مجتمع

“أرض ثانية ؟..عفوا أيها “الرب

هافينجتون بوست: الكوكب المكتشف سوف يضعف الأديان

هافينجتون بوست – جيف شوايتزر – ترجمة: محمد الصباغ

يعد اكتشاف (كليبر 452 ب) أو (الأرض2 )  مسألة فائقة الأهمية، ليس لأنه فريد من نوعه لكن لسبب غير ذلك، فهناك آلاف الملايين أو حتى المليارات من الكواكب التي تشبه الأرض في الكون. وحين يكتشف أحد تلك الكواكب فيعتبر ذلك دليلاً على وجود آخرين. نحن نعلم بوجود 100 مليار مجرة كل منها تحتوي على 300 مليار نجم تختلف أعدادها حسب المجرات. كما يقدر علماء الفضاء أن هناك 70 مليار تريليون نجم. ليس من الصعب استنتاج أن سحر الرياضيات مطلوب فنحن لم نجد الكوكب الوحيد القابل للحياة عليه من بين كل هذه الأعداد من النجوم بالمصادفة.

مع هذا الاكتشاف اقتربنا أكثر من فكرة أن الحياة متشابهة في كل الكون. ربما لا تقتنع بذلك. هذا أمر طبيعي، دعني أخمن ما قد يحدث لو وجدنا دليلا على حياة في مكان آخر غير الأرض حتى لو كنت تعتقد أن هذا الأمر غير محتمل. أريد أن أستبق ما قد يكون إعادة كتابة لتاريخ الأديان الرئيسية. أتوقع بثقة كبيرة أن كل الأديان ستخرج لتقول أن هذا الاكتشاف متفق تماماً مع التعاليم الدينية. لست وحدي في هذا الاستنتاج بأن الدين سوف يتألم بشدة من أجل استيعاب وجود حياة غريبة في الفضاء.

لنكن واضحين فالإنجيل واضح فيما يخص خلق الكون: فالأرض هي مركز الكون، والبشر  وحدهم خلقوا على صورة الرب، وكل الحياة خلقت في ستة أيام. كل أشكال الحياة في كل السماوات في ستة أيام. لذا عندما نكتشف أن الحياة موجودة أو كانت موجودة في مكان آخر في مجموعتنا الشمسية أو على كوكب آخر يدور حوله نجم آخر في مجرة درب التبانة، أو في نظام من الكواكب الأخرى في مجرة مختلفة، سوف نرى جهوداً كبيرة للالتفاف حول ذلك الأمر بمنطق ومبررات ملتوية.  الحياة على كوكب آخر لا تتماشى بشكل كامل مع التقاليد الدينية. وأي استنتاج آخر لا يعد سوى  محاولة لجعل الأسطورة السابقة شبه منطقية.  دعونا نعرف السبب بالتحديد.

في سفر التكوين 1:1 نقرأ ”وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ» فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.“

لا يأتي ما سبق على ذكر عوالم أخرى، والتي لم يعرف بالطبع القدماء عنها أي شئ. أخبر الإنسان بأن يحكم  أسماك البحر على الأرض، وليس على الكواكب الأخرى. لكن الرب يجب أن يكون على علم بكل تلك العوالم الأخرى، لذا من الغريب أنه لم يتم ذكرها في الكتاب.

هناك أيضاً مشكلة أخرى مع قول الرب في الإنجيل ” وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ.“ كانت الأرض موجودة منذ 4.5 مليار سنة. وكذلك الكون، وكل النجوم التي تولد الضوء في المجرات القديمة عمرها أكثر من 13 مليار سنة. إذاً عندما قال الرب ”ليكن نور“ كان هناك بالفعل ضوء يسطع قبل عشرة مليارات سنة على الأقل. كان يدير مفتاحاً تم تشغيله قبل حقب زمنية طويلة بواسطة التفاعلات الحرارية في مليارات النجوم التي وجدت قبل كوكب الأرض. هذا الضوء غمر الشموس الأخرى والكواكب قبل أن تتكون الأرض من الصخور التي تدرو حول شمسنا. وبما أن تلك هي قصة خلقنا، فتلك الحكايات التي تبدو قد أغفلت يمكن أن تقضي على القصة بالكامل عندما نجد حياة أخرى في مكان آخر. كنا متأخرين في لعبة  «لِيَكُنْ نُورٌ».

كما أخبرنا أيضاً في عبارات لا تقبل الجدل بأن كل أشكال الحياة قد خلقت في ستة أيام. يقول سفر التكوين 2:1 ” فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا.“ لقد تعلمنا أن كل السماوات والحيوات اكتملت على الأرض وحدها. والمجموعة الكاملة لهذا الخلق في كل السماوات، كل منها كان هنا على الأرض، ظهر واضحاً في الأقسام السابقة من سفر التكوين من 1 إلى 31. وعرفنا أن الكون خلق في 6 أيام من سفر التكوين 2:2 حيث يقول ” وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ.“ يقول البعض الآن أن هذه الأيام ليست بطول أيامنا حالياً، لكن استعارة استخدمها الرب وقد يكون اليوم عبارة عن ملايين السنوات. لكن لا، فعندما قال الرب ”ليكن نور“ وخلق الحياة في ستة أيام، ربط تلك الأحداث بالفصول على الأرض، والتي تحتسب وتكون محكومة بمدة الأيام الحقيقية. لذا يقول الإنجيل أن كل الكون صنع في ستة أيام، وهذه الأيام تحتسب باليوم على كوكب الأرض.  لنكن متأكدين من أنه لا يوجد مخرج لوجود حياة أخرى أو فضائية في قصة الخلق تلك. وباكتشاف حياة جديدة ستنتهي تلك الأسطورة.

قد لا نمتلك أي شكوك حول أن الأرض مركز الكون، لأنه المكان الذي وضع فيها الإنسان. في محاكمة جاليليو، جعل البابا أوربان الثامن الأمر واضحاً تماماً فالكنيسة حسب عالم الرب تعلم أن الأرض بلا نقاش هي مركز الكون.

قد يكون من الصعب أن نزعم بأن الأرض لها موقع فريد كمركز للكون لو وجد أن حياة أخرى كانت على كواكب مختلفة وكان هناك سيارات مضادة للجاذبية تسافر بسرعة الضوء.

لا تشير أي من كتب الإنجيل ال66 إلى أي حياة أخرى غير التي خلقها الرب على كوكب الأرض في ستة أيام. لو اكتشفنا حياة في مكان آخر، سيعترف بأنها مراقبة من الرب. وسيتسائل البعض عن قصة الخلق بأكملها، وكل شئ تبع تلك الرواية. كيف لقصة مقنعة لخلق الكون أن تترك حياة دون توضيح؟ حتى لو كانت القصة مجازية، فإغفال حياة في مكان آخر أمر غير مفهوم.

بكل وضوح أتحدث هنا حول كيف أنه بكل بساطة، لو وجدت حياة أخرى في مكان مختلف سوف تقوّض فكرة الدين. كيف سيستوعب الدين الأسئلة الشائكة مثل: هل سيدخل الأشخاص على تلك الكوكب الجنة التي سيدخلها من يعيشون على الأرض، أو نفس النار، أو هل تلوثت تلك الحياة بالخطيئة البشرية الأصلية حتى لو لم يكونوا من نسل آدم وحواء. ربما عملية الولادة لن تكون مؤلمة. هذه بداية لنقاش آخر.

كما تحدثت في البداية، لن يهم أي شئ من هذا عند اكتشاف حياة أخرى. سيعلن ببساطة القادة الدينيين بأن تلك الحياة تتسق تماماً مع الإنجيل. تماماً مثلما حدث مع إخفاء أمر خطأ موضع الأرض من السماوات. أو التطور. سيجدون مبررات ملتوية لدعم وجهة النظر تلك، ويذكرون بعض مقاطع من الإنجيل قد تعني أي شئ، ويعلنون الانتصار. لا تقولوا أنني لم أحذركم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى