ترجمة وإعداد: ماري مراد
تُظهر هذه الصور المُذهلة- التي نشرتها صحيفة “Daily Mail” البريطانية- “القوام المنحوت” للعمال الذين يؤدون أخطر الوظائف على وجه الأرض. إذ يغطس الغواصون في أعماق النهر المتدفق بسرعة ليجرفوا الرمال من على عمق يصل إلى 20 قدمًا.
وفي هذه الأثناء وبشكل منتظم، يُخاطر رجال القبائل الإفريقيين بحياتهم بالغوص في قاع النهر لجمع الرمال لصناعة البناء. ويتم التعدين الحرفي من قبل عمال المناجم الذين لا يعملون رسميًا لدى شركة، ولكن بشكل مستقل.
ويجمع عمال المناجم في الكاميرون- الذين صُوروا من قبل هيو براون- كميات ضخمة من الرمال الرطبة في قاع نهر ووري في كل مرة يغطسون فيها إلى القاع.
في الصور، يمكن رؤية العمال وهم يقفزون من قواربهم الطويلة والضيقة بصحبة دلاء لجمع الرمال الرطبة، بهدف استخدامها في مواد البناء والتشييد.
وقال هيو، من مدينة برث الأسترالية: “العمل صعب للغاية. مُجرد الوصول إلى القاع ووضع الرمال في الدلاء أُثبت أنه إنجاز لا يُصدق، ناهيك عن رفعها من قاع النهر”. وتابع: “هؤلاء الأشخاص أقوياء على نحو لا يصدق، وهم من بين أقوى الأشخاص الذين التقطت صورًا لهم على الإطلاق في أي مكان في العالم”.
وأضاف: “كنت محظوظًا لينتهي بي الأمر مع من أتضح أنهم أقوى طاقم مكون من 6 رجال من بين 4 آلاف من الغواصين جامعي الرمال الذين يعملون في النهر”.
هذه الصور- التي اُلتقطت بمساعدة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي- يظهر فيها غواصون يستخدمون دلاء من الصلب يبلغ وزنها 3 كيلوجرامات مع ثقوب في القاع. فعند الوصول إلى قاع النهر، يجمعون حوالي 15 كيلو من الرمل المبتل ثم يستخدمون عمودًا للصعود مجددًا على السطح وقذف الرمال النهرية على الزورق.
ويقول هيو إن بعض الرجال “محظوظون لكونهم أحياء” نظرًا لسقوط ضحايا غرقًا كل عام، وينطبق الأمر حتى على الغواصين الأقوياء. ويضيف: “مجرد الغوص بالنسبة لهم يطلب شجاعة مُدهشة”.
ويُكمل: “في بعض الأحيان، يشعر الغواصون بإرهاق شديد بعد ملء الزورق، لدرجة أنهم لا يعد لديهم القوة للسباحة. ويحدث الغرق عندما ينتهي بهم المطاف في الماء في رحلة عودتهم إلى الميناء”.
ويُتابع: “الغواصون الآخرون- الذين يمكنهم السباحة- يغرقون حينما يخطأوا في تحديد موقع هيكل القارب ويفقدون الوعي حينما يصعدون وتصطدم رؤوسهم بالقارب”، موضحًا أن الأمر يكون خطيرًا للغاية ليلًا، نظرًا لأنه لا يمكن لأحد رؤيتهم في الظلام ويُمكن للتيارات أن تُجرفهم بعيدًا، وذلك في حين أن “الغواصين الآخرين يعانون من النزيف من الأذنين والأنف والعيون بسبب الأعماق التي يعملون فيها، وغالبا ما تدخل الرمال عبر تلك الفجوات”.
هيو بدأ في التقاط صور التعدين الحرفي بعد أن رغب في إنتاج دراسة شاملة ترصد النشاط العالمي. وفي السابق، تمكن من التقاط صورًا لرجال ونساء يعملون في بعض بيئات العمل النائية والأكثر خطورة.
ويهدف هيو الآن إلى تحويل هذه المادة إلى موضوع لكتاب فني كبير، إضافة إلى فيلم وثائقي مهم.