إعلامسياسة

بي بي سي: لماذا اختلف موت شيماء عن الآخرين؟

 بي بي سي: لهذه الأسباب كان خبر مقتل شيماء الأبرز تداولا بين 18 آخرين قتلوا في اليوم نفسه

مقتلها  تم توثيقه. وليست إخوانية.

بي بي سي – ترجمة: محمد الصباغ

هل غيّر مقتل شيماء الصباغ و التى سيطرت قصتها على وسائل التواصل الإجتماعي، من تعامل المصريين مع المتظاهرين؟

بالعودة إلى عام 2011،  نجد أن المتظاهرين الذين أسقطوا حكم حسني مبارك، الذي امتد لثلاثين عاماً، قد  تعامل معهم الناس كأبطال.

لكن في أغلب الأحيان الآن ، و نكاية في الإخوان المسلمين ، انتهى الأمر إلى دعم قمع الحكومة للتجمعات في الشارع. و لذلك حينما قتل 18 شخصاً في الاشتباكات الأخيرة في الذكرى الرابعة للثورة المصرية، لم يتوقع أحد أن تسيطر قصة متظاهرة على مواقع التواصل الإجتماعى كما كان يحدث في السابق.

لماذا أثار مقتل شيماء الصباغ رد الفعل القوي؟ ولمعرفة ذلك لنلق نظرة على ما حدث يوم 24 يناير.

بدأ الأمر بتغريدة عاطفية  للصحفية المصرية نانسي عطية تقول ” معرفهااااش معرفتش انقذها، والبت ماتت و دمها على هدومي“. و سرعان ما تحددت هوية المتظاهرة المقتولة و هى شيماء الصباغ و خلال 12 ساعة كان اسمها تم تداوله أكثر من 130 ألف مرة على تويتر.

خرجت شيماء صاحبة 32 سنة، يوم السبت في مسيرة بالقاهرة نظمها حزب التحالف الشعبي الإشتراكي. و أظهرت الصور وقوفها بجوار باقي أعضاء الحزب يهتفون ”عيش،حرية، عدالة إجتماعية“ و هي نفس الشعارات التى هتفت عند إسقاط مبارك. و تلك الصور فقط ستوضع مع باقي صور شهداء يناير 2011 في ميدان التحرير، لكن شيماء لم تصل إلى الميدان و قتلت في طريقها إليه.

و أعلنت وزارة الداخلية في بيان  أنها سوف تقدم قاتل شيماء للعدالة. لكن  معارضي الحكومة لم يقنعهم ذلك، فقد اقتنعوا أن الشرطة هي من قتلت شيماء.

وفي الصورة التالية تظهر شيماء و ابنها بلال،  و تقول التغريدة ” الشرطة قتلتها على بعد أمتار من منزلي”

وكانت شيماء هي أول من سقط في تظاهرات السبت، و تبعها 17 آخرون و جرح العشرات. لكن قصتها هي التي  اجتاحت وسائل التواصل الإجتماعي.

و قالت المدونة المصرية ”فاطمة“ للبي بي سي ”موت شيماء تم توثيقه، الصور و مقاطع الفيديو كانت قوية جداً.“

و كانت صورة شيماء التى يحملها فيها زميلها عقب اصابتها مباشرة هي الصورة الأكثر انتشاراً لها.

و أظهر مقطع فيديو الناس يسارعون لحمل شيماء إلى المستشفي بعد اصابتها، و وجهها مغطى بالدماء. و عقب رفع المقطع على اليوتيوب تم مشاهدته أكثر من مليون مرة.

لكن انتشار خبر مقتلها لم يتعلق فقط بموت امرأة التقطته الكاميرات. تعتقد فاطمة أن جزءا  من ذلك هو عدم كونها داعمة لجماعة الإخوان المسلمين، والتى يعتبرها الناس في مصر وصمة عار حالياً.

و تضيف المدونة ”أصبح الناس لا يحملون مشاعر جيدة تجاه الجماعة، ولأن شيماء كانت ليبرالية بوضوح و يمكن للغرب أن يصنفها أيدولوجياً، فقد أصبحت قصتها ذائعة الصيت في وسائل الإعلام العالمية.“

و في اليوم الذي سبق مقتل الصباغ،  قتلت طالبة تدعى سندس أبو بكر و عمرها 17 عاماً في اشتباكات بين أنصار الإخوان المسلمين و أهالي الإسكندرية. لكن قصتها لم يتم تداولها كثيراً. و تقول فاطمة تعليقاً على ذلك، ”مصدومة لكني غير مندهشة، علينا ألا نميز في تغطية أخبار الموت.“

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى