أخبارسياسة

لماذا يتجنب منافس السيسي التحدث مع وسائل الإعلام؟

موسى لا يتفق مع السيسي في بعض السياسات

 

رويترز

قبل أيام من الانتخابات الرئاسية المصرية يتجنب موسى مصطفى موسى المرشح الوحيد الذي يقف أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي الأضواء.

وبدا أن ترشح موسى للرئاسة كان مفاجأة حتى لحزبه. فقبل قليل من إغلاق باب الترشح في يناير، شاهد صحفيون ومصورون مساعدين لموسى وهم يهرولون أمام مقر الهيئة الوطنية للانتخابات للحاق بتقديم أوراق ترشحه قبل فوات الأوان.

 وحتى ذلك اليوم، كان موسى رئيس حزب الغد ينظم فعاليات تؤيد ترشح السيسي لفترة رئاسية ثانية.

وينفي موسى ما يتهمه به منتقدوه بأنه ترشح فقط حتى لا يخوض السيسي الانتخابات وحيدا، لكنه لا يزال يجاهر بتأييده لوزير الدفاع وقائد الجيش السابق وقال إنه يأمل أن يفوز السيسي.

وجاء تحول موسى، وهو رجل أعمال أيضا، إلى مقعد المنافس بعد انسحاب جميع مرشحي المعارضة بدعوى التعرض لحملات لتخويف المؤيدين والتشويه الإعلامي وبعدم نزاهة الظروف التي تجري فيها الحملات الانتخابية بعد إلقاء القبض على الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش الأسبق والذي كان يوصف بأنه أبرز منافسي السيسي المحتملين.

وتعهدت الهيئة الوطنية للانتخابات أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة. وتقول حملة السيسي إنه لم يتم منع أي مرشح محتمل من الترشح لكن أوضاع المنافسين الآخرين ساهمت في تأمين فوز ساحق للرئيس.

وقال موسى في العديد من المقابلات إن ترك السيسي كمنافس وحيد لا يمثل ”دورا إيجابيا لمصر”

ويقول مؤيدون للسيسي إنه حقق مزيدا من الأمن منذ عام 2013 عندما أعلن حين كان وزيرا للدفاع وقائدا للجيش عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. لكن مصر لا تزال تواجه متشددين موالين لتنظيم الدولة الإسلامية في محافظة شمال سيناء.

ويقول منتقدون للسيسي إن شعبيته تضررت بسبب الإصلاحات التقشفية وقمع الخصوم السياسيين والنشطاء ووسائل الإعلام المستقلة.

ويقول موسى إنه لا يتفق مع السيسي في بعض السياسات، لا سيما تنفيذ برنامج إصلاح اقتصادي قاس بدءا من أواخر عام 2016 والذي شمل تعويم الجنيه وتخفيض الدعم.

ويعد الرجل بمساعدة المزارعين وخفض الأسعار المرتفعة للسلع الأساسية وزيادة الأجور لمساعدة العديد من المصريين الذين يقولون إنهم يستطيعون شراء ما يكفي من الغذاء بشق الأنفس.

لكن معظم المصريين لا يعرفون الكثير عن موسى.

وعلى مدى الأسابيع الماضية، لم يكن يظهر موسى علنا سوى في بعض المقابلات التلفزيونية، بينما تكسو آلاف الملصقات التي تدعم السيسي شوارع القاهرة.

وعندما سئل عن التبرعات المقدمة لحملته، قال في برنامج حواري تقدمه الإعلامية لميس الحديدي إن التبرعات ضئيلة.

وقال موسى ”في بعض الناس يتخيلون أنهم لو قاموا بذلك كأنهم ضد الدولة وضد سياسة الدولة وهذا غلط (خطأ)“.

واقتصرت أول مسيرة انتخابية علنية له في شوارع وسط القاهرة في الأغلب على صحفيين يتوقون إلى لمحة من منافس اللحظة الأخيرة وليس على المؤيدين.

وتجنب موسى انتقاد سياسات السيسي، ووعد بدلاً من ذلك بالاستمرار على نفس النهج في حال فوزه.

ويصف نشطاء معارضون وصحفيون ومحللون موسى بأنه مرشح ”كومبارس“ ويقولون إنه ترشح فقط لإعطاء انطباع بوجود منافسة ديمقراطية كاملة.

وقال موسى في مؤتمر صحفي في يناير  إنه ليس ”كومبارس“، وهو الحديث الذي يكرره منذ ذلك الحين.

وعندما سألته الإعلامية لميس الحديدي عما إذا كان أي من أفراد عائلته نصحه بأن أمواله الشخصية التي ينفقها على الدعاية الانتخابية تعد تبذيرا ومضيعة للأموال، قال موسى ”كلنا لدينا الحس الوطني والشعور الوطني أننا سنقوم بشيء جيد“.

وعلى الرغم من السخرية، استمر موسى في إجراء المقابلات مع القنوات التلفزيونية والصحف المحلية، لكنه امتنع عن إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية.

وقال لصحيفة الأهرام الحكومية ”لا أريد إجراء لقاءات أو حوارات مع قنوات أو وسائل إعلام أجنبية في مرحلة مليئة بالريبة وبها وضع غير مفهوم ولا أعرف كيف سيستثمرون ذلك اللقاء رغم علمي أنهم لن يستثمروا اللقاء ضدي بل ضد الرئيس السيسي وضد الدولة وهناك أهداف لديهم كلها شر“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى