سياسة

مرتكب مذبحة اليابان: قتلت المعاقين لتحقيق السلام في العالم!

مرتكب مذبحة اليابان: قتلت المعاقين لتحقيق السلام في العالم!

Anna Fifield-  The Washinton Post

ترجمة: فاطمة لطفي

الرجل الذي ذكرت عنه تقارير صحفية أنه قال إن ذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن يخضعوا “للموت الرحيم”، قتل بالأمس 19 شخصًا وتسبب في جرح 20 آخرين في دار رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة في اليابان، في أسوأ عملية قتل جماعي في تاريخ اليابان بعد الحرب العالمية الثانية.

هجمات القتل الجماعي هذه نادرة الحدوث في اليابان، وفكرة حدوث هذ العملية في دار رعاية حيث يوجد مرضى، الكثير منهم كبار في السن أو طريحو الفراش، وعُزل تمامًا، تسببت في صدمة كبيرة لمجتمع هذه المدينة الصغيرة الموجودة بين الجبال، فضلًا عن اليابان بأكملها.

بدأ الكابوس، بعد الثانية صباحًا حسب التوقيت المحلي لليابان من يوم يوم الثلاثاء، عندما استخدم المشتبه به، البالغ من العمر 26 عامًا والذي يُدعى، ساتوشي يوماتسو، مطرقة لكسر نافذة في دار الرعاية، وفقًا لتقارير عدة. يوماتسو الذي يعيش في منزل ليس بعيدا عن دار الرعاية، كان يعمل هناك إداريّا حتى فبراير هذا العام.

قيد المشتبه به ثمانية من العاملين في الدار كانوا يقومون بعملهم في ذلك الوقت، ثم دخل غاضبًا، وطعن 45 مريضًا وهم مستلقون في فراشهم. من بين القتلى 10 رجال و9 نساء تتراوح أعمارهم من 19 إلى 70 عامًا. كما أن هناك 26 جريحا، يقال إن 20 منهم يعانون من جروح خطيرة، كطعنات عميقة في الرقبة، ويخضعون الآن للعلاج في المستشفيات المحلية.

بعد الهجوم، سلّم المشتبه به نفسه إلى الشرطة، حيث اعترف أنه من قام بهذا، قائلًا للشرطة: “من الأفضل أن يختفي الأشخاص أصحاب الاحتياجات الخاصة”. كان معه ثلاثة سكاكين، على الأقل واحدة منها مغطاة بالدم، وأسلاك للتقييد في سيارته.

قبل ساعة من الهجوم، نُشرت رسالة على تويتر يبدو أنها تخص المشتبه به تظهر صورة لرجل ذي شعر أشقر مصبوغ، يرتدي بدلة مع عبارة: “من أجل تحقيق السلام للعالم. أيتها اليابان الجميلة!”. وأشارت تقارير محلية إلى أن منفذ الهجوم كان أشقر الشعر.

في فبراير الماضي، قدم المشتبه به خطابا إلى رئيس مجلس النواب مهددًا فيه بتنفيذ الهجوم.

كتب في الخطاب وفقًا لوكالة أنباء كيودو اليابانية: “سأقوم بمذبحة دون إيذاء العاملين بالمكان، سأقتل 470 من ذوي الاحتياجات الخاصة. هدفي هو تنفيذ “الموت الرحيم” لهم، بموافقة أولياء أمورهم، لأن الأشخاص ذوي الإعاقة لا يستطيعون العيش في المنزل أو يصبحون ناشطين في المجتمع”، كتب ذلك مشيرًا بالتحديد لدار الرعاية بالاسم. وأكمل: “سأقوم بهذه المذبحة في الليل، حيث يوجد عدد قليل من العاملين بالمكان”.

وأضافت أيضًا هيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية “إن إتش كي” أن المشتبه به أخبر زملاءه في فبراير أن الأشخاص ذوي الإعاقة ليس لهم أي فائدة في الحياة، ويجب أن يخضعوا للموت الرحيم، مما دفع زملاءه إلى استدعاء الشرطة.

وأشارت وسائل الإعلام المحلية نقلًا عن مسؤولين في الشرطة إلى أنه بعد خمسة أيام من تسليمه الخطاب، أنهى المشتبه به العمل في دار الرعاية. حققت الشرطة معه حينها لتهديده بالقتل، وأرسلته إلى المستشفى لإجراء تقييم طارئ للسلوكيات الضلالية لديه. وسُمح له بعدها بالعودة إلى منزله.

قال ميتسو كيشي، 76 عامًا، الذي يعيش على بعد مئات الياردات من منزل المشتبه به: “أنا غير قادر على قول شيء.. هذه أسوأ مذبحة في تاريخ اليابان بعد الحرب العالمية الثانية”، وسرد كيف أنه كان معتادًا الحديث مع المشتبه به عندما كان طفلًا. في السنوات الأخيرة لم يكونوا يتحدثون كثيرًا، لكن المشتبه به الذي تخرج في كلية تدريب المعلمين، كان يلقي التحية على جاره دائمًا.

تعهدت حكومة رئيس الوزراء شينزو آبي، بالتحقيق الكامل في القضية، وقال كبير مساعدي رئيس الوزراء إنه لا يوجد أي صلة للمذبحة بالإرهاب الإسلامي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى