ثقافة و فن

التشكيلي عبد الرازق عكاشة: الفن والثقافة من أسلحة الطيبين وأرفض مصطلح “القوى الناعمة”

سيعرض مجموعة من أعمال سمير رافع في جاليري بهلر قريبًا

 

عبد الرازق عكاشة لـ”زحمة”:

  • أصبحت أحصل على جوائز أقل لأنني مشغول الآن برواية أكتبها
  • تراجعت عن إقامة المعارض في الدول العربية لموقفي تجاه العدالة الإنسانية

 

حوار- غادة قدري

مصادفة قادتني إلى منزله في عشية الليلة التي كان عائدًا فيها إلى باريس، طلبت منه أن ينتظرني لأقدم للقاريء العربي تجربة ثرية عن أحد المصريين الذين تفوقوا في أوروبا ويمثلون مصر عالميًا حاملين هويتهم العربية المصرية أينما حلوا، استقبلنا الفنان التشكيلي عبدالرازق عكاشة وأحسن ضيافتنا في منزله المليء بالكنوز.

عكاشة، وهكذا يوقّع على لوحاته، يصرّ دائمًا على مصريته ويعشق قريته المصرية التي خرج منها، حضر في رحلة قصيرة إلى القاهرة بـ”خبيئة” وكنز لم يكشف بعد سيهديه إلى مصر، لديه الكثير عن تجربته الفريدة، وصداقته بالفنان العالمي سمير رافع، وأول عربي أفريقي يرأس صالون “الخريف” أهم صالونات باريس تاريخيًا وفنيًا، سيتحدث عن مشواره الفني وفلسفته ويفتح قلبه لـقراء “زحمة” عن أسرار النجاح الذي حققه والجوائز التي حصل عليها في هذا الحوار:

 

بداية.. ما هي حكاية المتحف الذي تنوي تأسيسه في مصر؟

الناس وصلت لمرحلة عدم  تقدير التاريخ والتراث، الصبية يكسرّون أحجار الهرم ويبيعونها، كالذي يبيع شرفه وعرضه بمبلغ بخس.

وبسبب وجودي بداخل المجتمعات الأوروبية، ترأست  لجنة تحكيم مهرجان أمريكا اللاتينية على خمس رؤساء أكاديميات أصغرهم كان في سن الـ80، وكرمني وزير ثقافة البرازيل مرتين، وأنتجت عني البرازيل فيلمًا وثائقيًا، والأرجنتين والمكسيك كذلك، وجودي له حيزًا مع الفنانين العالميين، كل هذا حفزني لإنشاء متحف، وأرى أنني أملك علاقات واسعة مع العالم لكي أقدم الفائدة للمصريين،  في عام 2007 أقمت حوار “جنوب جنوب” في جامعة أسيوط مع الدكتور منصور المنسي، قمنا بدعوة 50 مثقفًا وفنانًا وأديبًا في جامعة أسيوط لمدة ثلاثة أيام لإقامة ورش عمل، تكرر هذا الحدث في 2009 و2011، ثم أستضفت صالون الخريف لأول مرة في تاريخه ليخرج من الشانزلزيه إلى القاهرة في 2009 ثم أقمت ورش عمل في المنوفية والصعيد، ومازلت أجاهد لنشر التنوير في كل مصر، لذلك أخطط لإقامة متحف هدفه الأساسي أن يصبح منارة لفنانين والشباب ليجدوا المراجع واللوحات والأبحاث، وأستضيف من خلاله الفنانين من الخارج للمشاركة في ورش عمل لتجديد اللغة ووضع الإضافات من الترجمات المختلفة.

لماذا توقفت عن إقامة معارض لأعمالك في القاهرة.. ألا تخشى أن ينساك الناس؟

آخر معرض أقمته في القاهرة في عام 2014 وتراجعت عن إقامة المعارض في الدول العربية لموقفي تجاه العدالة الإنسانية، لا يمكن أن نقدم فنون وآداب وشعوبنا تعاني من الجوع و القهر الإنساني والارتباك في المشهد الاجتماعي.

الفن جزء مهم من الحياة الحقيقة التي يستحقها البشر، وأرفض مصطلح “القوى الناعمة” لوصف الفنانين والمثقفين، في ظل الحروب.

لذلك الفن والثقافة هي أسلحة الناس الطيبين فالشعراء والفنانين خرجوا من الطبقات المتوسطة وما تحتها لأن سلاحهم الكلمة واللوحة والفن.

وإنسانيتي لا تسمح لي بالعرض في الدول العربية ولدي ضمير سيسألني لماذا أعرض في هذه الحالة؟

حدثنا عن صالون الخريف الذي ترأسه في باريس؟

صالون الخريف من أهم الصالونات من الناحية التاريخية والفنية في فرنسا، لأنه الصالون الذي قدم أعمال كل جماعة المتمردين مثل فان جوخ وسيزان ورينوار وغيرهم لأنهم كانوا يرفضون الحياة الكلاسيكية والانطباعية في أوروبا،  منذ عام 2008 أصبحت عضو مجلس إدارة الصالون، ووصلت لدرجة نائب رئيس صالون الخريف، كأول حالة غريبة  فأنا عربي وأفريقي من خارج أوروبا الغربية، وكان هذا المنصب من ترشيح حفيد رينوار تقلدته وأنا أحمل 22 جائزة دولية، بعد دخولي الصالون أصبحوا 32 جائزة دولية.

ولماذا تراجعت بعد دخول الصالون؟

أشعر بالذنب الآن لأنني كنت أحصد جائزتين كل عام بما في ذلك تكريمات من الرؤساء، الرئيس جاك شيراك وقع بنفسه على دبلومة الفنون العليا التي حصلت عليها رغم أنني لم أكن أجيد التحدث بالفرنسية وقتها، الآن بعد دخولي الصالون تراجعت أصبح عطائي للآخرين ولمصر وأصبحت أحصل على جوائز أقل، والآن أن مشغول برواية أكتبها.

أخبرنا إذًا عن رواياتك والكتب الآخرى التي صدرت لك

صدر لي 4 روايات وهم “فتيحة” عن علاقة سيدة جزائرية في مصر بباريس، تتناول الرواية العلاقات العربية المعقدة في إطار الحب والصراعات بين الجاليات العربية.

روايتي الثانية بعنوان “نوال” عن علاقة فتاة ولدت في باريس من أب مصري وأم مغربية، وتحكي الرواية عن حياة الفتاة حتى فترة الثورتين التونسية ثم المصرية.

الرواية الثالثة هي “الشرابية” وتتحدث عن قريتي المصرية التي نشأت بها منذ ميلاد القرية وميلاد البشر ورحلتهما سويا، والتأثير الزمني والجغرافي على البشر والمكان.

أما روايتي الرابعة واسمها “ديزل”  عن شاب مصري في طنطا يحب الساعات الديزل ويبحث عن الإعلانات التي ينشرها أصحاب الساعات الذين يرغبون في بيعها ويلتقي بهم عند بوابات باريس.

الرواية كأنها رحلة في شوارع باريس أصطحب القاريء فيها مع بطل الرواية الذي سيتم سجنه في النهاية بسبب امرأة يلتقي بها.

في رواية “ديزل” أسلط الضوء على العدالة المفقودة وحقوق الإنسان، أصف سجون باريس وما يحدث فيها.

لديّ أيضًا كتاب سيصدر قريبًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب عن 3 من رواد الفن التشكيلي وهم كوكوشكا وكليمنت وجون شيلي وقد عملوا على الإنسانيات وأستاذهم هو الفيلسوف فرويد الذي قاد ثورة التجديد في الإمبراطورية النمساوية مع الفنانين الثلاثة، سيصدر الكتاب عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

ولديّ كتاب آخر عن متحف اللوفر، أقدم فيه وجهة نظر عن زيارة المتحف والتجول فيه من خلال فكرتي عن العدالة البصرية وليس بالخريطة التي يقوم المتحف بتوزيعها.

والكتاب يضم 26 فصلا عن الألوان، كيف نرى الأشياء بالعين والقلب.

بالإضافة إلى الأربع روايات، وكتاب عن سمير رافع ، وكتاب “الثورة في العقل التشكيلي العالمي”  يتحدث عن الثورات الداخلية للفنانين التي أسست مدارس الفن التشكيلي العالمي، والثورة في الإنسانية والطاقات التحريضية على إنتاج شيء مبهر ومتجدد وليس مجرد تقليد.

علمنا بأن لديك مجموعة من اللوحات لم تعرض على الإطلاق للفنان الراحل سمير رافع، هل يمكن أن تخبرنا لماذا أنت مهتم بأعماله إلى هذا الحد؟

سمير رافع واحد من رواد المدرسة السريالية  المصرية، ومجموعة الفن الحر مع جورج حنين.

في  مذكراته يتحدث عن أنه كتب مع رمسيس يونان بيانات جماعة السريالية المصرية التي كلفهما بها جورج حنين.

ومن حسن الحظ أن جماعة السريالية المصرية هي الجماعة الوحيدة المصرية التي ارتبطت بالعالمية مباشرة، يعني في نفس العام الذي ظهر به التيار السريالي في أوروبا، كان جورج حنين الشاعر والمفكر المصري، أحد أهم السبعة الموقعين على البيان الأول لجماعة السرياليين العالمية.

رافع كان يبلغ من العمر 16 عاما ورسم لوحة “الزمن”، وهي واحدة من أعظم لوحات السرياليين في مصر، وللأسف اختطفتها أحد المتاحف العربية بعدما أحضرتها من باريس بمساعدة ابنته، ولكننا سنعرض الاسكتش الخاص بتلك اللوحة قريبا في جاليري بهلر بالقاهرة.

بحكم قربك من الفنان الراحل هل يمكن أن تخبرنا لماذا لم يظهر رافع في الأوساط الفنية والثقافية في مصر؟

سمير رافع ترك مصر عام 1952 أو 1954 ولم يعد إليها  نظرا لتوجهاته الثقافية والإنسانية، والعاطفية.

ما هي هذه التوجهات هل هناك أسرار؟

ليس مخوّلًا إليّ أن أحكي عن أسرار حياته ولكن أحد أهم الأسرار التي يمكن أن أكشفها الآن بعد 60 معرضًا مكررًا في مصر لسمير رافع، هو علاقته بمادلين زربي التي أحبته وقتلت زوجها من أجله ودخلت السجن، سأكون فخورا بأن أقدم قصة جديدة عن سمير رافع في معرض سيقام قريبًا في “جاليري بهلر” في القاهرة بالتعاون مع صديقي الفنان سامح سعيد.

قررنا أنا وسامح أن نقدم نموذجًا جديدًا من جيل الطليعة  “أفانجارد” لأن الحالة التشكيلية المصرية هي حالة متكررة، حالة الإبداع في كافة النواحي، ساضرب لك مثالا بالصحف، ستجدين عن بائع الجرائد العناوين والمانشتات متشابهة.

فحكاية مادلين زربي وعلاقتها بسمير رافع هي حكاية جديدة لا يعرفها أحد، الدكتور سمير غريب تناول الهجرة المستحيلة لسمير رافع في كتابه ولكنه لم يتحدث عن هذه العلاقة.

أنا لي أيضًا كتاب صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، يحمل عنوان “سمير رافع ذكريات ومذكرات” وأستاذة فاطمة علي رئيسة قسم الفنون التشكيلية في صحيفة القاهرة لها كتاب، لم يطبع بعد عن سمير رافع، في الثلاثة كتب، وفي آلاف المقالات التي كتبت عن رافع، تم تجنب الحديث عن علاقات الحب في حياته.

ولقد تعلمت النقد الفني في أوروبا ومن المهم دراسة حياة الفنان وعلاقاته والأماكن التي يتردد عليها وتفضيلاته، من الذين أحبهم وما هو الطعام المفضل له لذلك أنا مهتم بالقصص حول سمير رافع.

فمثلًا أجمل ما في حياة سيمون دي بفوار وساراتر أنهما أخذا فنجان الصباح على أحد المقاهي، ثم أصبح المقهى يحمل اسم سارتر من كثرة تردده عليه.

للأسف هنا في مصر يمكن أن يرفع الفنان دعوى إذا تطرق أحدا لحياته الشخصية وعلاقاته، لكن الحقيقة أن الإبداع قائم على الحب، وبلا حب لن يكون هناك إبداعا.

وما الفرق إذًا بين حالة الإبداع العالمية وحالة الإبداع في مصر؟

حالة الإبداع في مصر هي حالة أنانية، الكاتب يتحدث عن ذاته طيلة الوقت، الفنان يتحدث عن ذاته، أما في أوروبا فالفنان يتحدث معظم الوقت عن حبيباته، كيف كان شكل حبيبته عندما حضرت، وكيف تبدو إن وضعت حقيبتها على الطاولة، فأصبحت مثلا هناك قصيدة اسمها الطاولة وحقيبة حبيبتي، في مصر تنقصنا حالة الإنسانية والدويتو.

سمير رافع طوال الوقت كان بعيدا عن الفردية، لم ينسجم مع الحياة المصرية، وظل سنوات عمره يبحث عن الحب في أشكال كثيرة جدا.

هل أحب سمير رافع مادلين زربي فقط؟

نتيجة علاقات الحب عند سمير رافع مفاجأة أخرى سنقدمها في جاليري بهلر،  سمير لديه ابنة فرنسية لم تكتشف أنها ابنته إلا بعد أن عادت لوحاته إلى مصر، وكانت قد بلغت من العمر 50 عاما، وعثرت على مذكرات قد تركتها أمها قبل وفاتها تخبرها أن والدها الذي تحمل اسمه كان كبيرا في السن ولم يكن قادرا على الإنجاب، وأنها أحبت رجلا مصريا التقته في الجزائر اسمه سمير رافع وهو والدها البيلوجي.

رافع له قصص ومغامرات كثيرة جدا في الاطار الوجداني الذي صنع فنه، بعض النقاد في مصر لا يكتبون جيدا عن رافع لأنهم لا يفهمونه، أحيانا يتحدثون عن التشريح، يذكرون الأشياء التي يحفظونها ولا يخرجون من الصندوق لذلك عندما نتحدث عن وجدانيات الفنان سنعثر على أسرار فريدة، النقاد لا يعرفون أن سمير رافع عاش كل أيامه حتى وفاته مع خيالاته الوجدانية والفيزيائية ومن لا يعرف هذه الحقائق عنه، لن يستطيع تحليل أعماله.

ألا تخشى من الهجوم عليك ومن أن يتم التشكيك في دقة ما لديك عن سمير رافع؟

أنا لا أدعي ولكني أشعر أنه ليس هناك كتابا تحدث عن سمير رافع بإنسانية مثل كتابي “سمير رافع ذكريات ومذكرات”  في الهيئة العامة للكتاب لأنه كان صديقي في آخر ثلاث سنوات في حياته قبل وفاته، كان منعزلًا عن المجتمع الفرنسي  ولم يكن يسمح للآخرين بدخول منزله، وكان لا يثق في أحد بسهولة، وكان يشك في أي علاقة غير مبنية على الحب.

لقد تحملته كثيرا كي أثبت له أنني أحبه، قبل أن أسافر إلى باريس آخر مرة، طلب مني أن أذهب إلى أرشيف مجلة الهلال وأحضر له نسخ مصوّرة من مذكرات كان يكتبها للمجلة  بعنوان “مذكرات فنان فرنسي في باريس” سنة 1966 وكان رئيس التحرير آنذاك كامل زهيري، كان رافع يكتب حلقات عن لقاءه بالرسام بيكاسو.

لقد بذلت مجهودًا كبيرا لأصل إلى الأرشيف وأحضرت له نسخ من الحلقات، لكن بعد وفاته فوجئت أنه كان محتفظا بصناديق بها الحلقات مكتوبة بخط يده، لم يكن بحاجة لأن أذهب إلى أرشيف المجلة لكنه كان يريد أن يتحقق من جدارتي بحبه.

كيف ترى “الأفانجارد” في مصر؟

فن “الأفانجارد” أو الطليعة توقف تمامًا ومغيب في مصر منذ الستينيات، بدلًا من أن تسمح اتفاقيات السلام التي وقعت عليها مصر بالانفتاح على العالم،  عزلتنا وأصبحت المراجع المصرية التي لدينا قديمة ولم تستمر طرق البحث بعد ذلك، فبالتالي كل كاتب أو كل أديب أو كل فنان يقلد الآخر.

عندما التقيت سامح سعيد فكرنا في تقديم الطلائعية والأفانجارد الحديثة، قصة سمير رافع ومادلين، وفكرت في معرض اسكتشات فقط لأنها تحمل الأسرار الخاصة بكل فنان، هناك فنانين يرسمون اسكتشات، تفضح حياتهم الوجدانية ولكنهم يترددون في عرضها، وبالمناسبة أنجح معارض بيكاسو في باريس كان “الحب في اسكتشات بيكاسو”  والذي أقيم أربع مرات.

ما هي أهمية الاسكتشات؟

الفنان يستمر في تنميق اللوحة وتزيينها حتى يتمكن من عرضها، لكن الاسكتش هو رسم أولي بدون تعديل من القلب إلى الورق، يحمل السرعة والتلقائية والشجاعة، لن يشتري أحد الاسكتش إلا بالقلب، من يفهم ذلك يعرف أن الفنان تأتيه الهواجس في المساء، فريدا كاهلو مثلا من أنجح لوحاتها تلك التي رسمتها نتيجة هواجسها الوجدانية في المساء، كانت فريدا تحب زوجها فريدو، وفي نفس الوقت لديها مغامرتها مع ليو تولستوي.

لذلك فالاسكتش حالة سرية، فكرت في إقامة معرض خفيف لهذه الاسكتشات وزنه خفيف يستطيع أي شخص أن يشتري مجموعة من هذه الاسكتشات ويضعها في منزله ليهذب أعين أسرته على حالات الحب، سنقدم اسكتشات لعشرة فنانين، لكل واحد منهم عشرة اسكتشات، يصبح لدينا لدينا 100 اسكتش لـ100 حالة خاصة من الوجدانيات وأسرار الفنانين التي لا يعرفها أحد.

وبالمناسبة سنقيم معرض الاسكتشات هذا في جاليري بهلر واقترحنا أن يكون اسمه “10*10  سكتشات.. بين الحلال والخيال”.

هل تفكر في معارض بموضوعات أخرى في القاهرة ؟

سنحاول استضافة أحد فناني أوروبا مع الفنان محمود جادالله، والفنان حكيم من الأردن، ومجموعة من ألمع الأسماء.

ألوفيه من فرنسا ولاجرو واحد من أكبر فناني فرنسا  أيضًا ربما يزوران مصر قريبًا لعرض أعمالهما معنا ستكون صفقة حقيقية لتغيير وجدان ورؤية الشباب.

احدى مقتنيات عبدالرازق عكاشة من داخلة منزله

ذكرت سابقًا أن لديك نظرة مختلفة عن العدالة هل يمكن أن تكشف لنا رؤيتك؟

أعمل على فكرة جديدة لم يتطرق لها أحد من قبل وهي فكرة العدل البصري، وهو مصطلح أنا الذي ابتكرته. وأقصد به أن من حق كل الناس أن يشاهدوا الجمال بنفس المستوى ونفس العدالة لينعكس هذا على  الإنسان داخليا ومن ثم ينعكس على المجتمع، لأن تطور المجتمع لن يحدث دون تحقيق العدل البصري.

كيف تقيّم مستوى الفنانين العرب بالنسبة للفنانين في أوروبا الآن؟

الفنانون العرب حققوا طفرات عالمية، على فترات زمنية مختلفة، ما أقصده أن تلك الفترات ارتبطت بديموقراطية كل شعب.

كان الانتشار للفنانين المغاربة كبيرا في أوروبا، مثل محمد القاسمي، وفريد بلكاهية وغيرهم، كان ذلك في الثمانينات وحتى بداية التسعينات، في عصر الملك الحسن لأنه كان ملكًا مثقفًا جدًا.

الشعوب العربية أطلقت نماذج ناجحة في الفترات التي سادت فيها مساحة من الديموقراطية في الأدب والفن.

في الكويت مثلا في مرحلة السرليالية، في فترة الثمانينات كانت أغلفة المجلات التي تصدر هناك تصلح لأن تصبح لوحات تشكيلية.

حتى في قطر من خلال مجلة “الدوحة” وفي العراق عندما منح صدام حسين الحرية للكتاب والأدباء في فترة قصيرة، كانت الثقافة العراقية عظيمة في تلك الفترة.

الفنانون في مصر تميزّوا في فترة الستينات، أنا منحاز للستينات ليس لأنني أحب جمال عبد الناصر فحسب ولكن لأنني منحاز للحلم المصري والعربي في ذلك الوقت.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى