أخبار

الجزائر: بوادر انشقاق في الصفوة الحاكمة ورفاق “بوتفليقة” يتخلون عنه

تحدي لبوتفليقة ودائرة المقربين منه

دعا قدامى المحاربين في الجزائر اليوم الشعب للتظاهر بعد تصريحات رئيس أركان الجيش الجزائري بأن الجيش لن يسمح بعودة البلاد إلى “حقبة سفك الدماء”

واعتبر قدامى المحاربين الجزائريين، مساء الثلاثاء، أن مطالبة المتظاهرين بأن يترك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة السلطة، بعد أن أمضى 20 عامًا في حكم البلاد، “تقوم على اعتبارات مشروعة”، وحثوا جميع المواطنين على التظاهر.

وتشكل هذه التصريحات، إشارة أخرى إلى بوادر انشقاق في صفوف الصفوة الحاكمة في البلاد، إذ تشكل هذه التظاهرات الضخمة تحدِ لبوتفليقة ودائرة المقربين منه، التي تشمل أعضاء في الجيش والمخابرات ورجال أعمال.

وقالت المنظمة الوطنية للمجاهدين، التي تضم قدامى المحاربين الذين قاتلوا إلى جانب بوتفليقة في حرب الاستقلال عن فرنسا بين عامي 1954 و1962، إن من واجب المجتمع الجزائري بكل قطاعاته النزول إلى الشارع.

وكان عشرات الآلاف قد خرجوا إلى الشوارع في جميع أنحاء الجزائر، مطالبين بوتفليقة (82 عامًا) بعدم خوض الانتخابات الرئاسية، المقررة يوم 18 أبريل، بالرغم من أنه قدم أوراق ترشحه يوم الأحد.

وانضم بعض المسؤولين من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم إلى المتظاهرين، كما أعلنت شخصيات عامة استقالاتها، وفق ما ذكرت وكالة رويترز، البريطانية.

وكتب الوزير السابق سيدي أحمد فروخي على فيسبوك لدى إعلان استقالته من الحزب الحاكم والبرلمان “مهمتنا في هذا البلد هو أن نستمع.. أن نستمع وأن نتشرب الحكمة كي نواكب هذه الحركة الاجتماعية المهمة من أجل مستقبل بلدنا”

وشهد منتدى رؤساء المؤسسات، وهو رابطة أعمال يدعم زعماؤها بوتفليقة منذ فترة طويلة، استقالات تعاطفًا مع المحتجين، ومن بينهم نائب رئيس المنتدى العيد بن عمر.

وقال إن الرابطة حادت عن رسالتها المتمثلة في المساعدة على قيادة البلد إلى مستقبل أكثر إشراقا. وأضاف ”مواجهة هذا التحدي تتطلب دعم الشعب أيضًا… معارضة إرادة رفاقنا المواطنين إنما هو عدم كفاءة وحماقة وإلغاء لقيمنا وتاريخنا”.

بالإضافة إلى ذلك، فإن  قيادة البلاد تواجه اختبارًا آخرًا: دعوة على الإنترنت ”لمسيرة العشرين مليون“ يوم الجمعة المقبل.

ومن غير المرجح أن تؤدي الاحتجاجات السلمية حتى الآن إلى الإطاحة سريعًا بالرئيس الذي تحوطه المشكلات، وهو أحد أبطال حرب الاستقلال بين عامي 1954 و1962 ضد فرنسا التي لا تزال تهيمن على الجزائر، المنتج الكبير للنفط والغاز.

لكن الانسحاب المضطرد من دائرته المقربة مع تصاعد الاحتجاجات قد يُضعف موقفه، مما يثير مخاوف قادة الجيش الذين لا تزال تخيم على أذهانهم الذكريات المظلمة للحرب الأهلية التي دارت رحاها في التسعينات بعدما حمل الإسلاميون السلاح عندما ألغى الجيش انتخابات كانوا في طريقهم للفوز بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى