مجتمع

دايلي ميل: توت عنخ آمون ونفرتيتي..من ضيف الآخر؟

بالصور: البحث المستمر عن نفرتيتي يجدد الاهتمام بالآثار المصرية

دايلي ميل – أسوشيتد برس – مارك بريج

ترجمة: محمد الصباغ

 

أنهى علماء الآثار أكبر عملية مسح للغرفتين المكتشفتين حديثاً خلف مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك، كجزء من المساعي المستمرة لمحاولة اكتشاف موقع رفات الملكة نفرتيتي.

وقال وزير الأثار خالد العناني للمراسلين المجتمعين في الموقع الشهير على الضفة الغربية لنهر النيل، المواجهة لجنوب مدينة الأقصر: “عمل الخبراء لما يصل إلى 11 ساعة طوال الليل من أجل الحصول على 40 مسح لخمس مستويات من المنطقة خلف غرفة مقبرة توت عنخ آمون.”

وفقاً للوزير، مع نهاية إبريل سيكون قد أجري المزيد من عمليات المسح. وقد وجهت الدعوة علماء الآثار من حول العالم للمجئ إلى القاهرة بداية من مايو لفحص النتائج.

وتعد عمليات المسح الجديدة جزءا من المساعي لمحاولة الوصول إلى مكان رفات الملكة نفرتيتي؛ وقد تجيب عن سؤال عما إذا كانت مومياء الملكة تقع خلف جدران مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة بالأقصر.

ومازال نيكولاس رييفز، عالم المصريات البريطاني، مؤمناً أن مقبرة توت عنخ آمون جزء بسيط من مقبرة أكبر شيدت في الأساس من أجل نفرتيتي.

فالاكتشاف الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي حول وجود غرف سرية خلف مقبرة الملك توت والتي من المحتمل أن تحتوي على معادن أو مواد عضوية، قد يلقي بضوء جديد على أحد أكثر الأوقات اضطراباً في تاريخ مصر القديم، ووفقاً لنظرية رييفز فربما تكون مقبرة نفرتيتي بإحدة هذه الغرف.

وتكهن آخرون بأن الغرف الجديدة قد تحتوي على مقبرة أحد أفراد عائلة الملك توت عنخ آمون، وليس بالضرورة نفرتيتي، التي كانت إحدى زوجات والده الفرعون إخناتون، لكن ليس من المعتقد أنها والدة توت.

بداية من الساعة الخامسة مساءً، وبعد إغلاق وادي الملوك أمام السياح، عمل فريق برعاية ناشيونال جيوجرافيك ليلاً، وقاموا بأكثر من 480 عملية مسح.

قاموا بعمليات مسح للجدران على خمس إرتفاعات مختلفة؛ مرافقة لعملية تبديل بين هوائيين رادار تردداتهم 400 و 900 ميجا هرتز على التوالي.

وقال إيريك بيركنباس، مهندس إلكتروني بناشيونال جيوجرافيك والذي رافقه في العمل مهندس الميكانيكا آلان تورتشيك أن أحد الترددات كان لمعرفة العمق والآخر لمعرفة الهيئة أو الشكل.

وقال رييفز إن عمليات المسح التي استمرت طوال الليل قدّمت أكثر البيانات تفصيلاً حتى الآن عن تلك الغرف السرية.

فبعد عملية تحليل للمسح العالي الجودة لجدران مقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك، رصد رييفز ما يبدو كمدخل سري.

كما وجدوا خطوطا مستقيمة بزاوية تسعين درجة على الأرض وفي هيئة متجانسة مع بقية محتويات المقبرة.

كما كشف عن مداخل قام بناة المقبرة بسدها، يمكن لأحدها أن يؤدي لغرفة تخزين. ويرى رييفز أن المدخل الآخر، على الجانب الشمالي من مقبرة توت عنخ آمون، يحتوي على المقبرة التي لم يمسسها أحد لمالك المكان الأصلي والتي يعتقد أنها لنفرتيتي. وأضاف أن تلك الأشياء من الصعب ملاحظتها بالعين المجردة. وأن الجدران المسدودة قد تحتوي على ممرات لم تكتشف، قد يؤدي أحدها إلى مقبرة نفرتيتي. كما أكد أن تصميم المقبرة يوحي بأنها قد شيدت لملكة وليس لملك.

يعتقد رييفز على نحو خاص، أن توت عنخ آمون، الذي مات وهو لا يزال في التاسعة عشر من عمره، قد أسرعوا بدفنه بغرفة خارجية من مقبرة نفرتيتي.

ويقول: ”لا أزال أعتقد أن مقبرة الملك توت عنخ آمون هي جزء خارجي من مقبرة أكبر لنفرتيتي.“ مرددا زعمه حول مقبرة الملكة القديمة والتي يُعرض تمثالها وعمره 3300 عام ببرلين، ويعد من أهم الرموز الشهيرة لمصر القديمة والجمال الكلاسيكي.

نيكولاس رييفز

يجذب اكتشاف الغرف السرية علماء الأثار بشكل كبير وغيرهم من المهتمين. كما يمكن أيضاً أن يجدد الإهتمام الكبير بالأثار المصرية. وربما يساعد في إعادة تنشيط صناعة السياحة المتراجعة في البلاد؛ والتي تعرضت لضربات قوية خلال الأعوام الأخيرة بسبب العنف السياسي، والتمرد في شبه جزيرة سيناء، والهجمات المستمرة منذ الإطاحة العسكرية بالرئيس الإسلامي المنتخب الذي كان قد تسبب في انشقاق مجتمعي حاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى