مجتمعمنوعات

واشنطن بوست: التدخين يقتل ..إلا إذا

واشنطن بوست: التدخين يقتل ..إلا إذا

واشنطن بوست – أريانا تشا – إعداد وترجمة: محمد الصباغ

يعتقد أن المعمرة الفرنسية جين كالمينت ،أكثر من عاش في العالم حيث ماتت وعمرها 122 عاماً، وكانت معروفة بثلاثة أشياء: خفة ظلها، وحبها لركوب الدراجات حول المدينة الصغيرة التي تربّت فيها، والحقيقة الثالثة أنها كانت تدخن يومياً.

قبل وفاتها عام 1997، سألها الكثيرون عن سبب صحتها الجيدة. كانت ترد بضحكة وتصف كيف أنها تتناول الشيكولاته بشكل أسبوعي، وتشرب كميات كبيرة من النبيذ وأصبحت مدخنة في عمر 21 عاماً. وفي دراسة مثيرة صدرت هذا الأسبوع، قام الباحثون بفحص التركيبات الجينية للمدخنين الذين يعيشون لفترة طويلة مثل كالمينت، ووجدوا أن طول حياتهم قد يكون بسبب قدرة فطرية على التكيف.

اكتشف الباحثان مورجان ليفن وإيلين كريمينس، أن هؤلاء المدخنين يمتلكون مجموعة من الجينات التي يعتقد أنها تسمح لهم بمواجهة وتخفيف أضرار البيئة الناتجة من الضغوطات العصبية. ومن المعروف أن حياة المدخنين تكون أقصر بمعدل عشر سنوات من الغير مدخنين. ويرى الباحثان أن المدخين الذين يعيشون عمراً طويلاً هم استثناء وتشير نتائجهم إلى أنهم قد يكونوا ”مجموعة مختلفة بيولوجياً“ وهبوا متغيرات جينية تسمح لهم برد فعل مختلف لما يتعرضون له.

وقال ليفن ”هناك دليل على أن هذه الجينات قد ساعدت في إطالة معدل العمر.“

قارن الباحثون بين 90 مشاركاً كانوا مدخنين وتخطوا عمر الثمانين وبين  730 شخصاً من المدخنين وعاشوا أقل من 70 عاماً.  ووجدوا أن من هم فوق 80 كانوا مشابهين في الوظائف الفسيولوجية مثل ضغط الدم والمناعة لمن هم فس سنهم من غير المدخنين. بينما كان المدخنين الذين ماتوا في سن أصغر أسوأ عند قياس تلك الوظائف بالمقارنة مع نظرائهم من غير المدخنين.

واكتشفوا أيضاً من خلال الدراسة أنهم ليسوا فقط قادرين على التنبؤ باحتمالية حياة الأفراد إلى سن كبيرة بل أيضاً إلى خطورة تعرض الأشخاص للسرطان، ويعد ذلك قليلاً مع تلك المتغيرات الجينية الوقائية. والسؤال هنا هو كيف للأشخاص معروفة إذا ما كانوا يمتلكون تلك الجينات التي تتحدث عنها الدراسة أم لا. وبينما تقدم بعض المراكز قياسات جينية، يقول ليفن إن ليس كل تلك القياسات توافق المعايير التي استخدموها في الدراسة. ويضيف أنه من المحتمل مستقبلاً أن يحدث هذا الاختبار، فيعمل هو مع باحثون آخرين على إيجاد وسائل تسمح للأفراد بحساب مخاطرهم الصحية وفقاً لمعلومات حول ضغط الدم والجينات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى