ترجماتسياسة

“الولدان في الفقاعة”..هل يُخرج ترامب نتنياهو من أزمته؟

كاتب إسرائيلي: في البيت الأبيض يمكن لنتنياهو نسيان قضايا الفساد والشعور بالدفء بصحبة الرئيس الأمريكي”.

ترجمة: ماري مراد

المصدر: جيروزاليم بوست

حلل الكاتب الإسرائيلي هيرب كينون زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض، الإثنين، في هذا الوقت العصيب الذي تحاصره وزوجته قضايا فساد في معركة تكاد تنهى حكمه الطويل وتطيح به من رئاسة الحكومة.

وفي مقالته بصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الكاتب أوضح أن نتنياهو لم يعتبر البيت الأبيض كلمجأ يحتمي فيه من مشاكله بصحبة صديق متعاطف، لكن الأمر لم يكن كذلك خلال زيارته الأخيرة إلى أمريكا.

وإلى نص المقال:

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يكن غريبا على المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، إذ زاره مرات عدة، أولا خلال لقاءات مع الرئيس بيل كلينتون خلال التسعينيات ومجددا في الفترة من 2009 وحتى 2016 مع الرئيس باراك أوباما.

ومن المشكوك فيه أنه حينما عقد أي من هذه الاجتماعات، حيث تصارع مع الرؤساء بشأن الفلسطينيين أو الاستيطان أو إيران، كان ينظر للبيت الأبيض كملجأ، فبالنسبة لنتنياهو البيت الأبيض لم يكن مكانا دافئا يمكنه الذهاب إليه لينسى مشاكله بصحبه صديق متعاطف، لكن يوم الإثنين، حدث العكس.

وبجلوسه هناك، حيث كانت صور الرئيسين أندرو جاكسون توماس وتوماس جيفرسون معلقة على الحوائط وتمثال وينستون تشرشل النصفي على الطاولة، كان على نتنياهو أن يسأل نفسه لماذا لا يمكنه البقاء هناك فترة أطول.

وهناك، ناقش نتنياهو سياسة رفيعة المستوى مع قائد العالم الحر، هناك يمكن أن ينسى نير هيفيتر- المتحدث السابق باسمه ومستشاره المقرب الذي وقع اتفاقا ليتحول إلى شاهد مع الحكومة ضد نتنياهو- وهناك للحظة يمكنه نسيان قضايا الفساد “1000” و”2000″ و”3000″ و”4000″ والشعور بدفء شخص يحبه ويحترمه ويقدره بوضوح: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

مساعدة نتنياهو سياسيا

وبمشاهدة تفاعل الثنائي، يوم الإثنين، في مكتب متخم بالأعلام يجعلك تشعر وكأنهما منعزلان، هنا كان كلاهما قويا ومتحكما، لكن بالخروج من “الفقاعة” كل شيء يكون مختلفا، فالوضع يبدو مريحا داخل “الفقاعة” لكن هذه ليس الحقيقة.

ليس سرا أن نتنياهو وترامب يشبهان بعضهما، فيمكنك رؤية هذا بسهولة في طريقة تفاعلهما، ويمكنك سماع هذا في الطريقة التي يتحدثان فيها مع بعضهما، ترامب يريد مساعدة نتنياهو وأن يفعل شيئا لإخراجه من مشاكله القانونية لأنه لا يريد رؤية سقوط زعيم إسرائيل.

لكن قدرة الرئيس الأمريكي على المساعدة محدودة، هو يمكنه مساعدته سياسيا من خلال نقل السفارة إلى القدس في مايو، والأكثر من ذلك بحضور احتفالية نقل السفارة بنفسه، فكل هذه الأمور تساعد نتنياهو سياسيا لكن مشاكل نتنياهو ليست سياسية، فمشاكله، مثل الكثير من مشاكل ترامب نفسه قانونيا، وفي هذا المجال حتى تأثير رئيس الولايات المتحدة يكون مقيدا.

لكنه ليس طريقا باتجاه واحد، فترامب رجل أعمال، رجل أعمال مثالي، وفي الأعمال التجارية أنت لا تعطي من قبيل الإيثار، لكنك تفعل هذا مع توقعات بالحصول على شيء في المقابل، وهنا أصبحت العلاقة بين الزعيمين غير متوقعة قليلا.

ترامب مثل نتنياهو، رغم أنه لديه صعوبات قانونية ومحلية، فإن الشيء الوحيد الذي يكون مفيدا هو تحقيق نجاح في العملية الدبلوماسية في الشرق الأوسط، التي وصفها ترامب نفسه بـ”الصفقة النهائية”.

وبعض التحرك بشأن عملية السلام الآن قد يكون أكثر ملائمة لترامب، إذ يواجه صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر مشاكل خاصة به، بما في ذلك تجريده من تصاريحه الأمنية رفيعة المستوى، والنجاح هنا يظهر أن كوشنر لا غنى عنه.

تقديم تنازلات

وقال مسؤولون بالإدارة إن خطة السلام الأمريكية التي نوقشت كثيرا لن تحظى بإعجاب الجانبين وستتضمن بوضوح تنازل الفلسطينيين والإسرائيليين، وحتى إن لم تصل الخطة إلى أى طريق لأن الفلسطينيين سيرفضون التنازل الذي سيطلب منهم، سيكون من الجيد سياسا لترامب طرحها وإظهار أنه حصل على تنازلات من نتنياهو.

لكن رئيس الوزراء، بسبب عدم اليقين السياسي لديه- الذي قد يضطره إلى إجراء انتخابات مبكرة سواء بسبب أزمة مع الحريديم (الأرثوذكس المتطرفين) على التجنيد أو بسبب وضعه القانوني- ليس في وضع يسمح له للبدء في تقديم تنازلات، فأنت لا تريد خوض الانتخابات، خصوصا وأنت تتنافس مع “بيت يهودي” و”يسرائيل بيتينو”، بعد أن قدمت للتو تنازلات.

ويريد نتنياهو أشياء من ترامب وقد تلقى الكثير نوعا ما، أولا وقبل كل شيء السفارة، في حين أن ترامب يريد أشياء من نتنياهو أيضا، وهناك اختبار لقرب العلاقة بينهما- العلاقة التي يبدو أنها قريبة بالنظر إلى اجتماع يوم الإثنين- وهو كيف سيكون رد ترامب إذا كان نتنياهو غير قادر، بسبب ظروفه الخاصة في الوقت الراهن، لإعطاء ترامب ما يحتاجه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى