مجتمعمنوعات

لماذا يؤلمنا الـ “أنفريند”؟

ألغى أحدهم صداقتك على “فيسبوك”، وبدون أي تحذير،  لكن هذا لا يجب أن يجعلك تتألم

The telegraph-لارا ماركوس

ترجمة دعاء جمال

 

في البداية اعتقدت أن دافينا كانت غير متصلة (أوفلاين) لفترة حيث لاحظت أن تحديثات الفيسبوك المتواترة كانت مفقودة على الخط الزمني الخاص بي. عندما ينشر أحد مستخدمي “فيسبوك” الكثير من الأمور فإنك تستطيع ملاحظته عندما يتوقف. لكن بعض الأشخاص يأخذون استراحات من الفيسبوك وتويتر لهذا لم أعر الأمر اهتماماً في البداية. ثم بدأت اتساءل.. هل فعلت ذلك؟ بحذر شديد بحثت عن حسابها وضغطت على صفحتها. وظهرت أمامي الكلمات التي تخبرني بأنه تم التخلي عني: “إضافة صديق”. وإذا كنت مستخدم منتظم للفيسبوك، فأنت تعلم أن تلك الكلمات تعني أنك والشخص الأخرى لم تعودا أصدقاء. دافينا ألغت صداقتي. بدون أن تخبرني بالسبب.

لم أقابل دافينا أبداً لكننا أصدقاء من خلال الانترنت منذ 6 أعوام. تقابلنا من خلال صديق مشترك على الفيسبوك، عندما كنا نتحادث مع بعضنا بموضوع بدأته هي. ثم سألتني إذا كان بإمكانها إضافتي لشبكتها وهكذا بدأنا صداقة جديدة سعيدة.

نتبادل الإيملات، الرسائل النصية، التويتات والرسائل الشخصية. لدينا الكثير من الأشياء المشتركة، وقدرت أفكارها ونكاتها. لذلك أن أجد أنها فجأة تخلت عني كانت صدمة رهيبة. أرسلت لها إيميل اسأل عن السبب لكني لم أحصل على أي رد. وهكذا انتهى الأمر. وتحولت إلى شبح، وهذا وصف للتعبير عن ظاهرة الإنفصال عن أحد الأشخاص ثم التصرف كما لو لم يكن موجودا من قبل. لا اختلاف، لا دموع وداع. لا وداع على الإطلاق.

 

يقول البعض إن أصدقاء الإنترنت ليسوا أصدقاء فعليين؛ فقط بيكسلات وصور على شاشة. حسنا إذا لم تكن حقيقية، إذن لماذا تؤلم بهذا القدر؟ الإحساس بالحيرة صعب. وشعور “لماذا لم تخبريني بالخطأ الذي ارتكبته؟” لا يذهب بعيداً. ويدخلك في مشاكل الهجر القديمة التي قد لا نكون مدركين بأنها لدينا إلا أنها عند الجميع. بالأخص إذا انتهت علاقة قديمة بترك أحدهم لك؛ لا يلتئم الجرح بالكامل أبداً. الرفض الجديد يوقظه مجدداً.

توافق أرابيلا راسيل، مستشارة العلاقات: “يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تكون مصدراً عظيماً للبهجة  ولكن يمكن أن يكون لها وقعاً شديداً على الثقة بالنفس. فإذا تم التخلي عنك يمكن أن يكون للأمر تأثير عصبي: ونسأل أنفسنا (ماذا فعلت؟)، ونلقي باللوم على أنفسنا فورا.

“الصداقة عبر الإنترنت حقيقية بالتأكيد. ويمكنها أن تصبح أكثر شدة وأسرع من العلاقات خارج الإنترنت وعادة سنشارك أشياء لم نكن لنشاركها خارج الإنترنت. لذلك أن يتم إلغاء صداقتك هو أمر مؤلم. إنه رفض يلعب على مشاعر الطفولة. تشعر بنفس المشاعر حتى وأنت بالغ. لم يتم إعطائنا أي فرصة لإبداء الرأي، أو التسوية، أو التفاوض، أو التحدث عن المشكلات. يمكننا استخدام المنطق كبالغين لكي ندافع عن أنفسنا ضد الألم بطريقة أفضل مما كنا نفعله كأطفال، لكن يبقى نفس الشعور بالألم”.

توقفت دافينا ببساطة عن كونها صديقتي؛ حرمتني من نهاية مناسبة وهذا يزعجني بشدة. النهايات صعبة كفاية لكن عندما لا يتم إعطائك واحدة حتى يكون عليك محاولة إيجاد النهاية المناسبة. ربما اعتقدت أنني بالغت في المشاركة، نشرت الكثير من التحديثات أو شعرت بالإهانة من شىء ما قلته؟ إنها اشبه بتلك المحادثات ذات الطرف الواحد التي نراها في أحلامنا، ولا نحصل خلالها على أي رد.

تعد الصداقات من خلال الإنترنت للنساء العاملات من المنزل، مصادفة سعيدة تعطينا لحظات للاسترخاء؛ والمحادثة والنميمة. إلا أنني اتساءل إذا كانت تجلعنا أكثر ضعفاً أيضاً؟ من السهل للغاية أن تتخلى عن أصدقاء عبر الإنترنت. ولا تراهم مجدداً لأنك أصلا لم تراهم أبدا من قبل. ليست هناك أي عواقب لإنهاء صداقة بهذا الشكل.

يمكن للنهاية خارج الإنترنت أن تكون أصعب. نميل لفقد الأصدقاء أثناء تقدمنا بالعمر، بالأخص إذا كانت الصداقات قد تمت في الجامعة أو عندما كان أطفالك بنفس العمر في نفس المدرسة. لكن تلك تميل لكونها صداقات موظفة. لكن الصداقات التي تهم حقاً تتخطى كل شىء وتميل للدوام.

يؤلم بشدة انتهاء الصداقات بشكل مفاجىء. وربما يتضح لك ببطء أن شخصاً اعتقدته صديقاً لا يبذل جهداً أبداً كي يتواصل معك. أنت دائماً من يبذل جهداً كي تتواصل معه.”ماذا سيحدث لو توقفت؟ تتساءل. لذلك تفعل، ثم تختبر الأمر. لكنك تعرف مسبقاً الإجابة.

لا يتصلون بك، ولا يراسلونك. وتضيف راسل: “قد يبدو أن الحياة عبر الإنترنت تعطي للناس الفرصة أن يبتعدوا فقط  لكنك تجد دائما انه قد تم التخلي عنك.. مواقع التواصل الاجتماعي تجعل الأمر فقط أسهل وأكثر قسوة”.

إذا تم التخلي عنك بشكل بواسطة صديق عبر الإنترنت أو خارجه، تقول راسل من المغري ألا تثق مجدداً، وتضيف: “لكن إذا لم تثق، ستكون أنت الخاسر الوحيد. علينا المخاطرة بجزء من أنفسنا في الصداقة. إذا كنت حذراً للغاية بشأن العلاقات اللاحقة وحذرا بشأن الثقة، قد ينتهي بك الأمر وحيداً. عليك أن تكون حريصاً للغاية من عدم أخذ التجربة وتطبيقها على تجربة أخرى. تمسك بالأمل وادرك بأنها قد تكون حدثت مرة، ولكن لن يعاملك الجميع بنفس الطريقة”.

“اعترف بأنها مؤلمة. لا تفرض على نفسك اعتقاد بأنها تجربة غير مؤلمة لأنها آلمت وتؤلم. وإذا تم التخلي عنك، فهذه تذكرة كي لا تعامل الناس بتلك الطريقة. لأنك تعلم كم سيكون الأمر مؤلما”.

*تم تغيير الأسماء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى