سياسة

تنديد فلسطيني وأممي بقرار أمريكا وقف تمويلها لـ”أونروا”

أمريكا توقف تمويل “الأونروا”

أوقفت الولايات المتحدة يوم الجمعة، كل التمويل الذي كانت تقدمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) في قرار يؤجج التوتر بين القيادة الفلسطينية وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) اليوم السبت، إن قرار الولايات المتحدة يوم الجمعة وقف التمويل مخيب للآمال ومثير للدهشة ورفضت الإصرار الأمريكي على أن برامجها “معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه”.

وقال كريس جانيس المتحدث باسم الأونروا في سلسلة تغريدات عبر “تويتر”: “نرفض بأشد العبارات الممكنة انتقاد مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة في حالات الطوارئ بأنها معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه”.

وأعرب أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن بالغ القلق والاستنكار إزاء ما أعلنه البيت الأبيض، أمس، من توقف الولايات المتحدة عن تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.

ويرى أبوالغيط أن القرار يفتقر للمسؤولية والحس الإنساني والأخلاقي، محملا واشنطن المسؤولية عما سيلحقه هذا القرار من أضرار كبيرة بنحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني يعتمدون في معيشتهم اليومية على ما تقدمه الوكالة من خدمات، خاصة في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل.

كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه لقرار واشنطن وقف تمويل “الأونروا” ودعا المجتمع الدولي لتقديم الدعم للوكالة الأممية.

وجاءت دعوة غوتيريش في بيان نشره عبر موقع الأمم المتحدة الجمعة ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، الذي قال: “الأمين العام يدعو دولا أخرى للمساهمة في تعويض النقص المالي، لتتمكن “الأونروا” من مواصلة تقديم مساعداتها الحيوية”.

وندّد متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار ووصفه بأنه “اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحدّ لقرارات الأمم المتحدة”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت في بيان له إن نموذج عمل الأونروا وممارساتها المالية “عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه”.

وأضافت “راجعت الإدارة المسألة بحرص وخلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا”.

وقالت إن “توسع مجتمع المستفيدين أضعافا مضاعفة وإلى ما لا نهاية لم يعد أمرا قابلا للاستمرار…”.

يأتي ذلك بعد أسبوع من إعلان الإدارة أنها ستخفض 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي الفلسطيني لبرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وتقول الأونروا، التي تأسست قبل 68 عاما، إنها تقدم خدمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، معظمهم أحفاد من هربوا من فلسطين خلال حرب عام 1948 التي أدت لقيام دولة إسرائيل.

ويقول ترامب ومساعدوه إنهم يريدون تحسين وضع الفلسطينيين وكذلك بدء المفاوضات بشأن اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

لكن في ظل إدارة ترامب، اتخذت واشنطن عددا من الإجراءات التي أبعدت الفلسطينيين بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في تغيير لسياسة أمريكية استمرت عقودا مما دفع القيادة الفلسطينية إلى مقاطعة جهود واشنطن للسلام بقيادة جاريد كوشنر مستشار ترامب وزوج ابنته.

ودفعت الإدارة الأمريكية 60 مليون دولار للأونروا في يناير لكنها حجبت 65 مليونا أخرى بانتظار مراجعة للتمويل من أصل تعهد قيمته 365 مليونا للعام.

وتواجه الوكالة أزمة سيولة منذ أن قلصت الولايات المتحدة، التي كانت أكبر مانحيها، تمويلها في وقت سابق هذا العام قائلة إن الوكالة تحتاج إلى إصلاحات لم تحددها. ودعت واشنطن الفلسطينيين إلى إحياء محادثات السلام مع إسرائيل.

وانهارت آخر محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في عام 2014 ويرجع ذلك جزئيا إلى معارضة إسرائيل لمحاولة اتفاق للمصالحة بين حركتي فتح وحماس علاوة على البناء الاستيطاني الإسرائيلي على الأراضي المحتلة التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم.

في المقابل، تعهدت الحكومة الألمانية بزيادة تمويلها بشكل كبير لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وذلك بالتزامن مع نشر تقارير تتحدث عن اعتزام إدارة الرئيس دونالد ترامب إلغاء كل التمويل الأميركي لـ(أونروا).

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن أزمة تمويل وكالة (أونروا) “تثير الشكوك”، وأضاف أن إخفاق (أونروا) قد يتسبب في “سلسلة من ردود الفعل لا يمكن التحكم بها”.

وطالب الوزير الاتحاد الأوروبي بزيادة مساهماته للوكالة، لأن المساهمات الألمانية وحدها لن تكفي، حتى بعد زيادتها لسد العجز الحالي في الوكالة، والذي تقدّر قيمته بـ217 مليون دولار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى