سياسة

ما بقي من القتال في الموصل.. مزرعة مخربة ورسالة حب

رحلة مراسل نيويورك تايمز إلى جبهة القتال غرب الموصل

العراق

روكميني كالماتشي- نيويورك تايمز

ترجمة- سلمى خطاب

في شمال العراق، قضيتُ الأيام أتنقل بين الخطوط الأمامية للقتال غرب الموصل، حيث تحارب قوات الحكومة العراقية قوات تنظيم داعش لإحكام سيطرتها على المدينة، وفي الطريق التقيت أنا وزملائي مزارعا فرّ للتو من مزرعته، بعدما قصفتها القوات العراقية.

المزارع الذي يدعى لهيب محمد، كان يعيش في مزرعة لمنتجات الألبان، قال بعيون دامعة «إن مقاتلي تنظيم داعش وضعوا منصة لإطلاق قذائف الهاون في إحدى حقوله، واستهدفت مزرعته خلال غارة جوية»، وشرح كيف قتلت الضربة الجوية المدمرة 50 بقرة من أصل 60 كان يملكها، وأشار إلى بقرة معه نجت من الضربة.

على طول الطريق، وجدنا مصنعًا للسكر سيطرت عليه قوات تنظيم داعش، لكنه الآن تحت سيطرة القوات العراقية.

Capture3

كان الجنود على الطريق يجلسون في حالة استرخاء، لكنهم سريعًا ما أصابتهم حالة من الفزع فور سماعهم صوت قذائف الهاون، وجاءت إليهم أوامر بأن يتفرقوا، وهنا غادرنا نحن.

Capture2

خلال الرحلة إلى الخط الأمامي للقتال، عثر زملائي، بين سي سولومون، ومحمد نشأت محمود، على رسالتين على الأرض أسقطتهما طائرات القوات العراقية على الأراضي التي احتلها تنظيم داعش.

هذه الرسالة من شخص يدعى عمر يعيش في شرق الموصل التي حررتها القوات العراقية في آخر يناير الماضي، أرسلها عائلته وباقي العراقيين المحاصربن في الغرب، كتب أن الذين في الجانب الشرقي آمنون الآن، ويشجعون من هم في الغرب على البقاء وانتظار القوات العراقية لتحرير أراضيهم أيضًا.

Capture1

وقالت الرسالة:

إلى أهلي وأحبابي في الجانب الشرقي، أنا أخيكم من الجانب الغربي، نحن هنا بخير وأقوم بالدعاء من ربي أن يُفرج عنكم وتحررون في أسرع وقت ممكن ولكن اصبروا، وسوف تخلصون من هؤلاء الكلاب الدواعش وسوف نسحق رؤوسهم، وأقول لكم نصيحة لا تخرجوا من بيوتكم والزموا مسكنكم وسوف تصلكم القوات الأمنية، وتعاونوا معها، وبلغوا عن الدواعش الكلاب.

أنا أخيكم عمر من الأيسر

كلنا العراق

أحبكم

Capture5

– كُتبت الرسالة في سياق حملة اقترحها مركز الحرب والسلام وهو مؤسسة دولية مستقلةـ قاد حملة لإيصال الرسائل من المدنيين في المناطق المحررة، إلى من هم محاصرون في المناطق التي ما زال التنظيم يسيطر عليها، كجزء من الجهود لإقناع السكان أن سكان العراق لم ينسوهم، وتم إلقاء هذه الرسائل من طائرات القوات العراقية على المناطق المحتلة من داعش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى