أخبار

مَن هو هشام عشماوي؟ ولماذا فرح المصريون باعتقاله واعتبروه “صيدًا ثمينًا”؟

لهذا السبب وُضعت له سماعة رأس وعصبة عين

تسلّمت مصر، مساء أمس الثلاثاء، الإرهابي هشام عشماوي من السلطات الليبية، على هامش الزيارة التي قام بها رئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل خلال زيارته إلى ليبيا، التقى خلالها المشير خليفة حفتر.

كان الجيش الوطني الليبي ألقى القبض على الإرهابي المصري، في مدينة درنة شرقي ليبيا، في أكتوبر العام الماضي، في عملية أمنية.

يطرح المتابعون سؤالين بارزين: ما الذي جعل عشماوي المطلوب رقم 1؟ وما الذي ستسفيده مصر منه؟

عشماوي كان مطلوبا بقوة في مصر لضلوعه في أعمال إرهابية، نفذتها جماعة “أنصار بيت المقدس” التي ينتمي إليها، كانت أبرزها محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق في سبتمبر 2013.

نتيجة بحث الصور عن هشام عشماوي

مَن هو هشام عشماوي؟

وُلد هشام عام 1978 في مدينة نصر في القاهرة، وتخرج في الكلية الحربية عام 2000، كان يعرف بتشدده الديني ونشر عبارات تحريضية ضد الجيش المصري.

فُصل من الخدمة العسكرية عام 2009، ثم بدأ في تكوين خلية تابعة لأنصار بيت المقدس الإرهابية عام 2012. وبعدها بسنة، سافر إلى تركيا ومنها إلى سوريا.

اقرأ أيضا: أول تسجيل صوتي للإرهابي ضابط الصاعقة المفصول “هشام عشماوي”

في عام 2013، اتهم عشماوي بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، كما اتهم بالتخطيط لتنفيذ مذبحة كمين الفرافرة في 2014.

ويواجه أيضا اتهامات أخرى من بينها اغتيال النائب العام السابق هشام بركات، والإعداد لاستهداف الكتيبة “101 حرس حدود” واستهداف مديرية أمن الدقهلية والهجوم على حافلات الأقباط في المنيا.

كانت آخر عملية إرهابية لعشماوي، قبل هروبه إلى ليبيا، الهجوم على دورية أمنية في أكتوبر 2017.

نتيجة بحث الصور عن هشام عشماوي

ماذا ستستفيد مصر من عشماوي؟

وصف محللون القبض على عشماوي حيا بالإنجاز الكبير للأمن المصري بالنظر إلى “الأهمية البالغة” للضابط المتمرس السابق، الذي يعتبر “كنز معلومات”، مما جعله المطلوب الأول لدى قوات الأمن المصرية.

وتكمن أهمية عشماوي في الأسرار الكثيرة والمعلومات الوفيرة التي يخزّنها بشأن التنظيمات الإرهابية والتهديدات القائمة، إلى جانب إلمامه بما يدور عبر الحدود مع ليبيا، حيث تهرب مجموعات مجهولة الأسلحة إلى داخل الصحراء الغربية.

ويتوقّع بأن تسفر التحقيقات التي ستجرى مع عشماوي عن مجموعة من الإفادات، بشأن الهجمات الإرهابية التي حصلت في وقت سابق، إضافة إلى معلومات بخصوص المخاطر الذي تحدق بالبلاد، كونه كان إلى وقت قريب على صلة بالمقاتلين والجماعات الإرهابية، وبالتالي فإنه على دراية بمخططاتهم.

لماذا وضع رجال المخابرات “سماعة” على رأس الإرهابي عشماوي؟

ووضع رجال المخابرات على وجه الإرهابي عشماوي، “غشاوة” على عينيه، حيث ظهر معصوب العينين، كما تم وضع سماعة على أذنيه وظهرت يداه مقيدتين داخل الطائرة الحربية التي نقلته من ليبيا إلى القاهرة.

وقال مصدر أمني إن وضع السماعة إجراء متبع لدى القوات الخاصة في عمليات القبض على العناصر الخطرة والمجرمين الدوليين لحظة القبض عليهم، لمنع إطلاعهم على ما يدور بين قوات الأمن من حديث، كي يفقدوا الثقة بأنفسهم وتتم الهيمنة عليهم بشتى الطرق.

وأضاف المصدر أن هذا الإجراء يأتي كذلك لفرض حالة نفسية على الإرهابيين، بحيث لا يسمعون ولا يرون محيطهم، ويتم عزلهم نهائيا عن العالم الخارجي.

وتابع المصدر أنه في حالة الإرهابي هشام عشماوي تم وضع السماعة لعزله عما يدور داخل المطار والسيطرة التامة عليه نفسيا، ولإحداث حالة من التشويش له، ما يفقده الثقة في النفس وإفقاده الشعور بجميع حواسه الجسدية.

وأشار المصدر إلى أنه في كثير من العمليات تقوم قوات الأمن بتقييد المتهم بوضع سماعات على أذنه للحيلولة دون سماعهم ما يتم تداوله بين القوات من معلومات في مكان الضبط، ولعدم معرفتهم بما يدور من معلومات لعدم تسريبها في حال سنحت لهم الظروف بذلك.

نتيجة بحث الصور عن هشام عشماوي

خبراء يجيبون.. لماذا تعد عملية الإيقاع بهشام عشماوي “صيدا ثمينا”؟

وقال العميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، إن تسلم السلطات المصرية، الإرهابي هشام عشماوي، أمر تتجاوز أهميته القاهرة ويمتد إلى النشاط الإرهابي لجميع التنظيمات الإرهابية على مستوى العالم، مضيفًا: “هذه العملية ضربة قاسمة للتشكيلات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، وفروعها الممتدة في شمال أفريقيا، والمغرب العربي”.

وأضاف عكاشة: “هشام عشماوي إحدى الأوراق الأكثر فاعلية، حيث تنقل بين تنظيمات إرهابية عديدة، فبدأ مع تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء وأصبح قائدا عسكريا له، ثم انتقل إلى ليبيا وهناك بدأ مع تنظيم القاعدة، فكان يدرب العناصر الإرهابية، ثم انتقل إلى تنظيم المرابطين وتواصل مع قيادات فروع تنظيم القاعدة في تونس والجزائر”.

وتابع: “عشماوي نفّذ بعضا من عملياته الإرهابية على الأراضي الليبية والأراضي المصرية، وكان له دور في الإرهاب بسوريا، ونحن الآن أمام ضربة ستؤثر على التنظيمات الإرهابية في المنطقة ككل”.

ووصف عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب عملية التسليم بأنها “صيد ثمين”.

وأكد عكاشة أن تسليم عشماوي بمثابة الحصول على كنز معلوماتي كبير، قائلًا: “هناك كثير من العناصر المصرية تشارك مع عناصر غير مصرية في تنفيذ العمليات الإرهابية، وهو يعلم الكثير عن هذه المشاركات، كما أنه كان يحاول تسهيل دخول مجموعات من داخل ليبيا مؤهلة وعلى قدر كبير من التسليح والتدريبات إلى مصر لكنها لم تنجح في تحقيق أهدافها”.

وأوضح عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب أن المخابرات العامة المصرية كانت تُدرك أنها أمام نشاط إرهابي عالمي وليس محليا، لافتًا إلى أن المخابرات العامة لديها دراية بضرورة مكافحة الإرهاب خارج مصر، فالعمليات التي كان يذيع المتحدث العسكري مقاطع منها، كانت أحد تجليات الجهود الاستخباراتية لحماية أمن مصر من التدفقات الإرهابية الخارجية.

وأكد أن المخابرات العامة تبذل جهودًا كبيرة وتتعاون مع بعض الأجهزة الاستخباراتية العربية والأجنبية بهدف حماية المنطقة برمتها من العمليات الإرهابية، حيث توجد جهود كبيرة جدا لكي نسيطر على النشاط الإرهابي الدولي.

صورة ذات صلة

من جانبه، أكد اللواء ناجي شهود، المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن عملية تسليم ليبيا للإرهابي هشام عشماوي تشير إلى أن لكل إرهابي نهاية.

وأضاف شهود، في تصريحات خاصة: “محاولات الإرهابيين محتومة وستؤول إلى السقوط، فكل إرهابي سيقع، وسيُحاكم في بلده أو في بلد أخرى، وتسليم عشماوي يؤكد أن مصر عصية على التقسيم والتفكيك”.

ولفت شهود إلى أن التعاون الأمني والاستراتيجي مع ليبيا غربًا وشرقًا وجنوبًا أمر في غاية الأهمية لمحاصرة الإرهابيين وحماية الأراضي المصرية، لمنع وصول الإرهابيين والأسلحة من الجانب الليبي.

وقال المستشار في أكاديمية ناصر إن الإرهابيين ليسوا في وعاء واحد، وكل منهم مبرمج بطريقة مختلفة، موضحا أن الإرهابي هشام عشماوي أصبح “كارت محروق” بالنسبة لمن يعمل معهم، ويبدأون الآن في تجهيز بدائل له، والترتيب لمن يأتي بعده.

النائب يحيى الكدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي، قال إن خطوة القبض على الإرهابي هشام عشماوي وتسليمه دليل على أن مصر دولة قوية بقواتها ولا تنسى رجالها، مضيفاً: “القبض عليه هو بمثابة رسالة لكل الإرهابيين بأن تجاربهم فاشلة وعليهم التوقف لأن الاستمرار فيها بمثابة انتحار”.

“عشماوي” كان ضابطًا في الصاعقة، وفُصل من الجيش المصري قبل نحو 8 سنوات، ويُكنّى لدى الإرهابيين بـ”أبي عمر المهاجر”، وهو أحد قيادات تنظيم جند الإسلام المرتبط بالقاعدة، وأسس قبل ذلك تنظيم “المرابطون” في شمال سيناء.

وأشاد “الكدواني”، بضبط هذا العنصر الخطير، حيث وصفه بـ”الخائن لبلده ووطنه”، الذي ارتكب جرائم شنعاء تشيب لها الإنسانية.

أشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بتسليم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الضابطَ السابق بالجيش المصري هشام عشماوي والمتهم بالإرهاب.

أول تعليق من الرئيس بعد تسلّم عشماوي

وقال السيسي في أول تعليق له على تسلّم مصر عشماوي: “أؤكد أن الحرب ضد الإرهاب لم تنتهِ، ولن تنتهي قبل أن نسترجع حق كل شهيد مات فداءً لأجل الوطن”.

وعبّر السيسي عن دعمه للقوات الخاصة المصرية التي استكملت عملية تسلّم عشماوي وجلبته من الأراضي الليبية، ووصفها بـ”الصقور التي تنقض على كل من تسوّل له نفسه إرهاب المصريين”. وختم قائلاً: “عاشت مصر برجالها.. صقور مصر.. تحيا مصر”.

السيسي طالب بإحضار عشماوي حيًّا

كان الرئيس المصري نفسه طالب بإلقاء القبض على عشماوي، خلال حديثه لضباط من الجيش المصري في أكتوبر 2018، وقارن حينها بينه وبين الضابط الراحل أحمد المنسي.

وقال آنذاك: “على الرغم من أنهما بدآ حياتهما ضابطين في الجيش فإن أحدهما تشوّش أو ربما خان، والثاني استمر على العهد والفهم”، وأضاف: “هذا الفرق جعلنا نصفق للشهيد أحمد المنسي، ونطلب هشام عشماوي لمحاسبته، ده قدم حياته وبنصقف له ونبص له ونملي عنينا منه، والتاني عايزينه علشان نحاسبه”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى