سياسة

ما الذي ينبغي أن يتعلمه السيسي؟.. في الجارديان

“سلطوية السيسي أحد أسباب شعبيته ولكن الاستبداد لن ينجح مجددا ، وعلى الجنرال أن يتعايش مع “وقاحة الديمقراطية.

sisgardian

مقال لمجدي عبد الهادي في الجارديان

ترجمة – محمود مصطفى

 تجري مصر انتخابات لاختيار رئيس جديد ، لكن أحدا لا يساوره الشك في هوية الفائز: عبد الفتاح السيسي جنرال الجيش المحبوب وصاحب الكاريزما ووزير الدفاع السابق.

السيسي كان الشخص الذي أجهز على حكم محمد مرسي القصير المدة، والمثير للجدل، بعد مظاهرات ضخمة في يونيو الماضي طالبته بإعلان انتخابات مبكرة أو التنحي.

وبالطبع  فإن الإثارة والتشويق اللتان صحبتا الانتخابات السابقة غير موجودتين هذه المرة لكن، يوجد مزيج من الامل والخوف، ويعتمد ذلك على من الذي تتحدث إليه.

لا يوجد شك في أن  السيسي رجل محافظ وسلطوي وطني، إلا إن هذا بالتحديد يأتي على هوى الكثير من المصريين، وربما هو ما يجعل السيسي يحظى بمثل هذه الشعبية.

ومع ذلك فالسلطوية لم تنجح في مداواة أسقام مصر الكثيرة في الماضي ولا يوجد ما يدعو لتصديق أنها سوف تداويها الآن. الحل في الشفافية والمحاسبة وسيادة القانون، وهنا التحدي الأكبر أمام السيسي: أن يتعلم من الأخطاء التي أقحمت مصر في أزمات متتالية وجعلتها تعجز عن تحقيق ما كان مأمولاً منها.

يؤمن مؤيدو السيسي بأنه المنقذ الذي كانوا ينتظرونه بعد3 أعوام من الإضرابات السياسية وشبه انهيار إقتصادي، رجل قوي يمكنه استعادة الاستقرار وتحريك الإقتصاد وإعادة مصر إلى طريق تحقيق الإنجازات.

تحدث السيسي عن خطط طموحة للخروج من وادي النيل الضيق، الذي يمثل 6% من مساحة مصر الكلية وحيث يعيش أغلبية السكان، والبدء في تطوير الصحراء الشاسعة والغير مأهولة.

ويركز من يخشون السيسي على علاقته بالنظام القديم، فالسيسي في نهاية الأمر كان مدير المخابرات الحربية في عهد مبارك، وعلى فشله حتى الأن في إظهار التزامه بأهداف ثورة 25 يناير بالفعل بدلاً من الكلام فقط،  وأحد أهم هذه الأهداف هو حرية التجمعات.

في لقاءاته التليفزيونية المسلط عليها الضوء بشدة،  كشف السيسي عن عدم فهم مخيف لكيفية عمل وسائل الإعلام والمجتمع المفتوح،  وعن تصورات سلطوية تقليدية وساذجة عن أن المصريين يجب أن ينسوا اختلافاتهم في سبيل الصالح الأهم. وهي كلمات جميلة لكنها لم تجد نفعاً من قبل ولا يوجد سبب يدعو للتصديق بأنها ستفعل.

ولا إعادة إحياء الدولة البوليسية القديمة ستجدي، والسيسي بنفسه قال بأنه لا عودة للوراء،  وهو ما يجب أن يكون مطمئناً، ولو نظرياً، للمعسكر الديمقراطي. ولكن في ظل وجود دعم واسع من العلمانيين لحملته على  الاخوان المسلمين، فإن توسيع النطاق ليشمل معارضين من مجموعات سياسية أخرى سيقوض من سلطته.

السيسي مثله مثل غيره من السلطويين من جيله ومن النظام بشكل عام لا يستطيع أن يفهم، ناهيك عن التعايش مع، أن الديمقراطية وقحة ومشوشة وغير وقورة. ومحاولة التعايش مع ذلك قد يكون المفتاح لنجاحه، ففشله قد يكون خبراً سيئاً له ولمصر.

وبافتراض أنه سيستمع وسيقبل النقد العام وسيتعلم من أخطاء الماضي، قد يستطيع السيسي أن يجلب الاستقرار لمصر، وإذا لم يستمع ستكون هناك مشكلات في الأفق .. ربما أسوأ من أي شيء رأيناه منذ الإطاحة بمبارك في 2011.

وقد لا يكون التحدي الوحيد أمام السيسي هو كبح جماح المتشددين في الاجهزة الأمنية الذين يحاولون الانتقام من النشطاء الذين صنعوا الثورة في 2011، فالـ”مباركيون” الذين يدعموه الآن قد يصبحون أيضا  أحد العقبات الرئيسية،  وبشكل خاص رأسمالية المحاسيب والبيروقراطيون الفسدة الذين ازدهروا في سنوات مبارك. ولأنهم سيقفون في وجه فقدان كل من النفوذ والامتيازات، فسيهددون خطط السيسي التي تلعب فيها الدولة ويلعب الجيش دوراً أكبر في إدارة اقتصاد البلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى