سياسة

من هو قتيل بالتيمور؟ ولماذا تصاعد الغضب ضد الشرطة الأمريكية؟

واشنطن بوست: فريدي جراي هو أبرز رمز لإنعدام الثقة في الشرطة أمريكية

واشنطن بوست – بيتر هيرمان، جون كوكس – ترجمة: محمد الصباغ

 من هو فريدي جراي؟ 

هو الآن أبرز رمز لإنعدام الثقة في الشرطة في البلاد، واسم شهرته ”بيبر“ عمره 25 عاماً ونشأ في ضاحية ساندتاون- وينتشيستر الفقيرة بالجانب الغربي لبالتيمور.

في عام 2008، أقامت والدته واثنتان من شقيقاته دعوى قضائية ضد مالك المنزل الذين يسكنون به بسبب طلاء المنزل الذى يحتوي على مادة الرصاص. وتصف أوراق القضية نشأة فريدي الصعبة، فأمه مصابة بعجز ومدمنة للهروين وفي شهادته قال إنها لا تستطيع القراءة. تحتوي جدران المنزل على كمية كافية من الرصاص لتسميم الأطفال وتتركهم غير قادرين على الحياة بشكل جيد. وهو شاب صغير تأخر أربعة صفوف دراسية حتى استطاع القراءة.

هذه الدعاوى معتادة في الضاحية التى يسكنها فريدي، وتنتهي عادة بتسوية مالية، وتعرف باسم “شيكات الرصاص”.

وصفه أصدقاؤه بالوفي والودود والمرح والسعيد. تقول أنجيلا جاردنر، 22 عاماً، التى كان يواعدها فريدي خلال العامين الماضيين: ”في كل مرة تراه .. ستبتسم فقط لأنك تعرف أنك ستقضي يوماً جيداً“.

لكن فريدي كان له مخالفات قانونية متكررة. وحسب سجلات المحكمة فقد ألقي القبض عليه أكثر من عشر مرات، وأدين كثيراً باتهامات تتعلق ببيع أو حيازة الهيروين والماريجوانا. وكانت أطول مدة قضاها في السجن هي عامين.

طريقة موته
مات فريدي جراي نتيجة إصابة شديدة بعموده الفقري في 19 إبريل، بعد أسبوع من القبض عليه إثر مطاردة الشرطة له على الأقدام في ضاحيته. لم يكن واضحاً لماذا هرب حينما رأى الشرطة. وقال الضباط إنهم وجدوا بحوزته سلاحاً أبيض.

وأظهر مقطع فيديو تم تصويره بواسطة أحد المارة ضباط الشرطة وهم يجرون فريدي بعد تكبيل يديه وظهر كأنه يعرج. وقال مسؤولون إنه كان قادراً على الصعود إلى مؤخرة سيارة الشرطة.

وأضاف مسؤولون بالشرطة أن السائق توقف مرة واحدة على الأقل في الطريق إلى مركز الشرطة لوضع القيود في قدمي فريدي، ويستغرق الطريق 30 دقيقة. وقال مسؤولون رسميون إن فريدي كان غاضباً جداً وتحدث حينما وضع المرة الأولى في شاحنة الشرطة لكنه لم يكن يتنفس حينما وصل إلى مركز الشرطة.

أقرت شرطة بلتيمور بأخطاء عديدة في اللحظات التي تبعت ذلك: لم تربط الشرطة لفريدي حزام مقعده عندما وضع في سيارة الشرطة، وهي مخالفة لسياسات الشرطة. وأيضاً لم تقدم له الرعاية الطبية رغم الطلبات العديدة. ولم يتصل الضباط من أجل الحصول على سيارة إسعاف عندما ألقي القبض عليه، كما يجب أن يفعلوا.

وقالت الشرطة إنها لا تعرف إذا ما كانت إصابة فريدي حدثت خلال القبض عليه أم حينما كان في سيارة الشرطة.

تم إيقاف 6 ضباط شرطة لحين hنتهاء التحقيقات. ونفى المتورطون في عملية القبض عليه استخدامهم للقوة. وjحقق في القضية أيضاً وزارة العدل لمعرفة إذا ما ارتكبت انتهاكات للحقوق المدنية.

وقالت عمدة بلتيمور، ستيفاني رولينجز-بلاك، في تصريحات إنها ترحب بأي مساعدة أمنية إضافية في الوصول ”لإجابات على الأسئلة التي مازال كثير منا يسألها“.

لم كل هذا الغضب؟

 وصلت تلك الاشتباكات الملتهبة والغاضبة إلى بلتيمور، الإثنين، لكنها كانت قد بدأت بمسيرات سلمية حيث يقول النشطاء إنها قضية قومية كبيرة تتعلق بسوء معاملة الشرطة للسود.

شملت قائمة القتلى المتورطة بها الشرطة خلال العام الماضي، مايكل براون من فيرجسون، وتامير رايس من كليفلاند، وإيريك جارنر من ستاتن أيلاند، وأيضاً ولتر سكوت من نورث تشارلستون.

هذه التوترات برزت فقط في بلتيمور حيث العلاقات بين السكان والشرطة مضطربة منذ فترة طويلة. ففي يوم السبت، انتهت مسيرة سلمية مكونة من حوالي ألف شخص إلى مشاهد عنف خارج كامدن ياردز.

يقول آدم جوردن، 27 عاماً، الذى يقود أحد مجموعات التظاهر في بلتيمور: ”الناس يريدون العدل. يريدون سجن رجال الشرطة. لكن الأكثر من ذلك نريد الإصلاح- إصلاح شامل“.

 في الوقت الذي تغرق فيه المدينة في عنف متصاعد، قام منظمو التظاهرات سريعاً بتمييز أنفسهم عن ممارسي العنف الذين أشعلوا السيارات وقاموا بعمليات نهب وأصابوا أكثر من عشرة رجال شرطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى