أخبارإعلامسياسة

نيويورك تايمز: مكالمات منسوبة لضابط مخابرات مصري يقنع المشاهير بقبول قرار القدس

نيويورك تايمز: الضابط اتصل بأربعة من المشاهير

نيويورك تايمز- ديفيد كيرك باتريك

ترجمة وإعداد: أيهم حلمي

قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها اليوم السبت، إن 4 مكالمات هاتفية نسبتها الصحيفة إلى ضابط مخابرات مصري مع 4 من المشاهير ومقدمي البرامج في مصر ، قد كشفت أن مصر قبلت بالقرار الأمريكي بشأن القدس واعتبار المدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل.

وذكرت الصحيفة إنه بعد قرار الرئيس الأمريكي مباشرة واعتراض مصر في العلن على القرار مثل بقية الدول العربية، اتصل ضابط مخابرات مصري، زعمت الصحيفة إن اسمه  أشرف الخولي، بكل من الإعلامي مفيد فوزي ومقدم البرامج على قناة العاصمة عزمي مجاهد، والفنانة يسرا، وعضو البرلمان ومقدم البرامج على قناة العاصمة أيضًا سعيد حساسين.

ونشرت الصحيفة الأمريكية تفاصيل المكالمات التي حصلت عليها، وزعمت أن الخولي قال في مكالمة: “مثل كل الإخوة العرب، مصر يجب أن تندد بالقرار في العلن”. لكنه تابع قائلًا إنه ليس في مصلحة مصر الدخول في نزاع مع إسرائيل.

وبحسب نيويورك تايمز، أضاف  “الخولي” لمقدمي البرامج في المكالمة إنه بدلا من انتقاد القرار في العلن، عليهم إقناع المشاهدين بتقبله. وأشار إلى أنه على الفلسطينيين الرضا بمدينة رام الله في الضفة الغربية والتي تدير منها الحكومة أعمالها.

وفي أربع مكالمات مسجلة من هاتفه قال الخولي: “ما الفرق بين القدس ورام الله، حقًا؟” وأكد عزمي مجاهد المكالمة التي اتفق فيها مع الخولي.

وتابعت الصحيفة أنه لعقود، انتقدت الدول العربية القوية مثل مصر والسعودية تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين، في حين أنهم في السر قبلوا باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

ومع وجود عدو مشترك لهذه الدول وإسرائيل، ويتمثل في إيران وجماعة الإخوان المسلمين وانتفاضات الربيع العربي، أدى إلى تقارب مع الدولة التي كانت عدوًا، ما أظهر التناقض الواضح في مواقفهم في العلن والسر.

وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام التابعة للدولة نقلت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اعترض على القرار أمام الرئيس الأمريكي بشكل شخصي. كما رفض القادة الدينيين المقربين من الحكومة، بحسب وصف نيويورك تايمز، لقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، وقدمت مصر مشروع قانون أمام مجلس الأمن يدين القرار الأمريكي.

كما أدان الملك سلمان أيضًا القرار الأمريكي، وهو ملك السعودية البلد الأكثر نفوذا في المنطقة بحسب الصحيفة.

لكن في نفس الوقت، كانت المملكة بالفعل أظهرت رضوخًا أو ربما موافقة ضمنية على مزاعم إسرائيل بشأن القدس. فقبل أيام من إعلان الرئيس الأمريكي قراره، تحدث ولي العهد محمد بن سلمان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطالبه بقبول دولة بدون القدس الشرقية عاصمة لها، بحسب ما ذكره مسئولون فلسطينيون وعرب لنيويورك تايمز.

ونفت السعودية بشكل رسمي هذه الأنباء.

وتابعت الصحيفة الأمريكية تقريرها بأن كل من اتصل بهم ضابط المخابرات قبلوا بما طلبه منهم، بجانب أن أغلب الأصوات في وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة عبر العالم العربي كانوا صامتين بشكل لافت، حول هذا الموقف من القدس.

كانت ردة فعل مثل هذه لا يمكن تخيلها فبل عقد سابق، وخصوصا في الفترة بين 1948 و1973، حينما تحالف العرب لخوض 3 حروب ضد إسرائيل.

ووصف شلبي تلحمي، المحاضر في شئون الشرق الأوسط في جامعة ميريلاند ومعهد بروكنجز، قبول القرار بأنه نقطة تحول.

وقال للصحيفة الأمريكية: “لا أعتقد أن ذلك كان من الممكن أن يحدث قبل عشر سنوات، لأن قادة العرب أعلنوها صراحة أنهم لن يقبلوا بذلك”. وتابع أنه مع انهماكهم حاليا في المخاوف بشأن استقرارهم الداخلي، أظهر القادة العرب –برغم عدم رضاهم عن القرار- أنهم “سيجدون طريقة للتكيف مع الأمر. ومع البيت الأبي     الذي يجهز لكسر التابوات التي ميزت السياسة الخارجية الأمريكية”.

ورفض مسئولان بالخارجية المصرية الرد على مطالب نيويورك تايمز للتعليق، كما لم تستطع الصحيفة الوصول إلى ضابط المخابرات أشرف الخولي.

وقالت الصحيفة إنها حصلت على المكالمات من وسيط داعم للقضية الفلسطينية ومعارض للرئيس السيسي. وأشارت نيويورك تايمز إلى أن أصل التسجيلات لم تصل إليها.

وقال عزمي مجاهد للصحيفة إنه اتفاقه مع رأي الخولي نابع من تقدير شخصي بالحاجة إلى تجنب اندلاع جديد لأعمال عنف، وليس بسبب أوامر المخابرات.

وتابع مجاهد: “أنا صديق لأشرف ونتحدث دائمًا. انتفاضة أخرى ستكون أمر سيئ. اذهب وقاتل لو كنت قويًا. الأشخاص سئموا من الشعارات. لا أهتم إلا بمصالح بلدي”.

وذكرت الصحيفة أن إحدى المكالمات الهاتفية المسجلة لأشرف الخولي كانت مع مفيد فوزي والذي رفض سريعا الدخول في حديث بهذه الشأن. وبحسب نيويورك تايمز فقد أغلق الهاتف سريعًا.

كما كان هناك مكالمة مع سعيد حساسين عضو البرلمان ومقدم البرامج على إحدى القنوات الفضائية، والذي رفض الاستمرار في الرد على الرسائل القصيرة ورفض الحوار بعدما تحدث صحفي نيويورك تايمز مع عزمي مجاهد ومفيد فوزي.

المكالمة الرابعة كانت مع الفنانة يسرا، والتي قالت الصحيفة إنها لم تستطع الوصول إليها للحصول على تعليق.

ولفتت الصحيفة إلى أن أصوات المتحدثين في الإعلام تبدو مطابقة لأصواتهم في المكالمات التي جمعتهم بالخولي.

وقال الخولي في مكالمة مع سعيد حساسين: “أتصل فقط لأخبركم بالموقف العام، لذا لو خرجت على شاشات التليفزيون أو في حوار. أخبركم بموقف أجهزة الأمن القومي المصري والتي تقف مع الفائدة التي ستأتي من مسألة إعلان القدس عاصمة لإسرائيل”.

ورد حساسين بالقول: “أعطني الأوامر سيدي. أنا في خدمتك”، وذلك بحسب التسجيلات التي كشفت تفاصيلها نيويورك تايمز.

وتابع الخولي في المكالمة: “نحن مثل بقية الإخوة العرب، سندين الأمر”. لكنه أضاف: “بعد ذلك، سيصبح ذلك واقعًا. لا يمكن للفلسطينيين المقاومة ونحن لن نحارب. لدينا ما يكفينا كما تعلم”.

واستكمل حديثه قائلًا: “من الخطير بالنسبة لنا حدوث انتفاضة أخرى. الانتفاضة لن تخدم مصالح الأمن القومي المصري لأنها ستحيي الإسلاميين وحركة حماس. ستولد حماس من جديد.”

وجاء أيضًا في الصحيفة على لسان الخولي: “بالنهاية، لن تختلف القدس كثيرًا عن رام الله. الأمر يتعلق بإنهاء معاناة الفلسطينيين. التنازلات حتمية ولو هناك تنازل عن القدس، ستكون رام الله هي عاصمة فلسطين، وذلك لإنهاء الحرب وقتل مزيد من الأشخاص، علينا التوجه نحوه”.

وذكرت الصحيفة أن كل أطراف مكالمات الخولي تعهدوا بإيصال رسالته، وبعضهم تحدث عن اقتراحاته في البرامج. وقال عزمي مجاهد لمتابعيه حول أزمة القدس: “انتهت بالفعل. صارت قديمة”.

وفي حديثه مع مجاهد، اتهم قطر وأميرها تميم بن حمد بالتعاون مع إسرائيل. وقال: “ستقول أيضًأ أن تميم وقطر لديهم علاقات سرية مع إسرائيل. تعرف كل ذلك”.

ورد مجاهد بالقول: “علاقات واضحة”. وأضاف أنه سيتحدث عن ذلك في حلقته القادمة “إن شاء الله”.

.

نفي:

على ناحية أخرى، نقل موقع كايرو 24 عن ما قال إنه “مصدر أمني مسؤول” أن أن أشرف الخولى، الذى أدعى أنه ضابط بأحد الأجهزة الأمنية المصرية لتوجيه عدد من الإعلاميين نصاب، مؤكداً أن الخولى انتحل صفة ضابط بأحد الأجهزة الأمنية، وقام بالاتصال بعدد كبير من الإعلاميين، وأنه لا يوجد ضابط يحمل هذا الاسم، ولكنه يستغل ذلك للحصول على عدد من المزايا، والارتباط بعلاقات شخصية مع الإعلاميين.

بينما قال موقع مصراوي إن الصحيفة الأمريكية وقعت ضحية “عملية نصب”، وكشف مصدر معلومات لمصراوي أنه لا يوجد شخص بالجهة الأمنية أو أي جهة سيادية في مصر، يحمل اسم أشرف الخولي، مضيفًا أن هذا الشخص خدع من اتصل بهم وأيضًا الصحيفة الأمريكية، التي وقعت ضحية لشخص “نصاب” ينتحل صفة ضابط مصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى