منوعات

المثليات أكثر عرضة لزيادة الوزن.. فما السر؟

في هذه الحالة تشكل المعايير الاجتماعية في ثقافة المثليات بشأن الوزن تحديًا

nbc news

ترجمة وإعداد: ماري مراد

كشفت دراسة جديدة نُشرت في the Journal of Public Health”” أن النساء المثليات جنسيًا وثنائيات الجنس في المملكة المتحدة أكثر عرضة بنسبة 14% للوزن الزائد والسمنة مقارنة بنظرائهن صاحبات الميول الجنسية الطبيعية.

الباحثون جمعوا بيانات من 12 دراسة استقصائية للصحة الوطنية في المملكة المتحدة تضم أكثر من 93 ألف مشاركة، للبحث في العلاقة بين التوجه الجنسي ومؤشر كتلة الجسمBMI” “. وتعود البيانات إلى عام 2008، حينما بدأت بريطانيا تتبع التوجه الجنسي في استطلاعات الصحة.

وتأمل جوانا سملين، محاضر أقدم في علم نفس بكلية نورويتش الطبية بإنجلترا ومؤلفة الدراسة الرئيسية، أن ترفع الدراسة الوعي بالتباينات الصحية، بدلًا من التشنيع بالمثليات جنسيًا وثنائيات الجنس. وقالت لـ”NBC”: “يجب على العاملين في الرعاية الصحية أن يضعوا في اعتبارهم الاحتياجات الخاصة للأقليات الجنسية وأن يجعلوا الرعاية اللازمة متاحة بشكل أكبر”.

تقرير سملين هو الأول من نوعه في المملكة المتحدة، لكن نتائجه مشابهة لتلك التي توصلت إليها دراسات أمريكية سابقة. ومثل ما سبقه، فإن هذا التقرير لا يبحث في السبب الذي يجعل النساء من الأقلية الجنسية أكثر عرضة لخطر زيادة الوزن وما قد تكون عليه احتياجاتهن الصحية الفريدة.

وفي حديثها عن دراسة المملكة المتحدة، قالت جين ماكلروي، أستاذ مشارك بكلية الطب في جامعة ميسوري: “هذه النتائج ليست مفاجئة. ما نحتاج إليه هو البحث في لماذا. وهذا غير متوافر لدينا”.

وقالت ماكلروي- التي بحثت عن الوزن في مجتمع “إل جي بي تي” (الذي يشير إلى المثلي الجنس، ومثلية الجنس، ومزدوج التوجه الجنسي والمتحول الجنسي)- إنه بناء على أبحاثها المحدودة و الخبرة السردية غير المؤكدة، فإن أحد الأسباب الرئيسية لتفاوت الوزن هو أن النساء المثليات الجنسية وثنائيات الجنس عادة ما ينظرن إلى النحافة على أنها مطابقة لمُثل الجمال السائدة التي “وضعها الرجال من أجل الرجال”. واقترحت أن الممارسين الصحيين يُفكرون في الكبرياء الذي ربما يكون لدى المرضيات الرافضات لهذه المُثل.

 وتابعت ماكلروي: “يجب أن يسأل الأطباء: كيف تشعرين تجاه وزنك؟ وألا يفترضون أن المريضة تريد خسارة الوزن، أو أنها معتلة ببساطة لأن مؤشر كتلة جسمها يقول إنها تعاني من زيادة في الوزن”.

بالنسبة لـ”أليس داليساندرو”، مثلية جنسية تبلغ 31 عامًا، فقد استغرق الأمر سنوات لتتقبل فكرة وزنها الزائد. ودائمًا ما تكتب داليساندرو عن صورة الجسد والموضة على مدونتها  “Ready to Stare”، إضافة إلى حسابها عبر إنستجرام، الذي يتابعه ما يصل إلى 100 ألف شخص.

وزن داليساندرو أصبح زائدًا منذ أن كانت طفلة وناضلت لاتباع العديد من الأنظمة الغذائية. لكن عندما اتضح أنها “مثلية” في سن 29 عامًا، ساعدها هذا على تقبل وزنها.

وقالت داليساندرو: “في المجتمع، بالنسبة للبعض، لا يزال من غير المقبول أن توصف بمثلي الجنس، وكذلك الأمر بالنسبة للوزن الزائد. لكنني مثلية الجنس، وأحب جسمي. المجتمع لا يوافق على هذا، لكنني أدركت أنه لست مضطرة للموافقة على ما يريده مني المجتمع”.

 وقالت حينما كانت تواعد رجالًا، كانوا عادة ما يكونوا مهوسين بجسمها. لكن حينما بدأت مواعدة نساء ورجال متحولين جنسيًا (حاليًا هي مرتبطة بـ”جيوفوني سانتياغو” المتحول جنسيًا)، شعرت بتقديرها كإنسان كامل. وتابعت: “شعرت بأنني أُعامل مثل شيء وليس كإنسانة من قبل الرجال الذين يعجبون بالمرأة الكيرفي. لكن مع النساء والرجال المتحولين جنسيًا، كنت أكثر من مجرد جسم”.

داليساندرو أكدت لا ينبغي للناس أن يضعوا افتراضات حول صحتها بسبب حجمها، مؤكدة “هذا الأمر بيني وطبيبي”.

ووافقت ميكي إلياسون، أستاذ في جامعة ولاية سان فرانسيسكو تدرس صحة “إل جي بي تي”، على ذلك. وقالت إن مقدمي الرعاية الصحية يحتاجون أولاً إلى تحديد ما إذا كان وزن المريض يمثل تهديدًا لصحتهم، دون إلقاء اللوم بشكل تلقائي على المشاكل الصحية

وعن النساء الأقليات جنسيًا والسمنة، ذكرت إلياسون: “قد تكون مشكلة مبالغ فيها. جميع الدراسات تقريبًا وجدت وزنًا زائدًا. ولكن، بين نساء الأقليات جنسيًا، لا يوجد دليل قاطع على ارتفاع معدلات الاضطرابات الصحية التي تأتي مع زيادة الوزن، مثل (النوع الثاني) من مرض السكري”.

ورغم هذا، أوضحت أنه يمكن أن تكون هناك حاجة لخسارة الوزن للحفاظ على الصحة، لا سيما مع تقدم سن المرأة. وهنا يمكن أن تشكل المعايير الاجتماعية في ثقافة المثليات بشأن الوزن تحديًا.

ولعلاج هذا الأمر، قادت ماكلروي وإلياسون مجموعات تجريبية في دراسة متعددة المراكز تهدف إلى تحسين صحة النساء المثليات وثنائيي الجنس. وضمت التجربة نساء فوق سن الأربعين، ومعظمهن في الخمسينات والستينات من العمر. وأكدت الباحثتان أنه في مجموعاتهما، أرادت النساء التحدث عن الصحة، وليس عن فقدان الوزن.

جانا ريكرسون شاركت في مجموعة إلياسون في سان فرانسيسكو. وقالت إنها كانت تريد أن تخسر الوزن في الماضي، لكنها شعرت بالإحباط بسبب الأنظمة الغذائية العصرية التي ركزت فقط على النحافة.

ووجدت أن برنامج إلياسون يفعل هذا “من أجلهن” لأنه يركز على التعريف الشخصي للصحة وعلى بناء المجتمع. إضافة إلى أنه يعالج مشكلات مثل الإجهاد الناتج عن رهاب المثلية الجنسية، وكذلك وصمة العار- بسبب الوزن والجنس- في عيادة الطبيب.

ووضع البرنامج أهدافًا مثل التمرينات اللطيفة، معُرفًا الفرق بين الجوع الحقيقي وتناول الطعام الناجم عن الإجهاد، كما منح المشاركات حرية وضع أهدافهن الخاصة. وقالت إلياسون إنه في مجموعتها التجريبية التي استمرت لمدة 12 أسبوعًا والتي تضم 160 امرأة، لم تكن أرقام خسارة الوزن مرتفعة، إذ فقد حوالي ثلثهن ما يقرب من 5 رطل وبقي وزن الأخريات كما هو، متابعة: “حيثما رأينا التغيير الكبير كانت النساء يبلّغن عن شعورهن بالتحسن”.

وفقدت ريكرسون حوالي 10 رطل خلال جولتين من البرنامج، لكنها كانت أكثر حماسة لأنها شعرت بتحسن بشكل عام وبشأن بناء المجتمع. وقالت: إن القيام بذلك مع مثليات أخرى، كان مثل العودة إلى المنزل. هناك مستوى إضافي من الضغط الذي نشهده، وكان من الجيد أن نرى أننا لسنا وحدنا”.

ماكيلروي أكدت أنه رغم أن الدراسة الجماعية كانت مفيدة للتعرف على كيفية مساعدة نساء الأقليات الجنسية على تحسين الصحة، لكنها تمثل جزءًا واحدًا فقط من اللغز. وأشارت إلى أن النتيجة التي توصلت إليها الدراسة محدودة، لأنها تتبعت النساء على مدى فترة زمنية قصيرة ولم تبحث إلا النساء المسنات.

وأيضًا، لفتت ماكيلروي وإلياسون إلى أن الدراسات في حاجة إلى فحص الأسباب الجذرية لزيادة الوزن بين نساء الأقليات الجنسية. ونوهتا إلى العوامل المحتملة التي صادفتهما- بما في ذلك زيادة الوزن لصرف الانتباه غير المرغوب فيه من الرجال وتاريخ الاعتداء الجنسي واضطرابات الأكل أثناء الشباب- مشيرتين إلى أهمية دراسة هذه الأمور.

وقالت إلياسون: “لم تفلح أي من الدراسات التي أجريت حتى الآن في تحليل العلاقة بين الإجهاد ووصمة العار مما تسبب في ارتفاع معدلات الوزن. هناك الكثير من الأبحاث التي يتعين القيام بها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى