكا الشمالية، ونتيجة لذلك فإن الاختلافات الجينية في الأمريكيين الأصليين غالبًا ما يتم تقاسمها مع الآسيويين الشرقيين.

وتحدد هذه الدراسة خمسة أقاليم جديدة مرتبطة بها، تشمل الجلد والعين ولون الشعر، حيث يتم دراسة الجينات التي تؤثر على لون الجلد لدى الأوروبين على نطاق واسع، لكن الباحثين أظهروا بشكل فريد في شرق آسيا والأمريكيين الأصليين تغييرًا مهمًا في جين يسمى .MFSD12

وتُظهر الدراسة أن الجين كان في شرق آسيا بعد أن انفصل عن الأوروبين قبل حوالي 4 آلاف سنة، ثم نُقل  الجين إلى أمريكا من خلال الهجرات القديمة للأمريكيين الأصليين، وهذه هي المرة الأولى التي يرتبط فيها هذا الجين بلون البشرة لدى الأمريكيين الأصليين وآسيا الشرقية.

وقال الدكتور كاوستوب أدهيكاري: “لون البشرة الفاتح تطور بشكل مستقل في أوروبا وشرق آسيا، كما نظهر أن هذا الجين تكيف مع التغيرات في مستويات ضوء الشمس والآشعة فوق البنفسجية”.

أبهر التنوع البدني علماء الأحياء لقرون عديدة، وعلى الرغم من اكتشاف مئات الجينات المرتبطة بهذا الاختلاف، لايزال هناك الكثير الذي يستدعي فهمه للوصول إلى صورة مكتملة.

وحديثًا، نشر العلماء أول دراسة رئيسية حول الجينات المرتبطة بتنوع لون البشرة في إفريقيا. وحسب التقرير  فإن الأمريكيين اللاتينيين غير ممثلين تمثيلاً كاملاً في بحوث علم الوراثة، ولا سيما في بحوث لون البشرة.

ويرى البروفيسور ديزموند توبين، من معهد تشارلز للأمراض الجلدية في كلية دبلن الجامعية، “فقد تحدد صبغة الميلانيين شعرنا وجلدنا ولون العين”، وبمجرد ما يؤثر جين MFSD12 على كيفية إنتاج الميلانين وتخزينه في الجلد، إذ يُمكن أن يساعد في منع الأشعة فوق البنفسجية من تدمير الحمض النووي وبالتالي يوفر الحماية من سرطان الجلد.

ومن المثير للاهتمام، “أن هذا الجين ظهر أيضًا في دراسة لون البشرة لدى الأفارقة، بينما المتغيرات كانت مختلفة تمامًا عن تلك التي لاحظناها في دراستنا، مما سلط الضوء على التنوع الجيني الهائل في البشر والحاجة إلى تنويع سكان الدراسة لدينا” حسبما أكد الدكتور أندريس رويز ليناريس.

بالإضافة إلى تباين لون البشرة، لاحظ العلماء تفاوت كبير في لون العين بين الأمريكيين اللاتينيين، مثل لون البشرة، وكانت الأبحاث المبكرة حول لون العين تتمحور حول أوروبا، وركزت في الغالب على التمييز بين العيون الزرقاء مقابل البني، ومن خلال دراسة الاختلاف في الألوان من البني إلى الأسود، وجدنا جينات جديدة مرتبطة به، وفقًا لما قالته الدكتورة عنود سهيل، من جامعة كامبريدج البريطانية.

تساعد نتائج الدراسة في تفسير تباين لون البشرة والشعر لدى الأمريكيين اللاتينيين، وإلقاء الضوء على تطور الإنسان، وإخبارنا بفهم عوامل الخطر الجينية لظروف مثل سرطان الجلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى