مجتمع

أسرة «فتاة العباسية» تتبرأ منها على الهواء.. والمؤسسة الإنسانية تعتذر 

ظهور «فتاة العباسية» على التلفزيون يثير جدلًا واسعًا.. ومؤسستها تعتذر 

كتبت: فاطمة لطفي

تفاعلت أزمة «سلوى عرابي» المعروفة إعلاميًا بـ«فتاة العباسية» التي انتشرت صور لها على مواقع التواصل الاجتماعي منذ ما يزيد عن أسبوع- خلال إجازة عيد الفطر- وهي تجلس أسفل جسر «كوبري» العباسية في حالة صدمة عصبية ونفسية. وبعد إعلان مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، المعنية بإيواء المشرّدين، توليها لعلاجها ظهرت الفتاة الشابة البالغة 22 عامًا، أمس خلال حلقة من برنامج “90 دقيقة” مع المذيع التليفزوني «معتز الدمرداش» برفقة رئيس المؤسسة وأخيها مما أثار جدلًا واسعًا حول ظهورها إعلاميًا وهي لا تزال تتعافى وتتلقى العلاج فضلًا عن التعرّض لحياتها الخاصة وحالتها الصحية والنفسية على الهواء.

وقدمت مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان» اعتذارها عما تداولته الحلقة وقالت في بيان لها عقب نهاية الحلقة « تعتذر مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان لكل اعضاءها الكرام عما تم تداوله في حلقة 90 دقيقة بقناة المحور لمعتز الدمرداش اثناء البث المباشر لحلقة سلوى الشهيرة بفتاة العباسية .. نظرا لتداول البرنامج لحياة سلوى الخاصة والعائلية دون مراعاة لمرضها النفسي والضغوط وعلى الرغم من تأكيد المؤسسة بعدم المساس بأي تفاصيل تخص حياتها الخاصة».

وأضاف البيان الذي نشر على الصفحة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن «من اللحظة الأولى لتعاملنا مع سلوى .تم منع كافة وسائل الإعلام من تداول اي معلومات تخص حياتها الشخصية .. وسبب ظهور سلوى بالبرنامج مع معتز الدمرداش هو طمأنة الناس على سلوى ولم يكن لدينا علم بتغير محتوى النقاش اثناء البث المباشر للبرنامج والتطرق لتلك التفاصيل الخاصة».

وكان محمود وحيد، رئيس المؤسسة، قد أعلن في وقت مبكر من أمس الثلاثاء أن سلوى ستحل ضيفة على برنامج 90 دقيقة حتى «نقضي على الشائعات والأكاذيب» التي انتشرت بشأنها مؤكدًا أن ذلك سيتم بحضور وموافقة أهلها وموافقتها ومضيفًا أنها تود الحضور لتحكي ما حدث معها و«تطمئن الناس».

لكن الحلقة بدلًا من أن تطمئن الناس أو تنفي الشائعات كما أرادت المؤسسة تعرضت إلى تفاصيل شخصية وعائلية تخص الفتاة التي بدا أنها لا تزال تحت تأثير الصدمة. واستندت الانتقادات الموجهة للحلقة على عدم «مهنية» أو «أخلاقية» ظهور الفتاة إعلاميًا وهي لاتزال تتلقى العلاج وأن حديثها بدا متلعثمًا وغير متزنًا. كما انتقدوا استمرار الحلقة حتى نهايتها رغم وضوح حالة الفتاة وطلبها إنهاء الحلقة واستمرار البرنامج في تلقي مداخلات هاتفية من عائلتها والمشاهدين. كما طالت الانتقادات المؤسسة التي تتولى رعايتها لسماحها بظهورها والتعرّض لتفاصيل حياتها الشخصية وحالتها الصحية والنفسية ومناقشتها على المشاع.

وخلال الحلقة روت «سلوى» أنها غادرت منزل العائلة عندما كانت في سن الثانية عشرة، في المحلة الكبرى بمحافظة الغربية «سيبت المحلة بسبب مشاكل مع أهلي. مش عارفة أنا مشيت ليه وإزاي لكن رجلي خدتني».

وتحدثت «سلوى» بصوت ضعيف وكلمات غير مترابطة، عن المشاكل التي تعرضت لها منذ بدايات العام الجاري التي أدت إلى تعرضها لصدمة نفسية، وهي مرورها بتجربة زواج صادمة هي التي جعلتها تجوب الشوارع.

وأوضحت أنها قضت يوما واحدا فقط أسفل كوبري العباسية، وليس عدة أيام كما تداولت بعض المواقع الإخبارية،  بعد تعرضها لضربة شمس. تقول: « اليوم الذي قضيته في الشارع خلاني أحس بوجع في قلبي. مشيت يوم ونصف، الناس ساعدوني بفلوس وأكل. لكن عَدت. حصل خير».

وقالت والدتها خلال مداخلة هاتفية أنها ترفض الحديث إلى ابنتها « أنا مش أمها. تبرأت منها نهائيًا ليوم الدين. أنا مش عايزة أسمعها. شربت الذل منها. لو بنتك وتعمل فيك اللي عملته فيا يرضيك؟ وفي الآخر تخوني وتعمل فيا كده».  ووصفت انتشار صور ابنتها أسفل كوبري العباسية بالفضيحة. «خلاص هي ماتت بالنسبة لي».

قاطعت سلوى والدتها وقالت أنهم قاموا بتزويجها وهو ما نفته الأم. وتابع المداخلة أخيها « أنا صعبان عليا اللي إحنا شايفينه على الهواء. سلوى سابت البيت من 10 سنين وبتقول دلوقتي إننا زوجناها، وأكبر فترة قعدت معانا فيها كانت عشرين يوم هنجوزها إزاي في عشرين يوم؟ في بنت محترمة تقول أنا قعدت مع شاب في شقة زي الأجانب، إحنا عندنا تقاليد».

عقب المداخلة الهاتفية طلبت «سلوى» إنهاء الحلقة لكنها استمرت لنهايتها.

ووجه عدد من المشاهدين انتقادات لـ«سلوى» بدءًا من قرارتها الشخصية بشأن مغادرتها منزل العائلة في سن صغيرة، منذ عشرة أعوام، إلى طريقة حياتها وصولًا إلى ملابسها. فيما تعاطف عدد آخر معها وحث عائلتها على رعاية ابنتهم حتى تعافيها.

سلوى هددت بترك الحلقة على الهواء

وكانت المؤسسة قد أعلنت خلال الأسابيع الماضية تلقيها بلاغًا بحالة سلوى وأنها تحركت خلال دقائق بفريق مكون من أطباء وممرضات ومتطوعين إلى قسم الوايلي. وأضافت المؤسسة أن النيابة قررت تسليمها لهم بعد تحريات المباحث ورفض الفتاة الذهاب إلى أهلها.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت منذ ما يزيد عن أسبوع  صورّا للفتاة الشابة أسفل جسر «كوبري» العباسية وهي في حالة انهيار عصبي وتتجول في الشوارع، والتقط عدد ممن شاهدوها صور لها وأرفق بعضهم صورة لهويتها ونشروها في محاولة للاستدلال على ذويها أوالوصول إلى مؤسسة  تتولى علاجها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى