ترجمة وإعداد: ماري مراد
لا شك في أن الأحلام يُمكن أن تكون غريبة للغاية. وهناك أدلة أساسية تفيد بأن العقل الباطن يعمل باستمرار، حتى عندما نكون غير واعيين به بشكل كامل. ويكون الأمر غريبًا بشكل خاص عندما تحلم بأشخاص تحبهم، على سبيل المثال والدتك.
واكتشاف ما تعنيه الأحلام عن والدتك قد يكون خادعًا للغاية، إذ يُمكن إرجاعها إلى الكثير من العناصر، اعتمادًا على من تتحدث إليه أو من أين تحصل على معلوماتك. على سبيل المثال: ربما يقول حلم عن أمك شيئًا ما عن السيدة نفسها أو شيئًا عن إحدى العلاقات الأخرى في حياتك.
ربما تقدم شخصية والدتك إسهامات إيجابية تحتاج إلى دمجها داخلك، أو ربما قدمت جاونب سلبية تتطلع دون وعي إلى لإطلاقها.
ومع وجود طرق عدة لتفسير الأحلام، فلا يمكنني سوى القول أنها تخفي معاني مهمة. وبحسب Psychology Today“، فإن الأحلام عادة ما تكون متخمة بالرموز، وتميل إلى حل أمور بطريقة غريبة للغاية، على أقل تقدير. بإمكانها مساعدتك على حل مشاكل معينة في حياتك، ولكن ليس دائمًا بأكثر الطرق وضوحًا.
موقع “”Elite Daily تحدث مع المعالجة النفسية للعلاقات الدكتورة فران والفيش، التي تقول إن الأحلام عمومًا لا تسير في خط مستقيم. فبحسب والفيش، ربما تحلم بأمك، لكن معنى الحلم ربما لا يتعلق بها على الإطلاق. وتضيف: “وجود والدتك بالحلم لا يعني بالضرورة أنه متعلق بها، فربما يعني أنك في علاقة متضاربة”.
ورغم هذا، توضح والفيش أن الأحلام نتيجة مباشرة لأفكار العقل الباطن، لذا فيجب عليك تفحصها بدقة وأن تولي اهتماما خاصًا لها. فالأحلام يمكن أن تخبرك بشأن أوضاع الآخرين في حياتك، التي ربما تكون مؤثرة عليك بشكل كبير.
فإذا كنت تحلم أنك بوالدتك تتشاجر معك، أو تتجاهلك، أو حتى تموت، فقد تكون كل هذه رموزًا للعلاقات الموجودة في حياتك. وتوضح والفيش: “كل ما عليك فعله هو أن تسأل نفسك: ما هي طبيعة علاقتي بوالدتي؟ بعد ذلك ما تريده هو أن تفحص علاقاتك الآن وتسأل نفسك لماذا تشعر بالتشابه؟”.
لذا، فإن المعنى الداخلي للحلم ربما لا يتعلق بأمك. على سبيك المثال، ربما يكون مديرك في العمل أو شريك هما من أشعلا غضبك.
لكن ماذا لو كنت تحلم بأمك بعد وفاتها؟ هل هناك نوع فريد من الرمزية في هذا السياق؟
بحسب الدكتورة والفيش، فهذا قد يعني أيضًا الكثير من الإشارات التي تتراوح من الاشتياق إلى وجود والدتك في شكل مادي، إلى الشعور بعدم الاستقرار مع رحيلها. وتضيف: “ربما يعني هذا أنك تشتاق إليها، أو أنك تشعر بعدم الاستقرار، أو تشعر بالأمان معها أكثر من أي شخص آخر، أو أنك تحاول أن تقول لها وداعا”.
وتشير والفيش إلى أن أحلامك لا تتعلق بالأشخاص الفعليين فيها. وتقول: “الأحلام عادة لا تتعلق بالأشخاص الذين نجدهم في الحلم. فهي بالأكثر تكون عما تشعر به الشخصيات الأخرى ككمثلين عنك”.
وتنصحك والفيش بعدم الخجل من فحص أحلامك بعمق، لأنها في النهاية يمكنها مساعدتك على فهم نفسك بوضوح أكثر. وتضيف: “الكثير من الأشخاص يخشون أحلامهم كثيرًا ويتجنبون فحصها. لكن في الحقيقة، يمكن للأحلام أن تكون نافذة لعقلنا الباطن. ويمكنها مساعدنا على حل صراع الذي لا ندرك أننا نكافح فيه. لذلك يمكن لتلك الأحلام أن تكون أداة مفيدة للغاية للتعامل مع المشكلات التي لا نتعامل معها”.
أنا شخصيًا أحب التفكير في الأحلام كعينك الثالثة التي تتحدث إلى حالتك الواعية قدر الإمكان. إنها تشبه الحدس الخاص بك في شكل مرئي، لكنه مُشفر. الأحلام هي بالنسبة لك تعني النظر في حياتك بشكل نقدي على قدر الإمكان لفهم ما يحدث في زوايا بعيدة من نفسك.
