ترجماتسياسة

لأول مرة: والدة أسامة بن لادن تتحدّث عن ابنها “الخجول الذي ضلّ الطريق”

علياء غانم تكشف تفاصيل خفية في حياة ابنها أسامة بن لادن

المصدر: The Guaridan

ترجمة: ماري مراد

لا تزال علياء غانم تعتبر ابنها أسامة ابن لادن، “الابن المحبوب الخجول الذي ضل طريقه بسبب من كانوا حوله، لتتبدل شخصيته إلى نحو أكثر قوة في العشرينيات من عمره، حينما كان يدرس الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، حيث تطرف”.

في حوارها مع صحيفة “ذا جارديان” البريطانية بعد مرور 17 عامًا على هجمات 11 سبتمبر في نيويورك، كشفت علياء الكثير من الجوانب الخفية في شخصية أسامة بن لادن، أكثر الشخصيات جدلا في العالم والزعيم الإرهابي أسامة بن لادن، الذي أنهت حياته عملية عسكرية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية ضد مجمع سكني يقع قرب بلدة أبوت آباد الباكستانية عام 2011.

علياء غانم

لا تزال عائلة بن لادن تعيش في قصر بمدينة جدة السعودية، حيث عاشت لأجيال. ولا تزال واحدة من أكثر العائلات ثراءً في المملكة؛ فقد بنت إمبراطوريتها الكثير من المملكة العربية السعودية الحديثة، وهي منسجمة بعمق في تأسيس الدولة.

ولسنوات، رفضت عليا الحديث عن أسامة، وكذلك عائلته الأوسع، طول فترة زعامته التي امتدت عقدين من الزمن كقائد لتنظيم القاعدة، وهي الفترة التي شهدت الضربات على نيويورك وواشنطن العاصمة، وانتهت بعد أكثر من 9 سنوات بموته في باكستان.

وقالت علياء: “حياتي كانت صعبة للغاية، لأنه كان بعيدا للغاية عني. كان طفلا جيدًا جدًا وكان يحبني كثيرًا”.

وخلال جلوسها بين أخويه غير الشققين، أحمد وحسن، تذكرت “ابنها البكر الخجول” الذي أصبح شخصية قوية في العشرينيات من عمره، كما تقول إنه أصبح متطرفًا حينما كان يدرس الاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وقالت: “من في الجامعة غيروه، أصبح رجلا مختلفا”.

وكان أحد الرجال الذين التقى بهم أسامة هو عبدالله عزام، عضو في جماعة الإخوان المسلمين الذي طرد في وقت لاحق من المملكة العربية السعودية وأصبح مستشارًا روحيًا لأسامة.

وأردفت قائلة: “لقد كان طفلاً جيدًا إلى أن التقى بعض الأشخاص الذين غسلوا دماغه في أوائل العشرينيات من عمره. كنت أقول له دائماً أن ابتعد عنهم، ولم يعترف لي أبدًَا بما كان يفعله، لأنه أحبني كثيرًا”.

أسامة بن لادن، الثاني من اليمين، في زيارة إلى فالون بالسويد عام 1971

وفي بداية ثمانينيات القرن الماضي، سافر أسامة إلى أفغانستان لمحاربة الاحتلال الروسي. وقال حسن: “كل من قابله في تلك الأيام الأولى احترمه. في البداية، كنا فخورين به. حتى الحكومة السعودية عاملته بطريقة نبيلة ومحترمة. ثم جاء أسامة المجاهد”.

وأضاف: “أنا فخور به كأخ أكبر. لقد علمني الكثير. لكنني لا أعتقد أنني فخور به للغاية كرجل. لقد وصل إلى النجومية على المسرح العالمي، لكل كل هذا كان من أجل لا شيء”.

وعن تنشئة أسامة، قالت علياء: “كان مستقيما جدا، وجيدا جدا في المدرسة، إذ كان يحب الدراسة حقا. هو أنفق كل أمواله في أفغانستان، وكان يتخفى تحت ستار أعمال العائلة”، لافتة إلى أنها لم “يخطر ببالي أبدًا” أن ابنها أصبح جهاديًا، وعندما أدركت الأمر كانت مستاءة للغاية “لم أكن أريد أن يحدث أي شيء من هذا”.

الأسرة أوضحت أنها رأت أسامة آخر مرة في أفغانستان 1999، وفي هذا العام زارته مرتين في قاعدة خارج قندهار، وقالت علياء: “كان مكانا بالقرب من المطار الذي سيطروا عليه من الروس. وكان سعيدا باستقبالنا. وكان يرانا حول المكان كل يوم”.

خلال اللقاء، استرخت علياء قليلًا وتحدثت عن طفولتها في مدينة اللاذقية الساحلية السورية، حيث نشأت في عائلة من العلويين (فرع من الإسلام الشيعي)، إلى أن انتقلت إلى المملكة العربية السعودية في منتصف الخمسينات، وولدت أسامة في الرياض في عام 1957، وتطلقت من والده بعد ذلك بثلاث سنوات، لتتزوجت من محمد العطاس، الذي كان آنذاك مسؤولاً في إمبراطورية بن لادن الوليدة، في أوائل الستينيات. وانجب والد أسامة إلى 54 طفلاً من 11 زوجة على الأقل.

وحينما غادرت غانم لتستريح في غرفة قريبة، استكمل أحمد وحسن المحادثة، وقال أحمد: “لقد مرت 17 سنة الآن (منذ 11/9) وهي ما زالت في حالة إنكار (لضلوع أسامة في الهجوم). لقد أحبته كثيرا ورفضت إلقاء اللوم عليه. بدلا من ذلك، تلوم من حوله. إنها تعرف الجانب الجيد للصبي، الجانب الذي رأيناه جميعًا. لم تتعرف أبداً على الجانب الجهادي”.

علياء وابنها أحمد

وبعد ظهور التقارير الأولى من نيويورك بشأن الحادث، قال: “لقد صُدمت وذهلت. كان شعورًا غريبًا جدًا. عرفنا منذ البداية أنه كان أسامة، خلال الـ 48 ساعة الأولى. من الأصغر إلى الأكبر سنًا، شعرنا جميعاً بالخجل منه. كنا نعلم أننا جميعًا سنواجه عواقب رهيبة. وعائلتنا في الخارج عادت جميعاً إلى السعودية. لقد كانوا مشتتين في سوريا ولبنان ومصر وأوروبا”.

وذكرت العائلة أنها تعرضت للاستجواب من قبل السلطات السعودية وتم منعها من مغادرة البلاد لبعض الوقت. والآن، بعد قرابة عقدين من الزمان، تستطيع عائلة بن لادن التحرك بحرية نسبياً داخل المملكة وخارجها.

الصحيفة سألت العائلة عن ابن لادن الأصغر، حمزة البالغ من العمر 29 عامًا الذي يعتقد أنه موجود في أفغانستان. وفي العام الماضي، تم اعتباره رسمياً أنه “إرهابي عالمي” من قبل الولايات المتحدة ويبدو تبوأ مكان والده تحت إشراف القائد الجديد لتنظيم القاعدة، ونائب أسامة السابق، أيمن الظواهري.

وقال حسن إنه بعدما اعتقدوا أن الأمر انتهى، علم أن حمزة يقول: “أنا ذاهب للانتقام لوالدي”، مضيفا: “لا أريد التعرض لذلك مرة أخرى. لو كان حمزة أمامي الآن، سأقول له الله يهديك. فكر مرتين فيما تفعله. لا تنتهج خطوات والدك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى