ثقافة و فن

بقوام ممتلئ.. عارضة الأزياء الأولى في الولايات المتحدة تغيّر مفاهيم الجمال

آشلي جراهام: "كل شخص لديه فكرته الخاصة حول الجمال "

 

يُمكن لأي شخص يحمل تليفونًا ذكيًا  أن يصل إلى التطبيقات القادرة على إعادة تشكيل مظهره سواء مظهر الفك أو تغيير لون البشرة أو إطالة الرموش، وغيرها من التعديلات التي تٌجرى في غضون ثواني، لذا فإن إعادة تشكيل جسم المرأة ووجهها صار من الممارسات الشائعة، والآن صار من السهل على الأشخاص إجراء جراحة تجميل “رقمية” لأنفسهم بضغطة زر واحدة.

وبينما يعتقد البعض أن الأمر رائع، تعتقد آشلي جراهام أنها مشكلة في حد ذاتها.

في حوار صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مع عارضة الأزياء – الأمريكية الأصل – آشلي جراهام، أعربت عن مخاوفها إزاء تأثير المعايير غير الواقعية على الفتيات الشابات، فكان نشر صور لها التقطها أحد مصوري الفضائح– قبل إجراء أي تعديل عليها – في أثناء ارتدائها ملابس السباحة، سببًا جعلها تطالب بالتحكم في بعض تغييرات صورتها، كما أنه سبب من ضمن أسباب عدة جعلها تصبح عارضة الأزياء الأولى من ذوات الجسم “الكيرفي” لتكون على غلاف المجلات الرياضية.

فما كان لصحيفة “نيويورك تايمز” إلا أن سجلت في حركة ثلاثية الأبعاد، من جميع الزوايا، دون أي تعديلات على شكلها في تجربة واقعية من خلال مقاطع من الفيديو ثلاثية الأبعاد في أثناء سير جراهام في أماكن مٌفضلة لها في أنحاء ولاية نيويورك الأمريكية.

وفي أثناء الحوار معها، أشارت جراهام إلى أنها بدأت العمل كعارضة أزياء حينما كانت في الخامسة عشر من عمرها، في عرض “لين براينت” للملابس الداخلية، شمل العرض جميع الفتيات ذوات الجسم “الكيرفي” اللواتي كن عارضات أزياء في جيلهن، وأشادت بتميُز العرض، قائلة بإنها: “كانت تحاول أن تتماشى مع موضة “الكيرفي” في ذلك الوقت”.

وبسؤالها عن كيف استطاعت أن تُحسن من طريقة سيرها، وهل تحسنت على مدار الوقت فيما بعد، أجابت آشلي بأن الأمر استدعي الممارسة مع جميع الفتيات اللاتي كن يعملن كعارضات.

وأشارت بقولها: “في هذا الرواق الطويل، كنت اتعرض للانتقاد منهن على طريقة السير، بينما كنت  أعتقد  أن  طريقتي في المشي تبدو جذابة ومُثيرة للغاية، لكن كل ما في الأمر أن تجعل الفتاة ركبتيها تواصل السير وساقيها يخرجا عن استقامتهما وهما ينحنيان إلى الوراء، أما المرفقان يكونان في وضع متساو واحد. قد لا تكون لدى الفتاة فكرة في البداية إلى أي مدى يبدو مظهرها جنونيًا، إلا مع مرور الوقت حتى يصبح الأمر طبيعيًا”.

أما من ناحية التفكير في أثناء السير، قالت إن تفكيرها كله يكون مُنصبًا على فكرة “عدم سقوطها”، وهي تُظهر وجهًا مُتجمهًا بعض الشيء، مُرددة لنفسها: “أنتِ فتاة جذابة بما يكفي، لا تسمحي لذاتك بالسقوط”، في الوقت ذاته تُنصح العارضات المبتدئات بعدم تحريك ذراعهما كي لا تبدو بمظهر غريب في الصور المُلتقطة وتبدو  أنها لديها قليل من السيطرة على الوضع.

وعند الحديث عن شعورها على ساحة منصة العرض، أجابت أنها كانت تشعر بالسعادة، ورغم أن الأمر مُخيف، كان ومازال ساحرًا بالنسبة لها، قالت: هناك المزيد من الضغوطات على “الفتيات الكيرفي” إذ إنهن يمثلن المجتمع كله.

ولأن العديد من العارضات تؤدين حوالي 15 عرضًا في اليوم،  فإن الأمر مختلف بالنسبة  “للفتيات الكيرفي” تكون الواحدة منهن محظوظة بحصولها على عرض واحد في الموسم.

“لقد اُتيحت لي الفرصة لأكون الأولى في عملي كعارضة أزياء لأكثر من مجال، لكنني لم أندفع إزاء ذلك”مؤكدة : “عندما بدأت المجال، تم اختياري كعارضة لمجلة، وهذا النوع الوحيد  الذي عملت فيه منذ ذلك الوقت”.

ورغم إنها كانت ممتلئة القوام واُجبرت على أن تفقد جزء من وزنها، قالت آشلي: “كنت هنا لأقوم بتوصيل رسالة ما، لقد كنت هنا لعملي ليس إلا، ولا اعتقد إنه من الخطأ أن نكون الوحيدين الذين يحملون فكرًا مختلفًا”.

منذ فترة طويلة كان الناس يفكرون بمجرد التقاط صورة لهم أنه يجب تعديلها باستخدام برامج الفوتوشوب وغيرها، ولكن جراهام تعتقد بأن المُصور بذلك يتسبب في فقدان جوهر صاحب الصورة سواء بنت أو شاب.

وبسؤال الناس لها كيف يمكن اكتساب الثقة، أجابت جراهام على “نيويورك تايمز”: “أن كل شخص لديه فكرته الخاصة حول الجمال وإلى أي مدى يكون الجمال مثاليًا أو كيف يكون الشكل الصحيح للجسم يُعبر عنه بطرق مختلفة” ومن خلال ذلك تظن عارضة الأزياء أن الأشخاص يتمتعون بحساسية شديدة اليوم، خاصة أن المجتمعات لا تُجبر الفتيات على القيام بأشياء لا يفضلوها، وعليه: “فأنا لا أرضى بتعديل شكل أي جزء في جسدي إلا لو كان التعديل لإزالة مثلاً بثور من وجهي”.

وفي نهاية حوارها مع الصحيفة الأمريكية أفادت بأنه كي تكون الفتاة عارضة أزياء في عام 2018، لا يقتصر على جمالها أو مدى جاذبية وجهها، ولكن يجب أن تتصرف وكأنها سيدة أعمال، تمتلك صوتًا قويًا، وأن تكون واثقة من قدرتها على تغيير العالم وترك إرث للجيل القادم.

ترجمة : رنا ياسر
المصدر:  Newyork Times

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى