منوعات

القاتل الصامت.. كيف تحفظ نفسك من مخاطر الكولسترول؟

نحن بحاجة إلى الكوليسترول لإنتاج الهرمونات وإصلاح الخلايا

daily express

ترجمة وإعداد: ماري مراد

كثير من الناس لا يدركون أنهم مصابون بارتفاع في نسبة الكوليسترول، وهذا هو السبب في أنه يعرف بـ “القاتل الصامت”.

يقول الدكتور ديرموت نيلي، الذي يدير عيادة متخصصة في الدهون بنيوكاسل أبون تاين: “لا توجد أعراض لارتفاع مستوى الكوليسترول. العرض الحقيقي الوحيد هو الشريان المسدود، الذي يسبب سكتة دماغية أو أزمة قلبية. في الحالات الشديدة، يمكنك إيجاد رواسب الكوليسترول في الأوتار أو حول الجزء الواضح من العين ، لكن الطبيب نادرًا ما يلاحظ ذلك خلال الفحص الروتيني”.

تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية مسؤولة عن حالات الوفاة في 38% من الذكور و37% من وفيات الإناث قبل سن 75، مع ارتفاع نسبة الكولسترول كعامل خطير. لكن ليس كل الكوليسترول سيئ.

ويضيف نيلي: “جميعنا لدينا كوليسترول في الدم، ونحن بحاجة إليه لنتمتع بصحة جيدة. وهو عبارة عن مادة دهنية تُحمل في الدم مرتبطة ببروتينات تسمى البروتينات الدهنية وهي مصنوعة أساسًا من قبل الكبد، مع وصول حوالي خمسها فقط من الطعام”.

ويتابع: “نحن بحاجة إلى الكوليسترول لإنتاج الهرمونات وفيتامين D وإصلاح الخلايا. وهناك شكلين رئيسيين: البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL، والبروتين الدهني مرتفع الكثافة HDL”.

وعادة ما يُعرف “LDL” بـ”الكوليسترول السيئ” لأن الكثير منه ليس صحيًا. وهو يحمل الكوليسترول إلى الخلايا التي تحتاجه، لكن إذا كان هناك الكثير منه للاستخدام، فإمكانه التراكم على جدار الشرايين.

بينما الـ”HDL” هو واقي ويحمل الكولسترول بعيدا عن الخلايا ويعود به إلى الكبد، حيث يتم تقسيمه أو تمريره من الجسم كنفايات.

ويقول نيلي إن الكثير منا يربط ارتفاع نسبة الكوليسترول بنظام غذائي دهني أو التدخين أو زيادة الوزن. وعادة ما يتطور ارتفاع الكوليسترول لدى الرجال في الخمسينات  والنساء في الستينيات، بعد انقطاع الطمث. ويتابع نيلي: “هذا عندما يكون الناس على دراية بالكوليسترول لديهم، ويمكنهم المساعدة في تقليله عن طريق تغيير نظامهم الغذائي وممارسة الرياضة”.

ويضيف: “لقد شاهدنا زيادة في الأنظمة الغذائية المبتدعة، التي تبدو صحية لكنها في الحقيقة تزيد من فرص ارتفاع نسبة الكوليسترول. على سبيل المثال: بدأ الكثيرون استخدام زيت جوز الهند في نظامهم الغذائي. وقد رأينا الكوليسترول لدى المرضى يتضاعف بعد هذا الاستخدام”.

لكن في حين أن الحمية الغذائية وأسلوب الحياة السيئين هما من ضمن أسباب ارتفاع نسبة الكوليسترول، فهناك مرض وراثي يسمى فرط كوليسترول الدم العائلي أو “FH”، وهو الاضطراب الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة الكولسترول حتى لدى الشخص الذي يأكل بشكل صحي”.

ويشير نيلي إلى أنه “في حالة الـFH يكون الكوليسترول ضعف الكمية المعتادة من بعد الولادة مباشرة، وإذا تُرك دون علاج يمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب في وقت مبكر. لسوء الحظ، فإن أولئك الذين يعانون من ارتفاع الكولسترول الموروث يكتشفون هذا فقط إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من مرض في القلب في وقت مبكر. وأولئك الذين يعانون من هذا النوع يحتاجون إلى العلاج المبكر مع ستاتين مرتفع الفاعلية، ما يؤدي إلى تقليل الـ LDL بمقدار النصف على الأقل”.

ويتم قياس نسبة الكوليسترول في الدم بوحدات تسمى مليمول لكل لتر من الدم. ويجب أن يكون لدى البالغين الأصحاء مستوى إجمالي أقل من 5 ملمول / لتر.

ويقول نيلي: “في الأشخاص المصابين بمرض القلب المبكر، سيكون لدى 75٪ منهم نسبة عالية من الكوليسترول. سيكون اقتراحي هو أنه إذا كان لديك أفراد من العائلة أصيبوا بأمراض قلبية مبكرة أو ما شابه، عليك إجراء اختبار. يمكن لبعض الصيدليات القيام بذلك. ولكن إذا كنت تعتقد أنك في خطر، استشر الطبيب.

إذا اتضح أنك تعاني من ارتفاع الكوليسترول، فإن أفضل طريقة لمحاولة خفض المستويات هي اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

وهناك نوعان رئيسيان من الدهون: المشبعة وغير المشبعة. وتناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة يمكن أن يرفع مستوى الكوليسترول في الدم.

والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة تشمل الزبدة والدهن وفطائر اللحم، ويمكن لممارسة التمارين الهوائية المعتدلة كل أسبوع، تحسين مستويات الكولسترول لديك.

ومع ذلك، فإن النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية لن تحسن مستويات الكوليسترول إذ كان بسبب حالة وراثية، وفي هذه الحالة سيصف لك الطبيب العقاقير المخفضة للكوليسترول (الستاتين).

لا يزال الحفاظ على نظام غذائي صحية أمر جيد، لكن الستاتين تُنصح للأشخاص الذين تم تشخيصهم أو من المحتمل أن يتم تشخيصهم خلال 10 سنوات بالإصابة بأمراض القلب التاجية أو أمراض القلب والأوعية الدموية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى