سياسة

واشنطن بوست: أحدث أعداء مصر.. المثليون

واشنطن بوست: المثليون الجنسيون أحدث الأعداء في مصر

Egypt-News-Abdel-Fattah-al-Sisi-In-The-Headline-News-Now

واشنطن بوست– هيئة التحرير

ترجمة- فاطمة لطفي

يقول المدافعون عن رجل مصر القوي عبد الفتاح السيسي إن حملة القمع الوحشية التي أطلق عنانها منذ ا انقلاب  عام 2013 ضرورية لمكافحة الإرهابيين المحليين والدولة الإسلامية “داعش”، إلا أن هذا لا يفسر سجن العشرات من الجناح اليساري والديمقراطي أو الليبرالي، ولا يُبرر حبس الصحفيين ولا العاملين بمنظمات المجتمع المدني، ونشطاء حقوق الإنسان، وحتى طالب الدراسات العليا الإيطالي، حيث أصبح كل هؤلاء هدفًا لقوات الأمن وتحقيقات النيابة العامة، كما أنه أيضًا لا يُفسر الحملة البشعة على مجموعات ليس لها أي علاقة بالتطرف الإسلامي وهم: المثليون والمتحولون جنسيا.

المثلية الجنسية ليست جريمة جنائية في مصر، لكن وفقًا للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية فإن هناك حوالي 200 شخص تم اعتقالهم في ظل نظام السيسي منذ أواخر عام 2013 بتهمة “ممارسة الفجور”، حُكم على عدد منهم بفترات حبس صادمة. في 24 إبريل، أصدرت محكمة العجوزة بالقاهرة أحكاما بالسجن تتراوح بين ثلاث سنوات و12 عامًا لـ11 شخصًا، والذين تقول المباردة المصرية إنه تم توجيه عدة تهم إليهم من بينها “التحريض وتسهيل ممارسة الفجور، والاعتياد على ممارسته”، وتهمة “إساءة استخدام وسائل التواصل على الإنترنت”.

لا يستطيع الرجال المثليون في مصر أن يمارسوا حياتهم الجنسية باعتيادية، إذ أشار نشطاء إلى أن الرجال المثليين في مصر مرعوبون إلى الحد الذي جعل كثيرا منهم يهاجرون خارج البلاد، وهؤلاء من تبقوا يبذلون وسعهم لإخفاء حياتهم الجنسية، لكن الشرطة تستطيع الوصول إليهم. وأشارت المبادرة المصرية إلى أن أصحاب العقارات يستخدمون مواقع مُزيفة ويكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي ليوقعوهم في شرك الشرطة أو لمعرفة عناوين بيوتهم للقبض عليهم. ومن يلقي القبض عليه منه يتعرض لإذلال مُتعمد. قالت المبادرة المصرية إن الرجال عادة ما يخضعون لفحوص شرجية، وللعضو الذكري، على الرغم أن في معظم حالات ممارسة الفجور لا تقدم نتائج الفحوص أي دليل للمحكمة على ممارسة الفعل.

بطش مصر بالمثليين جنسيا هو نموذج آخر للمعاداة بشكل عام نحو حقوق المثليين من الجنسين، وثنائيي الجنس، والمتحولين جنسيا، على الرغم من التقدم الأخير الذي أحرزه الغرب في هذا الشأن. وكما ذكرنا الشهر الماضي، نحو 75 دولة لا تزال تجرم العلاقات من ذات الجنس، كما قتلت الدولة الإسلامية اثنين من النشطاء المثليين جنسيا في بنجلاديش، وتبث الأنظمة الاستبدادية في روسيا وأوغندا وغيرهما الكراهية عمدا تجاه المثليين جنسيا كوسيلة لصرف الانتباه عن فسادهم.

من الصعب أن نعرف إذا كانت هذه هي رؤية عبد الفتاح السيسي لكنه بالتأكيد لديه الكثير من الأسباب لإلهاء المصريين، وهو الأمر الذي يتزايد بوضوح مع فشل الحكومة في إنعاش الاقتصاد أو هزيمة الإرهابيين الفعليين في شبه جزيرة سيناء. لكن ما يبدو واضحا أن الحملة ضد المثليين جنسيا فاقت ما مارسه أي نظام في تاريخ مصر الحديث، وليس لها أي علاقة بمكافحة الإرهاب أو حتى الإسلاميين، كما أنها عاجلًا أم آجلاً ستأتي بنتيجة عكسيّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى