حياتنامنوعات

الشبحية.. أو لماذا قد يختفي من نحبّ فجأة؟

كيف يمكننا اختيار شريك إذا فشل الحب.. يعرفنا ذلك بلطف بدلا من الاختفاء ليلا؟

تقريبا كل شخص دخل في علاقة اختبر الانفصال، بعض حالات الانفصال كانت ودية، لكن معظمها قاسية أو غير مريحة، ألن يكون الأمر رائعا إذا تمكنا من تجنب كل المشاق عند إنهاء العلاقة؟ وإذا استطعنا إخراج شخص من حياتنا سريعا وبشكل حاسم وبأقل جهد ممكن؟

إذا كان هذا يبدو جذابا لك، فربما تميل إلى “الشبحية”، هذا المصطلح جديد نسبيا لما قد يكون حلا عتيقا للعلاقات التي لا تسير إلى أي مكان، أن “تُخفي شخصا” يعني أنك تمحيه من حياتك كليا، تتجاهل محاولاته للاتصال بك، تختفي في الأثير مثل السراب، تاركا الطرف الآخر يستنتج أنه تم التخلص منه.

رغم أن هذا النوع من السلوك ربما يبدو جذابا إذ يتطلب أقل مجهود ممكن، فإنه بلا قلب، وربما تُضاف التكنولوجيا إلى المشكلة، فحظر شخص قابلته عبر تطبيق مواعدة سيكون أسهل من تجنب شخص معك في العمل.

إذن، لماذا يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للاختفاء عن الآخرين؟ كيف يمكننا اختيار شريك، إذا فشل الحب، يُعلمنا بلطف بدلا من الاختفاء ليلا؟

بحسب ما أورد موقع “psychologytoday”، جيلي فريدمان، في مرحلة ما بعد الدكتوراة بكلية دارتموث في نيو هامبشاير، أجرت مؤخرا دراستين لاكتشاف ذلك، وتساءلت عما إذا كان من الممكن تفسير الرغبة في الاختفاء بالنظريات العامة التي نتشبث بها جميعًا بشأن كيفية سير العلاقات.

فبعضنا يؤمن بالقدر: وأن هناك رفيقا واحدًا يُقدر لنا أن نكون معه، في حين يعتقد آخرون بالنمو وأن الناس يتغيرون بمرور الوقت وأن العلاقة التي فقدت طريقها يمكن منعها بنجاح من الاصطدام بالصخور، وربما يكون لدى كل من المؤمنين بالمصير أو بالنمو تصور مختلف عن “الشبحية”.

فريدمان استخدمت أكثر من 500 رجل وامرأة في استبيانات كاملة حول مصائرهم ومعتقداتهم في النمو واتجاهاتهم للجوء إلى “الشبحية”.

المبحوثون تعرضوا لأسئلة منها متى تكون “الشبحية” مباحة: بعد عدد من اللقاءات أو حتى عندما تكون مدة العلاقة طويلة؟ هل تعرضوا للـ”شبحية” من قبل أو نفذوها؟ هل يقللون من شأن من يلجأ للاختفاء؟ وأخيرا ما مدى احتمالية استخدام “الشبحية” لإنهاء علاقة قصيرة أو طويلة الأجل؟

حوالي ربع المتطوعين قالوا إنهم تعرضوا للاختفاء من قبل أشخاص من قبل، في حين أن حوالي الخمس نفذوا “الشبحية”، الأكثر من ذلك أن المتطوعين من أصحاب الاعتقاد القوي بالقدر كانوا أكثر ميلا لقبول فكرة إنهاء العلاقة “بالاختفاء”، مقارنة بأولئك الذين لديهم معتقدات أضعف بالقدر، فالذين يؤمنون بالقدرية (وجود توأم روح) كان بينهم 22% يميلون  إلى هذا الحل في حالات العلاقات القصيرة، و63% في العلاقات الطويلة. وذلك مقابل 38 % فقط لدى يعتقدون أنه من المقبول الاختفاء في العلاقات الطويلة الأجل لدى من يؤمنون “بالنمو” في العلاقة، بل ونسبة أقل من ذلك في العلاقات القصيرة.

وترى فريدمان أن النتائج “تتسق مع احتمالية أن منظري القدر [الذين يعتقدون أن شريك العلاقة المثالي هو توأم الروح] هم أكثر عرضة للتصرف بشكل حاسم في علاقتهم بمجرد أن يقرروا أنه ليس من المقدر لهم البقاء مع هذا الشريك”.

بعبارة أخرى، إذا كنت تعتقد بأنك مقدر لك أن تجد الشخص المثالي لك، وتقرر أن شريكك الحالي لا يتناسب مع ما تريده، فإن إنهاء العلاقة بشكل مفاجئ ربما يكون مناسبا، لماذا تحاول أن تبذل مجهودا في العلاقة عندما لا يكون مقدرًا لكما أن تكونا معًا، ولا تعتقد أن العلاقات يمكن أن تتطور وتتغير بمرور الوقت؟

وأظهرت أبحاث سابقة أيضا أن المؤمنين بالقدر أقل عرضة للبقاء أصدقاء مع شركائهم السابقين، فقد تعني عدم الرغبة في الحفاظ على أي نوع من العلاقة مع شريك سابق، عدم الاهتمام بإلحاق الأذى أو إرباك الشريك السابق الذي ربما لن يروه مرة أخرى على الأرجح.

ربما هذا هو الوقت المناسب لمن يؤمنون بتوأم الروح أن يتوقفوا عن “الشبحية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى