سياسة

وان دولار بيبي

 

هؤلاء الناس. يعيشون بدولار واحد يوميا أو أقل. إنهم في كل مكان  في العالم ولكن يسهل نسيانهم.

عن motherjones.com

ترجمة ملكة بدر

عندما تعيش في دولة غنية، يغدو نسيان الأمم الفقيرة سهلا، يصبح عدم التفكير في أن سدس سكان العالم تحت خط الفقر هيّنًا، إذ يعيش مليار نسمة حول العالم بأقل من دولار يوميًا، وأحيانًا أقل، يعيشون عراة دون ساتر غذائي أو رعاية صحية أو استقرار مادّي. وبينما تتباين الظروف التي ألقت بهؤلاء في فخ الفقر المدقع ذلك، تتشابه كثيرًا أشكال الفقراء وحيواتهم حول العالم.

هذا هو ما أوضحه الكاتب توماس نازاريو، والتقطه في صور المصور الحائز على جائزة بوليتزر رينيه باير في كتاب “الذين يعيشون بدولار يوميًا: حيوات ووجوه فقراء العالم”. يقدم الكتاب نافذة على حيوات هؤلاء الفقراء يوميًا، ويطالب بالتحرك لإنقاذهم.

يقول نازاريو إنه بدأ في إنشاء منظمة لمساعدة الفقراء منذ 7 أعوام، لكنه سأم من نسيان العالم لكل هؤلاء الفقراء، من نسيان عائلاتهم لهم، والقرى التي يعيشون بها، والسلطات والمجتمعات المرتبطة بهم عمومًا. يتركز معظم هؤلاء الفقراء في الدول النامية، وهم أكثر مما قد يتصوره أحد. هكذا فكر نازاريو في أن يلفت انتباه العالم لهؤلاء، بدلا من انتظار كارثة طبيعية كالزلازل أو الفيضانات ليلتفت العالم إلى أولئك الفقراء.

لم يكن نازاريو يريد أن يختار كل الفقراء من أفريقيا بالطبع، بل أراد أن يبرز التنوع والاختلاف العرقي والعنصري للفقراء الذين تحدث عنهم في كتابه.

وهكذا فكّر في اختيار 10 أماكن من 10 بلاد مختلفة الظروف ونظّم إليها رحلات بالفعل.

ومن أكثر القصص التي أثرت في نازاريو أثناء رحلاته لكتابة ذلك الكتاب، ثلاث قصص. الأولى في غانا مع أطفال يعيشون في مكب قمامة في غانا، والثانية في بيرو مع عائلة تعيش على تدوير النفايات، أما الثالثة فقصة امرأة وعائلتها تعيش في بنجلاديش. المشترك بين عدد من القصص هو أن الفقر المدقع يؤدي إلى انتشار العنف المنزلي والعنف ضد النساء بشكل كبير.

ويوضح نازاريو أن للنوع تأثير على الفقر، فالنساء والأطفال هم أكثر من يعيش في الفقر، ليس فقط لأن النساء عادة لا تستطيع الحصول على نفس ما يحصل عليه الرجال من أجر مهما قمن بنفس الجهد في أعمال معينة، ولكن لأنهن عادة ما يرتبطن برعاية الأطفال، وهو ما يبقيهن في المنازل، وبالتالي تتحدد ساعات عملهن كثيرًا، كما أن خروجهن لجلب المياه في المناطق المحرومة منها يأكل من ساعات يومهن من 3 إلى 4 ساعات إضافية، ثم تحضير الطعام إلخ إلخ. كثير من العائلات تنظر إلى النساء باعتبارهن عبء وليس إضافة، ولهذا يقومون بالاتجار فيهن وفي الأطفال بيعًا أو دعارة.

ويلعب التغير المناخي أيضًا دورًا في زيادة الفقر أو ظهوره بشكل مدقع في مناطق بعينها من العالم، مثلما حدث في بوليفيا مع العجوز التي كانت تبيع محصولها الخاص الذي تزرعه بنفسها، وأدت التغيرات المناخية إلى الإضرار بمحصولها مما أضر كثيرًا بحالتها الماديّة.

طبقًا للإحصائيات الدولية، فإن 85 شخصًا من أغنى أغنياء العالم يملكون من المال ما يملكه نصف أفقر فقراء العالم، كما أن الناس الذين يعيشون في دول تعاني من الظلم وعدم المساواة الاقتصادية زاد بنسبة 70% على مدار العقود الثلاثة الأخيرة.

 

يقول نازاريو إنه بعد تجاربه في الدول الفقيرة اكتشف أن معظم الفقراء لديهم حس جيد بكيفية تحسين حياتهم وحياة أطفالهم، لكنهم لا يملكون المال أو الوسائل اللازمة لتحقيق ذلك. وبالتالي لا تصلح  معهم فكرة المخلّص الذي سيهبط عليهم ليخبرهم كيف يديرون حياتهم لكي يختفي الفقر منها، بل يجب العمل معهم، والانخراط في حياتهم وتفاصيلها، وأن يكون هناك حس قوي باحتياجاتهم الحقيقية لمساعدتهم من القاعدة الأساسية.

من أحد أهم دعائم المساعدة في التخفيف من حدة الفقر هو التعليم. فلا شيء هناك خاطيء في أن تحاول المساعدة، سواء عن طريق بناء مدارس أو تعليم أفراد، كما أن المساعدة بطرق بسيطة أخرى يمكن أن يكون فعالًا، من خلال مد المياه النظيفة إلى القرى، أو إرسال المواد الأولية للغذاء. هذه كلها أشياء لا ضرر منها ولا تسيء سياسيًا أو أخلاقيًا إلى أي شخص في العالم. وليس من الضروري أن تكون بيل جيتس أو فنانًا مشهورًا لتبدأ في القيام بما هو صحيح لرفع الأعباء عن ملايين من البشر الواقعين تحت وطأة الفقر حول العالم.

Living on a Dollar a Day

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى