أخبارمجتمع

بالفيديو: أمريكية تدعي أن رجلا أسود هاجمها لأنه طلب منها تقييد كلبها

فرانس 24- الفرنسية- وكالات

انتشر مقطع فيديو يُظهر مشادة حادة بين شخصين يتنزهان في حديقة سنترال بارك في نيويورك انتشار النار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ حصد أكثر من 41 مليون مشاهدة على تويتر بعد يومين من نشره. ونرى في هذا الفيديو، تظهر سيدة بيضاء  البشرة تتصل بالشرطة عندما استوقفها رجل أسود ليطلب منها تقييد كلبها. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، نُظر إلى تصرفها على أنه يحمل نزعة عنصرية.

وفي يوم 25  مايو، نشر كريستيان كوبر مقطعا على حسابه عبر فيس بوك، صوره في صباح ذات اليوم في حديقة سنترال بارك، أكبر حديقة في مدينة نيويورك والواقعة في جزيرة مانهاتان.

ونرى في هذا الفيديو امرأة مع كلبها تتوجه إلى مصور الفيديو لتطلب منه التوقف عن التصوير. وهددت المرأة بالاتصال بالشرطة وهذا ما جعل كريستيان كوبر يرد عليها قائلا: “افعلي ذلك، من فضلك!”. وقامت المرأة بإدخال الرقم 911، وهو رقم الطوارئ للاتصال بالشرطة في الولايات المتحدة، مدعية أنها ضحية لاعتداء من قبل “رجل أسود” حسبما وصفته لعنصر الشرطة الذي كان معها على الخط.

وأثناء المكالمة، غيرت المرأة من نبرة صوتها جذريا، إذ أصبح صوتها فيه ارتباك ورعب: “أنا في حديقة سنترال بارك، رجل أمريكي من أصل أفريقي يهدد حياتي وحياة كلبي! أرجوكم أرسلوا رجال الشرطة حالا!” هكذا صاحت المرأة خلال اتصالها.

كما حصد الفيديو الذي صوره كريستيان أكثر من أربعة ملايين مشاهدة على موقع فيس بوك ونشر 17 ألف مرة. وصاحب الفيديو شاب أسود، وهو عالم طيور وعضو في جمعية أودوبون  المختصة في علم الطيور في نيويورك.

وحسب روايته لوسيلة الإعلام الأمريكية سي إن إن، التقى الرجل قبل تصويره للفيديو كلب تلك السيدة، وقد كان يعبث بأشجار في منطقة رامبل، وهي منطقة محمية في حديقة نيويورك هذه، والتي يحبها هواة مشاهدة الطيور لأن أنواعا كثيرة تعيش فيها.

وطلب كريستيان كوبر من المرأة أن تقيد كلبها لكنها رفضت. ما جعل كوبر يحاول استدراج الكلب بإلقاء قطع البسكويت، وهو ما أثار غضب السيدة، فصاحت في وجهه: “لا تلمس كلبي!”، فيما قرر كريستيان تصوير المحادثة “احتياطا”.

مصطلح “كارن” الذي استخدمته شقيقة كريستيان كوبر هنا، هو مصطلح مهين في اللهجة العامية الأمريكية للإشارة إلى النساء البيض اللاتي تتراوح أعمارهن بين أربعين وستين عاما، واللاتي يتبنين نظرة محافظة للمجتمع.

لا توقيف ولا استدعاء من الشرطة بعد المشادة الكلامية

وطمأنت ميلودي كوبر، شقيقة كريستيان، مستخدمي الإنترنت بخصوص وضع أخيها غداة الحادثة. قبل أن تضيف في تغريدة ثانية: “قامت المرأة بتقييد الكلب فيما انصرف شقيقي لمراقبة الطيور قبل أن تصل الشرطة.”

وحسب المتحدث باسم الشرطة في مدينة نيويورك، فقد تحول أعوان الشرطة إلى منطقة رامبل في حديقة سنترال بارك إثر ورود مكالمة في الساعدة الثامنة وعشر دقائق صباحا. وأكدت وسائل إعلام محلية  أن الشرطة لم تقم بتوقيف أو استدعاء أي طرف.

أثار تصرف المرأة البيضاء، التي تحمل اسم إيمي كوبر، موجة سخط واسعة بين رواد الإنترنت. وبالنسبة إلى كثير منهم، فإن المرأة حاولت عمدا وضع حياة كريستيان كوبر في خطر، ليس عبر الاتصال بالشرطة، وخصوصا بتأكيدها أن الأمر يتعلق برجل أسود وبأنها في خطر حقيقي.

وأدان عمدة نيويورك، بيل دي بلازيو، بدوره تصرف إيمي كوبر، واصفا إياه بـ”العنصرية المحضة والصرفة”.
اند بعض مستخدمي الإنترنت موقف الشابة على غرار هذه التغريدة على تويتر: “غريب يعطي السكاكر لحيواني، هو مثل غريب يعطي الحلوى لطفلي. أتفهم الدافع ولكن يبدو أن ذلك أُسيء فهمه”. ولكن هذا النوع من التعليقات يبقى قليلا على مواقع التواصل الاجتماعي.

رب عمل المرأة يقيلها من مهامها

وجرت هذا الحادثة في سياق متوتر. ففي نفس اليوم، جرت عملية توقيف رجل أسود باستخدام العنف الشديد في مدينة مينيابوليس أدت فيما بعد إلى وفاته وقد تم تصويرها، وأحيت الاحتقان بخصوص تعامل الشرطة الأمريكية مع الأمريكيين السود. وإن لم تؤد المشادة الكلامية بين صاحبة الكلب وعالم الطيور إلى تداعيات تُذكر، فإن رواد الإنترنت اتهموا إيمي كوبر بأنها اتصلت بالشرطة وهي على وعي تام بالتداعيات المحتملة لمكالمتها.

من جانبه، صرح المساعد الأول لقائد الشرطة في المدينة للقناة التلفزيونية في نيويورك بيكس 11  أن النزعة العنصرية التي تحملها هذه المرأة “مدهشة” مضيفا أنها كانت مخطئة في مخالفتها لقانون الحديقة.

وبالفعل لم يبق تصرف إيمي كوبر بدون عواقب: فغداة نشر هذا المقطع المصور، أي يوم 26 مايو/أيار، أعلنت الشركة التي تعمل بها إيمي كوبر في تغريدة إنهاء عقدها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى