سياسة

فوربس: نساء البشمرجة ..كابوس داعش

 تتحقق العدالة الشعرية  في كردستان العراق حيث تواجه نساء الأكراد تنظيم داعش في ساحة المعركة.

Iraq: Women Peshmerga Of The 2nd Battalion Military Exercise

أنوشاي حسين – فوربس

إعداد وترجمة – محمود مصطفى

إذا كان هناك شيء واحد يتفق عليه الكل في العراق الآن فهو شيوع الفوضى. وبرغم ذلك فإن الجيش الأمريكي حقق الأيام الماضية  مكاسب هائلة في معركته ضد جماعة داعش الإسلامية المتطرفة، لكن هل كنت تعلم أن أهم حلفاء أمريكا في ساحة القتال هن المسلحات الكرديات.

نعم، هذا صحيح. مدعومة بالغارات الجوية الأمريكية، استعادت الكتيبة الثانية من قوات الباشمرجة والتي تتقدمها النساء السيطرة على سد الموصل ذي الموقع الاستراتيجي وهو ما يعد أكبر ضربة تم توجيهها حتى الآن لداعش.

المفارقات هنا لا تنتهي، ليس فقط أن داعش معروفة بفظائعها تجاه النساء والأقليات، حيث اختطفوا المئات منهن وأخذوهن عبيداً للجنس بعد أن ذبحوا بلا رحمة عاملات الجنس في بغداد.

وكما هو الحال مع معظم الجماعات المتطرفة “تستسهل” داعش التحكم فيما يظهر من النساء وفي الأقليات كاستعراض ملموس لسلطتها. لكن يبدو أن الأمر انقلب عليهم حيث أنهم يواجهون النوع الذي يصفونه بأنه أدنى في أرض المعركة.

حسناً، على الدبلوماسيين والنسويين أن يشكروا الأكراد، تلك الأقلية، التي ظلت الولايات المتحدة لزمن طويل تصنفها على أنها مجموعة إرهابية بسبب نضالهم لعقود من أجل الاستقلال عن تركيا، سلحتها واشنطن  لصد المسلحين الإسلاميين عن التقدم في شمال العرق.

وضعت الازمة المستفحلة في العراق الأكراد والولايات المتحدة في نفس القارب، كلاهما عازم على ألا يدع العراق يسقط أكثر في قبضة داعش.

ولدى لكلا الطرفين أيضاً مصالح راسخة لكون إقليم كردستان هو موطن حقلي نفط كبيرين ينتجان بمفردهما حوالي 10% من إنتاجية العراق.

يريد الأكراد أن يحافظوا على الحكم الذاتي بعيداً عن السلطة في بغداد، كما أن لديهم الكثير ليخسروه وخاصة النساء.

كردستان هي واحدة من المواطن المسلمة القليلة التي تسمح للنساء بالخدمة في الجيش وفي مواقع قتالية وتقاتل ميليشيات النساء المسلحات بجانب قوات الباشمرجة التي تضم كذلك كتيبة من النساء المقاتلات.

تصف واحدة من الجنديات تقاتل في صفوف الكتيبة منذ انشائها عام 1996 شعور الولاء لكونها تدافع شعبها وأرضها قائلة: “إنه شرف أن أكون جزءاً من دولة مسلمة معاصرة تسمح للنساء بالدفاع عن الوطن”.

ربما أرادت الولايات المتحدة أن تظل ففي حالة إنكار لما يحدث لمنارة الديمقراطية المفترضة في الشرق الأوسط، العراق، والتي انتهى بها الأمر دولة إسلامية يحكمها أصوليون ينكرون على النساء أبسط حقوق الانسان.

لكن لا شيء يمثل عدالة شعرية أفضل من حقيقة أن داعش يواجهون عدوا  تتقدمه النساء في ساحة المعركة، نساء يحاربن من أجل روح العراق.

*أنوشاي حسين: هي صحفية من بنجلاديش مقيمة في الولايات المتحدة، وعملت لعشر سنوات محللة للسياسات النسوية في الكونجرس الأمريكي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى