أخبارمجتمع

زحمة تحاور الرومان المتجولين في الإسكندرية: افتكرونا جواسيس!

حاورت الرومان: مي عبد الغني


بأثواب طويلة و أوشحة ملقاة على الكتف وأطواق ذهبية للرأس، بدت مجموعة من الشباب في الشاطبي والأنفوشي في الإسكندرية وهم يرتدون أزياء الرومان والإغريق ويقومون بمشروع فني للتصوير. انتشرت الصور بشكل فيروسي على مواقع التواصل الاجتماعي لتعكس حالة شديدة الجمال من المزج بين الاسكندرية القديمة في إرثها البيزنطي والجديدة في مظاهر الحداثة من الترام للشوارع ورسوم الجرافيتي.

حاورت زحمة هينار شريف صاحبة مشروع Roman Tale بالشراكة مع زميلها عادل عصام وحكت لنا عن فكرة المشروع و رحلة تنفيذه.


عبدالرحمن مهدي


عبدالرحمن مهدي شاب اسكندراني يحمل وجهه ملامح أجداده الرومان مؤسسي المدينة، أوحت قسماته لصديقه المصور عادل بفكرة مشروع تصوير يعيد إحياء رسوم البورتريهات الرومانية كما صورهم فنانو العصور الوسطي في اللوحات الزيتية ولكن في أماكن حديثة بمدينة الإسكندرية.

دعاء كانت تتناول الغداء في مكان عام وانضمن للفريق بالصدفة



الشباب المشاركون بالمشروع جميعهم اسكندرانية من أهل المدينة، بعضهم أصدقاء لهينار وعادل والآخرين توصلوا لهم عبر إعلان على “فيسبوك” طلبوا فيه مشاركين ذوي ملامح تشبه الرومان. وتحكي هينار واقعة طريفة عن أحد المشاركات “دعاء” أنها كانت تتناول الغداء أمامها في مكان عام فقامت وعرضت عليها فكرة مشروعهم وقبلت المشاركه فيه.

أردنا مزج جماليات التاريخ القديم بالمشهد المعاصر

الملابس متقنة الحياكة والمناسبة للشخصيات من تصميم المصمم أحمد عبد الله الذي أعجب بالفكرة و تطوع بتصميم الملابس بلا مقابل.

تقول هينار ” اخترنا مواقع تصوير طبيعية لتكون قريبة من لوحات الرومان، كمنطقة الأنفوشي في حي بحري وشارع مدرسة الليسيه بالشاطبي، و الترام بمحطة الرمل ليكون رمز اسكندرية الحديثة. و لم نستطع التصوير في المسرح الروماني لضرورة الحصول على تصاريح وتراخيص والكثير من الأعمال الورقية والتعقيدات رغم أنه كان من أهم المواقع التي ستخدم الفكرة و روح الصور.”

و عن تجاوب الناس في الشارع  مع وجودهم تقول هينار ” اخترنا من البداية أماكن هادئة وبعيدة عن الزحام في وسط المدينة لنتجنب المضايقات. كنا خائفين كثيراً من التحرش لأن المشاركات يرتدين ملابس ملفتة للمارة، وكذلك من المضايقات الأمنية كأن يمنعنا أحد من التصوير في الشارع. لكن لسعادتنا مر اليوم بسلام”

ضحكت هينار وهي تروي كيف أجابوا على السؤال المتكرر “انتوا بتعملوا ايه؟ “، كنا نقول لهم أننا طلبة من كلية فنون جميلة وننفذ مشروع خاص بها، لن يتفهم أحد أننا مصورون و أننا نصور بهدف الشغف، وأصبح تعاملهم مع الكاميرا أن أي حامل لها ” أكيد بيعمل حاجة غلط”.

تضيف ريهام بسخرية ، ” تقريبا افتكرونا جواسيس عشان لابسين روماني وبنصور”

لم يكن المشروع مع الكبار فحسب وضم بعض الأطفال لإضفاء لمسة واقعية وحياة للصور. وعن هذا يقول حسام عاطف “أنتيكا” -مصور- أنه معجب بالمشروع كثيراً ويرى أن أصعب ما فيه انهم ضموا أطفال واستطاعوا التعامل معهم في يوم تصوير طويل ومرهق وظهروا في النهاية بهذا الإتقان.

لم يكن التعامل مع الأطفال طوال اليوم سهلا

و

أشارت هينار أن وجود الأطفال كان من أصعب المعوقات لأن يوم التصوير يبدأ من السادسة صباحاً إلى مغيب الشمس مع الكثير من التعديلات والإعادة والوقوف. ” كان معنا فتاتان واحدة منهما متوترة وكثيرة التململ، والآخرى أحبت الكاميرا كثيراً وساعدتنا حتى أنها قالت لنا في نهاية اليوم أنها سوف تعمل موديل حين تكبر”


الصور التي بدت كأيقونات إغريقية حالمة أثارت إعجاب الكثيرين ولفتت الأنظار إلى هذه المواهب الباحثة عن أرض تزرع فيها أحلامها.

لإطلاع على الألبوم كاملاً من هنا 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى