سياسة

جيروزاليم بوست: نظام السيسي لن يسقط غداً

جيروزاليم بوست: نظام السيسي .. لن يسقط غداً

جيروزاليم بوست – آريل بن سولومون – ترجمة: محمد الصباغ

ابحث عن كلمة ”الاقتصاد المصري“ على موقع جوجل، وستجد قائمة طويلة بالمقالات والأخبار التي تتحدث عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الدولة. لكن أغلب التعليقات ربما تكون مبالغ فيها.

تدعم مساعدات الدول الخليجية البلد ذات ال90 مليون نسمة، بالإضافة إلى الاتفاقات التجارية وصفقات الأسلحة من روسيا، وتعاون أمني هادئ مع إسرائيل. لكن بعيداً عن نشطاء حقوق الإنسان والإسلاميين، دول قليلة لديها رغبة في تحول الدولة العربية الكبيرة مرة أخرى إلى الفوضى.

لا يعتبر ذلك تقليلاً من حجم المشكلات التي تواجهها مصر اليوم، مثل الفساد وانتهاكات الشرطة الإرهاب وعدم احترام حقوق الإنسان. لكن بالمقارنة بدول عربية أخرى كالعراق وسوريا وليبيا، فمصر تؤدي بشكل جيد نسبياً.

وفي مقال نشر الخميس بنيويورك تايمز وبعنوان ”أين سيارتي المرسيدس؟ أزمة مصر الاقتصادية تضرب الأغنياء,“ تم الإشارة إلى الاضطرابات في الطبقة الراقية، بعد فرض قيود العملة وتأثير ذلك على نمط حياتهم، لكن ذلك بعيد جداً عما كانت عليه الدولة منذ سنوات قليلة.

وقال يورام ميتال، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة بن جوريون، لجيروزاليم بوست: ”بشكل عام، الأنظمة الاستبدادية مستقرة بشكل كبير، مع امتلاكهم للأجهزة الأمنية والإعلام والنقابات التي تنتج مناخاً من الاستقرار، لكنهم في نفس الوقت أنظمة هشّة جداً.“

وأضاف: ”منذ إطاحة الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحمد مرسي عام 2013، تدير الأجهزة الأمنية والبيروقراطية الدولة وتسببت في نوع من الإستقرار.“

وتابع قائلاً إن ذلك على الرغم من أن قبضتهم الثقيلة الموجهة نحو المنافسين السياسيين أدت إلى سجن عشرات الآلاف. كما منع قانون ،بعد الثورة، المظاهرات.

هناك استقرار على أحد الجوانب، ومن جانب آخر هناك هجمات إرهابية، لكن عدم الأمان لم يصل إلى المعدلات السابقة في أول عامين عقب ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك. وأضاف ميتال أن المدن أصبحت أكثر أمناً مما كانت عليه عامي 2012 و2013.

ويضيف أيضاً: ”القتال الدامي في سيناء ضد المسلحين الإسلاميين ليس بقريب من نهاية، والحدود مع ليبيا أصبحت مصدراً لقلق عميق.“

ويرى أن بالنسبة للجبهة الاقتصادية، فالوضع مقلق، بالرغم من أن التدفق المالي من السعودية والدول الخليجية الأخرى ساعد  مصر في الابتعاد عن خطر الإفلاس. فتراجعت السياحة بقوة عن معدل 14 مليون زائر سنوياً عام 2010، وتراجعت الأعداد هذا العام بنسبة 40%.

وأشار ميتال إلى أن: ”جزء كبير من المزانية يتم توجيهه لشراء أسلحة متطورة، في حين لا يتم الوفاء بالاحتياجات الأساسية لعشرات الملايين. من الصعب على الحكومة توفير السلع الغذائية الأساسية.“

كما أشار إلى أن مصر ليست قريبة من فوضى سوريا والعراق. وقال: ”لا تهديد بأن النظام سيقط غداً.“

وتابع: ”عشرات الملايين من المصريين يواجهون صعوبات معيشية ولا إشارات هنا لتغيير حقيقي. لكن على المدى الطويل، قد أقول إن التحدي الحقيقي ليس الاقتصاد، بل استقرار الحكومة وقدرتها على توحيد مجتمع يعاني من الاستقطاب.“

ويضيف: ”الانقسامات في مصر بين الإسلاميين وغير الإسلاميين غير مسبوقة في العصر الحديث،“ وتوقع أن تلك الانقسامات بعيدة على أن يتم تقليصها. .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى