منوعات

كيف تسير “تجارة الجنس” أونلاين؟.. فيروس كورونا يجبر بائعات الهوى على العمل عبر الإنترنت

ارتفاع العاملين في بعض المواقع التي تقدم البث الحي بنسبة 75%

BBC

يلتقي معظم العاملين في مجال تقديم المتعة الجنسية بزبائنهم شخصيا ووجها لوجه، ويمثل فيروس كورونا بالنسبة إلى هؤلاء دمارا اقتصاديا.

وتقول جوديس كليو، وهي من لندن وتؤدي دور المرأة (السادية) التي تحب تعذيب الآخرين: “الفيروس جاء بمثابة كارثة بالنسبة إلى الأعمال التي يتطلب فيها التعامل مع العملاء وجها لوجه، والعمل في مجال الجنس لا يختلف عن ذلك”.

وتضيف: “معظم دخلي يأتي من جلسات التقي فيها بزبائني على انفراد. ولا أجني من العمل على الإنترنت إلا القليل”.

ولكن كليو، مثل كثيرات غيرها، تحولت إلى التركيز على العمل عبر شبكة الانترنت، منذ بدء سريان الإغلاق.

وتقول إيفا دي فيل، وهي الأخرى تلعب دور المرأة السادية: “هناك فتيات كثيرات جديدات ينضممن إلى المشهد الآن، أو أن من يعملن وجها لوجها يتحولن إلى الانترنت من أجل الدخل”.

وتقول إنها لاحظت إقبالا كبيرا من زبائنها على مقاطع الفيديو المتعلقة بفكرة العزل، وهي التي يمكن مشاهدتها بحسب الطلب، وليس الأفلام التي تشاهد حية”.

وتضيف: “ليس من الصعب على فتاة متمرسة على التعامل مع الكاميرا، مثلي، التكيف مع فيروس كورونا. فقد اعتدنا على العمل أونلاين من بيوتنا”.

لكن هذا الوضع، بالنسبة إلى كثيرات ممن يعملن وجها لوجه مع زبائنهن، ليس بهذه البساطة، وليس سهلا عليهن أن يتحولن إلى العمل على شبكة الإنترنت.

وكتبت جرايسي، التي تعمل في المجال في بريطانيا، على موقع تويتر تقول: “ليس الأمر بهذه البساطة، أن تقف أمام الكاميرا وتعرض أجزاء من جسمك من أجل الحصول على المزيد من الجنيهات”.

وتابعت: “يستغرق الأمر أوقاتا طويلة حتى تتمكني من اكتساب المتابعة على الأونلاين، ووقتا أطول للمتابعين حتى يشتروا ما تقدمينه من محتوى.. ويجب الاستثمار في شراء المعدات، مثل “معدات الإضاءة، وحوامل الكاميرات، واللعب والأدوات المساعدة في ممارسة الجنس، وغير ذلك، مما يعد صعبا جدا خاصة خلال فترات الإغلاق.

وتقول جرايسي: “يتطلب السوق جهدا كبيرا، وهذا شيء غير معقول..أنا لست شجاعة بالقدر الكافي، حتى أقف عارية على شبكة الانترنت، وأتلقى انتقادات الجمهور، والجهد العاطفي الذي يتطلبه الوقوف لساعات أمام الكاميرا، والدردشة المتواصلة، ومحاولة أن تكوني مقبولة لدى من يشاهدك، .. غير معقول”.

وأضافت: “أما موضوع الخصوصية فهو شيء آخر. فمن الصعب جدا إخفاء هويتك على مواقع الإنترنت، كما يمكن سرقة محتويات مقاطع الفيديو”.

ففي شهر فبراير، على سبيل المثال، تعرض موقع خاص، يعمل مقابل اشتراك مالي، في لندن إلى تسرب مواد ومحتويات وصور يقدر حجمها بأكثر من 1.5 تيرا بايت.

وتقول ليزي العاملة في هذا المجال إن الوقوف أمام الكاميرات على الإنترنت أصبح يتسم بالتنافس الشديد بعد بدء انتشار الوباء.

وهذا ما تؤيده البيانات المستقاة من أكبر المواقع في العالم.

ويقول ماكس بينيت، الذي يعمل في أحد المواقع الإباحية حيث يدفع الجمهور لمشاهدة مشاهد جنسية حية: “يتحول المؤدون الآن إلى التصوير الحي، لأن السوق التقليدي أغلق”.

وأفادت بعض المواقع التي تقدم البث الحي في الولايات المتحدة بارتفاع عدد العاملين لديها في مجال الجنس بنسبة 75% منذ بدء الإغلاق.

وتشير تقارير إلى أن من يعيشون وحدهم يقبلون أكثر على مشاهدة تلك المواقع. كما أن بعض الفتيات والمواقع تعرض تخفيضات لزيادة الإقبال.

لكن تكاليف التحول إلى الانترنت، بالنسبة إلى بعض العاملات والعاملين في مجال الجنس، ضخمة جدا.

وتقول ليزي: “لا يزال هناك عاملات في المجال يلتقين بزبائنهن وجها لوجه لأنهن لا يمكنهن إيجاد بديل”.

“وعلى الشخص أن يختار ما بين أن يكون لديه دخل كاف للعيش، وأن يخاطر بصحته وصحة الآخرين خلال فترة انتشار الوباء، وهذا شيء غير معقول”.

ويوجد بعض الدعم من بعض الجهات. فعلى سبيل المثال، نشرت شبكة باترفلاي، وهي شركة آسيوية لدعم العاملات الأجنبيات في مجال الجنس، دليلا خاصا بكوفيد-19 توصي فيه ببعض الأوضاع الخاصة عند ممارسة الجنس، مما يقلل من التلامس المباشر وجها لوجه، إضافة إلى بعض الاحتياطات الأخرى.

ويصعب على العاملات في مجال المتعة الجنسية في بريطانيا الاستفادة من خطة الحكومة لمساعدة العمال في الأعمال الخاصة، ممن فقدوا دخولهم بسبب الإغلاق، ويرجع ذلك إلى أن البغاء غير قانوني في بريطانيا. كما أن المساعدات التي قدمتها الحكومة الأمريكية لمن تضرروا من كوفيد-19، استثنت العاملين في مجال الجنس من الحماية.

وهناك عدد كبير من العاملات في هذا المجال في بريطانيا من الأمهات اللاتي يعشن بلا أزواج مع أطفالهن. وقد أدت الإجراءات الأخيرة الخاصة بالتقشف إلى زيادة فقرهن، ثم جاء الفيروس ففاقم من سوء أوضاعهن.ي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى