سياسة

تايمز أوف إسرائيل: “التسريبات” لم تضر السيسي

تايمز وف إسرائيل: المصالح الاستراتيجة بين مصر والخليج أهم من التسريبات

تايمز أوف إسرائيل – طوني جمال جابريل – ترجمة: محمد الصباغ

يبدو أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد تجنب غضبا دبلوماسيا كبيرا  بعد بث تسريبات مزعومة استمرت لأشهر، ووردت فيها ملاحظات حساسة على حلفائه الخليجيين.

وأذاعت التسجيلات قنوات إسلامية زعمت أن تلك التسجيلات كانت عقب إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في 2013 عندما كان السيسي وزيراً للدفاع. وتتناول التسجيلات، التى لم يتم التأكد من صحتها، قضايا مثل عزل مرسي والتطورات المتعلقة بالدعم المالي الذي تحتاجه مصر من الحلفاء الخليجيين.

وأشرف السيسي، الذى انتخب رئيسا في مايو بعد الإطاحة بمرسي، على حملة شرسة من الشرطة ضد المؤيديين لسلفه أدت لقتل المئات. وترتبط القنوات التى أذاعت التسجيلات الصوتية بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة التى ينتمي إليها مرسي.

وفي التسجيل الأخير المزعوم الذي بث في الأول من مارس، يظهر اثنان من مساعدي السيسي وهما يتناقشان كيف ساعدت الإمارات مادياً وزارة الدفاع المصرية لدعم المظاهرات المناهضة لمرسي والتي أدت لرحيله.

وفي تسريب آخر تم بثه في الشهر الماضي، يسمع صوت رجل، يزعم التسجيل أنه السيسي، ومساعده يتناقشان حول المبالغ التي ستطلبها القاهرة من الدول الخليجية للمساعدة في إعادة بناء مصر. وفي التسجيل الصوتي يتحدث من يزعم أنه السيسي قائلا: ”نحتاج 10 مليارات في حساب الجيش.. نحتاج 10 مثلهم من الإمارات، و10 من الكويت. دول عندهم فلوس زي الرز”.

ويقول هيلر الخبير بمعهد بروكلين  بواشنطن: ”التسريبات محرجة بسبب الترتيبات الأمنية المتبعة عند إجراء اتصالات حكومية على هذا المستوى“، ويضيف: ”الأسئلة التي لا يركز عليها الناس حقيقة هي كيف خرجت تلك التسريبات. ومن هو الشخص الموجود في هذه المواقع الحساسة من الدولة وقادر على تسريب تلك المحادثات”.

نفى السيسي التسريبات واعتبرها ”حربا معلوماتية“، وأضاف: ”أي شخص يستطيع أن يفعل ما يريد بفضل التكنولوجيا”. وقال إن التسريبات تم تزييفها بواسطة أنصار مرسي لإحراج نظامه.

وفي محاولة لإصلاح هذا الضرر الدبلوماسي، هاتف السيسي القادة الخليجيين، ومن خلال التليفزيون الرسمي أعلن في فبراير الماضي: ”إخواننا في الخليج يجب أن يعرفوا بأننا نحبهم و نحترمهم”.

“المصالح الإستراتيجية” تنتصر

خلال محادثاته الهاتفية مع الزعماء الخليجيين، ناقش السيسي العلاقات المصرية الخليجية، وأكد الملك السعودي سلمان أيضاً على عدم تغير الدعم السعودي للقاهرة. تعد السعودية والإمارات الداعمان الرئيسيان مادياً لحكومة السيسي، وتعهدا بتقديم حوالي 12 مليار دولار للقاهرة منذ قدوم السيسي إلى السلطة.

يقول جمال عبد الجواد سلطان، أستاذ السياسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة: ”المصالح الإستراتيجية بين مصر ودول الخليج أكثر أهمية من أن تتأثر ببعض التعبيرات التى استخدمها مسئول رسمي في محادثة خاصة”.

و أضاف: ”لن يكون لتلك التسريبات أي تأثير على العلاقات“. وقال إن مصر وحلفائها يعملون على جعل التغلغل الإيراني الشيعي في المنطقة محدوداً، وأيضاً على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذى استولى على مناطق في سوريا والعراق.

ازدهرت العلاقات بين مصر ودول الخليج بعد إزاحة السيسي لمرسي من الحكم. وتاكيدا على العلاقات الصلبة، أعلنت الجامعة العربية ومقرها القاهرة أنها سوف تدرس بناء ”قوة عربية مشتركة“ لمحابة الدولة الإسلامية وذلك خلال قمتها السنوية في أواخر هذا الشهر. وكان السيسي قد طالب بهذه الوحدة لهزيمة الجهاديين.

الرأي العام يدعم السيسي

و في مصر، حيث وسائل الإعلام و كثير من المصريين يدعمون حملة اعتقالات السيسي ضد مؤيدي مرسي، أصبحت التسجيلات فعليا غير ملحوظة.

وفي تسجيل ديسمبر، ظهر رجل زعم أنه اللواء ممدوح شاهين، المستشار القانوني للسيسي، و كان يحذر مسؤولا رسميا آخر أن القضية ضد مرسي، الذي يواجه قضايا عديدة، قد تنهار لو لم يتم تزوير مستندات معينة.

وزعم التسريب أيضاً أن شاهين أفصح عن أن مرسي تم احتجازه بشكل غير قانوني عقب عزله، ولم يكن ذلك في سجن تديره وزارة الداخلية، لكن في مبنى تابع للجيش.

وأصرت السلطات على أن الإطاحة بمرسي لم تكن ”إنقلاباً عسكرياً“، بل تلبية لرغبة مظاهرات ضخمة ضد حكم مرسي الذى استمر لعام.

يقول محللون إن شعبية السيسي لم تتأثر بعد التسجيلات وكان قد انتخب رئيساً بنسبة 97% من الأصوات في 2014.

يقول عبد الجواد: ”يدعم الرأي العام في مصر السيسي بشكل كبير، لذا فهو مستعد للتقليل من أهمية بعض القضايا أو حتى التسامح مع بعض الإنتهاكات التى ترتكبها السلطة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى