مجتمعمنوعات

كيف تجد أخصائياً نفسياً يفهمك؟

كيف تجد أخصائياً نفسياً يفهمك؟

Psychologytoday- CPinaction

ترجمة دعاء جمال

ينصح الخبراء بشأن ما تبحث عنه، وأكثر ما يهم فعلياً.

 

يطرح الناس الكثير من الأسئلة الملحة حول اختيارهم لأخصائي نفسي، لكن أكثرها إلحاحا هو: “هل سيفهمني (الطبيب)؟”

هذا سؤال مهم للغاية.

أظهرت الدراسات باستمرار أنه بغض النظر عن نوع العلاج النفسي الذي نختاره، فإن العلاقة العلاجية هي العامل الفردي الأهم الذي يؤدي للتغيير، والإحساس بأن هناك من يتفهمنا يعد أمراً مهماً في العلاقات العلاجية.

قد يكون الأمر محبطاً لدرجة مؤلمة وغير مشجع، أن تستجمع شجاعتك وتحضر جلسة نفسية ثم تشعر بعدم وجود تواصل مع الاخصائي النفسي.

من سيفهمنا بشكل أفضل: شخص يشبهنا أم مختلف عنا؟

يبحث البعض عن الأخصائيين النفسيين الذين يشبهونهم بعض الشيء، على أمل أن يزيد هذا من احتمالية  التفاهم بينهما. ويبحثون عن معالج نفسي بخلفية مشابهة، ويأخذون في الاعتبار، السن، والجنس، والهوية، والتوجه الجنسي، والسيرة الذاتية، والاهتمامات، إلخ.

يبحث آخرون عن المعالج النفسي الذي يعتقدونه مختلفاً عنهم. يريدون أخصائياً نفسياً لا يعلم ثقافتهم، أو شخصاً سيقدم منظوراً مختلفاً ومنظوراً عالمياً.

أحياناً يركز الأشخاص بحثهم على خبرات المعالج النفسي. يبحثون عن شخص بخبرة وثيقة الصلة بحياتهم، مثل متخصص للرياضيين، أومشاكل القلق، أو اضطرابات الأكل، إلخ.

قد لا نجد ما نحتاجه بالضبط

يتفق أغلب الاخصائيين النفسيين أن على المرضى أن يسعوا وراء ما يفضلونه، لكن ولأسباب عديدة، قد لا يكون ممكنا أن تجد شخصا يجمع كل تلك المؤهلات المثالية. أحياناً، لا يتوافر لدي أخصائي نفسي مشهور وقتاً متاحاً لك، أو أن الأخصائي المرغوب فيه قد لا يكون متاحاً في بلادك.

يضاف إلى ذلك، أن الناس مختلفون ومعقدون بأشكال لا نهائية. وهم يأتون من مختلف الخلفيات، والدول والطبقات الاجتماعية. فرصة أن يجمع أحد المتخصصين كل المتطلبات، أو حتى أغلبها، لمعاييرنا قد يمثل تحدياً. وهذا، بالطبع، قد يكون محبطاً ويمثل عائقاً حقيقياً.

أفضل نصيحة: جازف بمقابلة مع الأخصائي النفسي حتى إذا كنت قلقاً بشأن ما يتوافر لديكما من أمور مشتركة. قد يكون هذا مخيفاً، إلا أن الخبرة علمتني أن العلاج النفسي يمكنه بالتأكيد أن ينجح في تلك المواقف، لأنه بعيداً عن اختلافاتنا، نتشارك جميعاً الحاجة للشعور بأننا نسمع ويتم تفهمنا، وهذا بالضبط ما نقدمه كأخصائيين نفسيين.

ماذا تتوقع؟

يعمل أغلب الأخصائيين النفسيين على تطوير علاقة مبنية على فهم كل مريض كشخص متفرد. ونقوم بهذا من خلال محاولة التعرف على كل شخص بشكل كامل قدر الإمكان، حتى نتمكن من تشخيص العلاج ليقابل احتياجاته.

نعمل على نقدم الأمور ذات المعنى لكل شخص نتعامل معه. هذا يتضمن أن نكون فضوليين قدر الإمكان وألا نقوم بافتراضات، نضع جانباً الكثير مما نعتقد أننا نعلمه ونفتح أذهاننا.

على سبيل المثال، بينما لدي أفكار عما يعنيه أن تكون “ساعيا للكمال”، ما يهمني كأخصائي، هو تحديد ما تعنيه الفكرة للشخص الجالس بمكتبي. أضع أفكاري ومشاعري بشأن الكمال جانباً، حتى استمع لما يتم إخياري به.أحاول أن أظل متفتحاً، وألا أقوم بافتراضات أو أحكام.

بالنسبة لجيسيكا، 28 عاماً، على سبيل المثال، علمت أن السعي للكمال لم يعن فقط القيام بعملها بدون أخطاء، لكن أيضاً الارتداء والتصرف دائماً بتلك الطريقة. جاءت للجلسة مرتدية بأناقة وعملت بجد لتكون “مريضة جيدة”. شرحت أنها باستمرار تعيد وتحلل التفاعلات مع أصدقائها وزملائها في رأسها، باحثة عن أصغر خطأ كي “تصلحه” و”تحسنه”.

بينما اعتقدت مبدئياً أن جيسيكا خائفة من فقدان السيطرة، لكنني أدركت عندما استمعت إليها أن مفهومها عن الكمال مرتبط بأمور متضاربة مع فكرة الصداقة، بالإضافة للذنب الذي شعرت به بشأن إنجازاتها، ومظهرها وقدراتها. كان هذا بالإضافة لمخاوفها بشأن ارتكاب “خطأ”ما، وألا تكون “جيدة كفاية”، بالأخص عند مقارنتها بالآخرين.

فوجئت لأن جيسيكا وصلت لمكانها الآن عبر إمكانيات متواضعة، وعملت بجد لاكتساب ما حققته. لكنها كانت مدركة تماماً لكل ما تريد تحقيقه، وأشعرها هذا بالمنافسة، شعور غير مريح وغير مرحب. تفهم هذه المشاعر كان خطوة مهمة لبناء علاقتنا.

التحدث بشأن العلاقة أمر مهم

بالتأكيد، لا يمكن للجميع إيجاد أخصائي نفسي يتناسب بشكل جيد، اختلافاتنا ومخاوفنا بشأن ألا يتم تفهمنا مهمة. أشجع المرضى على التحدث بشأن ما لا يشعرون بأنه صائب، وما لم أفهمه، أو ما لا يبدو ناجحاً. قد يبدو هذا الأمر مثيرا للمخاوف، إلا أن بإمكانه أن يكون أيضاً معززاً ومحرراً. وسيساعدك على علاقة عمل أفضل. حتى إذا لم تنجح بنفس الشكل الذي كنت تأمله، يمكنها المساعدة في توضيح ما تبحث عنه في الأخصائي النفسي التالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى