سياسة

هيلاري “الواقعية” : اكتفيت من “المؤامرة” المصرية

 

في كتابها “خيارات صعبة” تقول هيلاري كلينتون أن “نظرية المؤامرة” تتحكم تماما في تفكير المصريين

إريك تريجر – واشنطن بوست، نيوز 24 – أسوشيتد برس

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

عندما نزل المصريون إلى الشوارع في يناير 2011 كانت وزيرة الخارجية الأمريكية وقتئذ هيلاري كلينتون تصف نظام حسني مبارك بإنه “مستقر”،  وتحذر زملائها في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من ” إزاحة  شريك قديم”.

تقول هيلاري كلينتون في كتابها الجديد إنها كانت تدفع في اتجاه أن يسلم الزعيم المصري حسني مبارك السلطة بنفسه لمن  يخلفه، لكن الرئيس باراك أوباما تجاوز عن رأيها.

في كتابها “خيارات صعبة” تصف كلينتون “إدارة أمريكية منقسمة خلال الأيام الجنونية للربيع العربي”. وأدرجت كلينتون نفسها ضمن مجموعة من الواقعيين الحذرين الذين يمثلون الحرس القديم مثل نائب الرئيس جو بايدن ومستشار الأمن القومي توم دونيلون ووزير الدفاع روبرت جيتس الذين كانوا على خلاف مع الجيل الأصغر سناً من مستشاري البيت الأبيض “تورط في دراما مثالية اللحظة.”

كلينتون قالت إنها لم ترد أن تظهر الولايات المتحدة وكأنها تزيح حليفاً قديماً دون وجود صورة واضحة لمستقبل الحلفاء الإقليميين كإسرائيل والأردن.

بالنسبة لكلينتون فإن توضيح الإختلافات حول السياسات التي كانت بينها وبين أوباما، وإن كان بلباقة وكياسة، قد يكون جوهرياً إذا قررت أن تترشح للرئاسة في 2016. ومصر مثال ممتاز لهذه الإختلافات بالنظر إلى المسار المضطرب الذي سلكته البلاد منذ تنحي مبارك وسط مظاهرات عنيفة في الشوارع منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وبالرغم من استعدادها الظاهري للعمل مع آخر النظم القمعية، والموالية للغرب في الوقت ذاته، في القاهرة، على الأرجح فإن  كلينتون سوف تتجنب مصر إذا انتخبت رئيسة للولايات المتحدة، حيث تشير في كتابها إلى أنها سئمت من الثقافة السياسية المدفوعة بنظرية المؤامرة.

 تعاونت الوزيرة السابقة مع الرئيس محمد مرسي بالرغم من سلوكيات القيادي بالإخوان المسلمين الاستبدادية المتزايدة، لكنها توضح في كتابها أنها عندما حاولت إدماج القوى المدنية المصرية الغير إسلامية وجدت نفسها محاطة بنظريات المؤامرة الجامحة التي تركت لديها انطباعاً مدمراً ومستمراً.

فعلى سبيل المثال وخلال زيارتها الأولى للقاهرة بعد إسقاط مبارك في مارس 2011، التقت كلينتون بمجموعة من النشطاء في فندق فورسيزونس ، تقول  في الكتاب، “تجادلوا فيما بينهم ولاموا الولايات المتحدة على خطايا متنوعة وكانوا رافضين بشكل كبير للعملية السياسسة المبنية على الانتخابات.”

وتقف كلينتون كذلك عند حقيقة أنه خلال المرحلة الانتقالية بعد مبارك “اتهمنا مؤيدو الاخوان المسلمون بأننا دعمنا نظام مبارك،  وشكّوا في أننا سنتواطئ مع الجيش لمنعهم من الوصول للسلطة،” وفي الوقت ذاته كان غير الإسلاميين “خائفين من احتمالية وجود حكم إسلامي وادعوا أن الولايات المتحدة تآمرت مع الاخوان لإبعاد مبارك.”

بعد ذلك، وخلال لقاء مع أقباط مصريين في يوليو 2012 في السفارة الأمريكية في القاهرة، اتهم أحد المشاركين في اللقاء مساعدة كلينتون، “هُما عابدين “، بكونها “عميلة سرية للاخوان المسلمين.” كما  أن زيارة كلينتون أفسدتها الاحتجاجات ضد تآمر واشنطن المفترض مع الاخوان .

من المفترض أن تمثل هذه الوقائع هوامش على الأكثر بالنظر إلى الصورة الأكبر لقصة مصر في الرحلة الإنتقالية بعد مبارك،  إلا أن “خيارات صعبة” يشير إلى أنها شكلت بشكل كبير موقف  الوزيرة السابقة تجاه  مصر.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى