إعلامسياسة

هآرتس : جريدة الشروق وصراعات المال والسلطة في مصر

 هآرتس الإسرائيلية تكتب عن أزمة جريدة الشروق الأخيرة، بوصفها إحدى أهم الصحف المملوكة  لأباطرة المال، الذين سيبني عليهم السيسي سياساته الاقتصادية

shorok11

زفي باريل –هآرتس
إعداد وترجمة – محمود مصطفى

يعمل كل من عماد الدين حسين وفهمي هويدي في صحيفة الشروق، الأول رئيس تحرير الصحيفة والثاني يكتب مقالاً يومياً فيها. تؤول ملكية الصحيفة إلى رجل الأعمال أحمد هيكل الذي يدير المطبوعة من خلال شركة استثمارية ضخمة تدعى شركة القلعة والتي يصل حجم استثماراتها العاملية إلى أكثر من 8 مليارات دولار أمريكي.
والد هيكل هو الصحفي المرموق محمد حسنين هيكل الذي انتقد الرئيس الأسبق أنور السادات بسبب دوره في صياغة معاهدة السلام مع إسرائيل وبسبب سياساته الانفتاحية في الاقتصاد والتي أغرقت مصر بموجة من الفساد في السبعينات.
ولكن الخلاف بين السادات وهيكل لم يوقف أبنائهم عن تشكيل شراكة تجارية وفيرة الربح، عندما أسسوا شركة قابضة عملاقة اسمها إي إف جي هيرمس.
وعندما انفضت الشراكة بسبب اختلافات بين الطرفين أسس أحمد هيكل شركته القابضة. لم يكن تأسيس صحيفة أمراً على أجندة هيكل على الإطلاق لكنه دخل مجال الإعلام بعد أن حثه والده على شراء دار الشروق للنشر والتوزيع، أحد أهم الناشرين في مصر، وعلى تأسيس صحيفة.
من ناحية اخرى، فإن الشروق ليست الصحيفة الوحيدة في مصر التي يملكها أحد أباطرة المال، فالصحف الأخرى هي اليوم السابع والتي يمتلكها إمبراطور الإعلام والعقارات علاء الكحكي، والمصري اليوم حيث الملياردير نجيب ساويرس، مالك شركة أوراسكوم تليكوم القابضة، شريكاً و”الوطن” المملوكة لعملاق الإعلام محمد الأمين.
كل من هؤلاء لديه أجندته السياسية الخاصة، بفضل تحكمهم في صحف ووسائل إعلام هامة، وبالإضافة لذلك أيضاً استطاعتهم إضافة شيء لإقتصاد البلد الذي يعيش أزمة، فمن المرجح أن يكون هؤلاء الاعمدة التي سيبني عليها الرئيس القادم، على الأرجح المشير عبد الفتاح السيسي، سياساته الإقتصادية.
لكن الإعتماد سيكون متبادلاً، حيث أن هؤلاء الأباطرة صنعوا جلّ ثرواتهم بفضل تسهيلات حكومية وتلقوا امتيازات تساوي ملايين الدولارات من النظام وهم يعرفون أنه من الأفضل لهم إظهار بعض الإحترام لهذا النظام.
وبالعودة إلى القصة التي أثارت ضجة في صحيفة الشروق مؤخرا، فإن فهمي هويدي كتب مقالاً في الصحيفة يوم 24 إبريل بعنوان “نداء من وراء القضبان” قال فيه أنه تلقى قائمة بأناس اعتقلهم الجيش واحتوت القائمة للمرة الأولى على إحصائيات عن النوع والعمر والمهنةـ ونظراً لقامة هويدي فإن مقاله أحدث صخباً لدى مؤيدي الجيش والمقربين من السيسي، وأحمد هيكل، مالك الصحيفة، هو أحد مؤيدي المشير حيث قال من قبل ” صوتي للسيسي بنسبة 99%.” من جانبه، كتب عماد الدين حسين، رئيس تحرير الصحيفة، في مقال له بعد مقال هويدي ببضعة أيام أنه عندما تسلم مقال هويدي أراد أن يتحدث معه بشأن الإحصائيات ولكن هويدي لم يجب على مكالمته وقد تم نشر المقال كما هو، وكتب أيضاً: “أرسلت إلى الأستاذ فهمى هويدى وكتاب «الشروق» رسالة غاية فى التهذيب ـــ أرجوهم فيها أن تكون المعلومات والبيانات والأرقام الواردة فى مقالاتهم مؤكدة وسليمة وليست مستندة إلى مصادر غير معلومة أو ضعيفة.”
وأغضبت رسالة رئيس التحرير هويدي الذي اعتبرها “معيبة وغير مقبولة” وكتب مقالاً في اليوم التالي بعنوان “الكتابة في زمن الخوف” قسم فيه رؤساء تحرير الصحف إلى أربع فئات: “الصامدون الذين يتمسكون بأصول المهنة والولاء للقارئ” و”المرتعشون الذين يسارعون إلى الالتزام بالتعليمات تأكيدا للولاء وحرصا على كسب رضا السلطة” و”المزايدون الطامحون الذين يوسعون من نطاق «التجاوب» إلى حد الانبطاح الذى يجعلهم سلطويين أكثر من السلطة ذاتها” والفئة الرابعة تضم “الذين حسموا أمرهم من البداية وأصبحوا ممثلين للأجهزة الأمنية” في صحفهم.
وبالتأكيد، وافق رئيس التحرير على نشر المقال، مدركاً في الوقت ذاته أن هويدي لم يحسبه على الفئة الأولى، ورد حسين موضحاً أن للصحيفة الحق في أن تطلب من كتابها التثبت من صحة الإحصائيات التي ينشرونها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى