سياسة

سخرية أمريكية: لو كانت أحداث فيرجسون في باكستان أو العراق؟

تدخل صيني في أمريكا ومساعدة من قوات البشمركة وصلح بين الطوائف الأمريكية؟

يتخيل الأمريكي ماكس فيشر في موقع فوكس أن فرجسون التي شهدت أحداث عنف عنصرية مؤخرا تقع في بلد آخرغير أميركا .  باكستان أو العراق مثلا.  كيف كان سيغطيها الإعلام الأمريكي ؟ وكيف  كان سيستجيب العالم بشكل مختلف ؟

هذه  المقالة الساخرة مستوحاة من فكرة  لجوشوا كيتينج من موقع “سليت”.

 Image: More protests in Ferguson

ماكس فيشر – فوكس

ترجمة – محمود مصطفى

يحذر المسئولون الصينيون والروسيون من كارثة إنسانية محتملة في مقاطعة ميزوري الأمريكية المضطربة حيث طفت التوترات الطائفية القديمة على السطح وتحولت إلى عنف متأجج.

بدأت الأزمة في قرية نائية في ميزوري هي فيرجسون في أغسطس الماضي وهي القرية التي كانت مرتعاً للتوترات الطائفية. أطلقت قوات الأمن الحكومية النار على رجل غير مسلح وقتلته وهو ما يقول المحللون إنه أغضب السكان المحليين بإعادته إلى السطح لمظالم طائفية كانت دفينة. قمعت قوات أمن النظام بوحشية المتظاهرين السلميين في المجمل وهو ما جعل الأزمة تتفاقم.

رداً على ذلك دعت التقاليد الأمريكية القديمة إلى جمع مجلس قبلي مجتمعي يعرف بإسم “هيئة المحلفين الكبرى” ليحكم في القضية، وفي 24 نوفمبر أعلنت الهيئة عدم توجيه اتهامات لقوات الأمن المسئولة، وزاد القرار الصادم، والذي يعكس الطبيعة المبهمة والغامضة لفكرة هيئة المحلفين، من غضب السكان المحليين القانطين أصلاً.

“يمكننا ويجب أن ندعم القوى المعتدلة التي يمكنها جلب الاستقرار لأمريكا.”

أشتعلت الاحتجاجات وعدم التوترات في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة وهو ما يحذر المحللون من أنه قد يخلق تربة خصبة للمتطرفين.

ميزوري القصية عن العاصمة البراقة واشنطن يحكمها ظاهرياً مسئول صاحب كاريزما لكنه مضطرب اسمه جاي نيكسون، وهو الشخص الذي ظهر غير قادر على التدخل الناجح كما أنه قاوم جهود التوسط من مسئولي الحكومة المركزية.

وما عقّد الأمور أكثر أن الرئيس أوباما نفسه ابن للأقلية المحتجة في فيرجسون التي يحكمها بأغلبية ساحقة أبناء الأغلبية “البيضاء” في أمريكا.

يحذر المحللون الذين درسوا النظام السياسي الأمريكي المبهم، الذي تمنح فيه كل المقاطعات حكماً شبه ذاتي، من أن نيكسون قد يستغل الفرصة ليتحرك ضد الحكام المحليون الواهنون في فيرجسون، حيث أن المجلس التشريعي في ميزوري، وهو “مجلس شورى” تقليدي، يسيطر عليه الفصيل الخصم في الأحداث إلا أن المخاوف من إنقلاب عسكري تظل خافتة حيث أنه ليس معروفاً بعد كيف سيستجيب حلفاء نيكسون في العاصمة إذا استمرت الأزمة.

والآن يقول الزعماء حول العالم إنهم يخشون استفحال الأزمة.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينج في خطاب وجهه من المنزل الذي يقضي فيه إجازته في هاينان “الحل النهائي الوحيد هو المصالحة بين الطوائف الأمريكية وتعزيز قوات الأمن في ميزوري. ونحن يمكننا ويجب علينا أن ندعم القوى المعتدلة التي يمكنها جلب الإستقرار لأمريكا، ولذلك سنواصل السعي نحو استراتيجية أشمل تمكن الأمريكيين من مواجهة هذه الأزمة.”

تصريحات جين بينج تم التعامل معها على أنها إشارات على أن الصين ستبدأ تسليح الفصائل المعتدلة في ميزوري على أمل تمكين قوات أمن النظام غير المنضبطة ومنع التطرف من غرس جذوره. وسافر عدد غير معلوم من “مستشاري” قوات البشمركة الكردية المسلحة للمساعدة في توفير الأمن، وتصاعدت مبيعات السلاح في الولايات المتحدة منذ بدء الأزمة.

ويحذر المحللون من أن العنف قد ينتشر إلى المناطق المنتجة للنفط مثل أوكلاهوما أو حتى يعطل تدفق إمدادات البيرة الأمريكية، وهي من بين الأكبر في العالم، وقد يوفر كذلك تربة خصبة لظهور المتطرفين. وبالرغم من أن القاعدة لم تؤسس بعد موطئ قدم لها في ميزوري بعد إلا أن زعمائها مانوا قد ألمحوا سابقاً إلى ممتلكات هناك.

بالرغم من أن ميزوري مشهورة في الخارج بتوتراتها الطائفية المستعرة وحملات قمع النظام فيها، إلا أن الزوار الأجانب يلقون فيها ترحيباً دافئاً وكرم ضيافة. ميزوري، حيث المساحات من أشجار القرانيا المتناثرة ومصانع البيرة، تقع في منطقة متوسطة من الولايات المتحدة يشير إليها الأمريكيون باعتبارها “وسط الغرب”، وهو أمر مثير للفضول، بالرغم من أنها أقرب لشرق البلاد.

ميزوري مشهورة بين الأمريكيين بكونها مسقط رأس الكاتب مارك توين ومصدر الـ”بادويزر” وهو مشروب كحولي أمريكي تقليدي. “البادويزر” نفسه تملكه شركة بلجيكية، في علامة على تغيير العولمة حتى للمناطق القصية من الولايات المتحدة. يقول المحللون أن بعض الطوائف الأمريكية عانت بينما تذهب العولمة بالوظائف إلى بلدان أكثر تقدماً وهو ما زاد من عدم الاستقرار.

يأكل السكان المحليون هنا وجبة محلية تعرف بالباربيكيو تصنع من ضلوع الخنازير، ويقتاتون من  مهن تقليدية كالزراعة وهندسة الفضاء. المركز التجاري الإقليمي هنا معروف محلياً بإسم سانت لويس، على اسم ملك فرنسي من القرن الثالث عشر وهو إرث من تاريخ ميزوري كركن قصي وعنيف من الإمبراطورية الفرنسية.

بعد أن اشتعلت شوارع فيرجسون يوم الإثنين، رداً على قرار “هيئة المحلفين الكبرى”، لازال في الأجواء شعور ملموس بالتوتر وعدم اليقين. رفض مسئول بالسفارة الصينية هنا التعليق لكنه حث كل الأطراف على ممارسة

ضبط النفس واحترام حكم القانون. وفي موسكو ذكرت تقارير أن الكريملين يجهز لتدخل عسكري محتمل إذا انتشر عدم الاستقرار السياسي العنف واقترب من تكساس المنتجة للنفط.

اقرأ: الغضب الأسود في ميزوري ، كيف قتلوا مايكل براون؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى