مجتمعمنوعات

كي لا تدخل في “الفريندزون”

كيف تتجنب الدخول إلى “منطقة الصداقة” عندما تبحث عن علاقة عاطفية ناجحة؟

Psychologytoday- مارك ترافرز

ترجمة دعاء جمال

في مرحلة أو أخرى، يخشى كل باحث عن علاقة من الوقوع فى خطر “منطقة الصداقة”، تلك المنطقة التى تفرض حالة غير مريحة من التعارف، حيث لا يمكن لعلاقة رومانسية واقعياً أن تنشأ بعد الآن.

لكن، هل “منطقة الصداقة” حقيقية؟ هل العلاقات التى تفشل فى النشأة سريعاً بعد التعارف الأول، مقرر لها أن تبقى فى تلك المنطقة؟ أو هل هذا يعد أحد المخاوف اللامنطقية للحياة؟

أشارت أبحاث جديدة نشرت بمجلة “العلوم النفسية،Psychological Science ” أن “منطقة الصداقة” قد تكون أكثر واقعية مما نتخيل، لكن مع بعض التحذيرات الهامة للباحثين عن علاقة.

عاين الباحثون بجامعة تكساس ونورث ويسترن، بقيادة لوسي هانت، 167 أزواجا مرتبطين عاطفياً، سواء متزوجين أو مازالوا يتواعدون. وقام الباحثون بقياس الفترة الزمنية التى كان الأزواج فيها فى علاقة عاطفية، والوقت الذى عرفوا فيه بعضهم البعض قبل أن يصبحوا مرتبطين عاطفياً، وجاذبية كل شريك. ( وحددت جاذبية الشريك وفق تقييم مجموعة من الطلبة على مقياس من سبعة نقط من يعتمد على عنصري “الإثارة” و”الجاذبية”).

ما وجدته الدراسة كان مبهراً.

كلما كان الزوجان مختلفين على مقياس الجاذبية الجسدية، كلما عرفا بعضهم لفترة أطول قبل الدخول فى علاقة عاطفية. بكلمات أخرى، الأزواج الذين تعرفوا على بعضهم لأقل من تسعة أشهر قبل المواعدة يميلون لكونهم متساوين فى الجاذبية الجسدية ( الرجال الجذابون مع النساء الجذابات، والرجال غير الجذابين مع النساء غير الجذابات).إلا أن الأزواج ممن عرفوا بعضهم لأكثر من تسعة أشهر قبل المواعدة لم يظهروا أي دليل على التشابه فى الجاذبية الجسدية (رجال جذابون مع نساء لسن جذابات بالدرجة، ونساء جذابات مع رجال ليسوا جذابين للدرجة).

ما الذى قد يعنيه هذا للباحثين عن علاقة عاطفية ويخشون من الوقوع فى “منطقة الصداقة” المحفوفة بالمخاطر؟

قد يعتمد الأمر على مدى جاذبيتك، ومدى جاذبية الشريك المحتمل. إذا كنتم متشابهين، فقد ينصح باتخاذ الخطوة سريعاً؛ إذا كان هناك عدم توافق بينك وشريكك فى الجاذبية، فقد يكون الدخول لـ “منطقة الصداقة” استراتيجية حكيمة.

ومع ذلك، فهذا يفترض قدرتك على تحديد مدى جاذبيتك وجاذبية شريكك الجسدية بشكل موضوعي، وهو الشىء الذى يقول بول إيستويك، الطبيب النفسى والمساعد المؤلف للدراسة، بأنه صعب حقاً للأشخاص أن يفعلوه.

يقول إيستويك : “حتى لو أمكن لأحدهم القيام (بأفضل) ما لديه، غالباً ما يعتقد  أنه ليس بإمكانه فعل ذلك، لأن لديه رأى يتعلق بجاذبية شريكه يفوق إجماع الأغلبية. فى الواقع، تبدأ العلاقات عندما يرى طرفا العلاقة بعضهم البعض أكثر جاذبية مما هم عليه فى الواقع”.

سواء تعلم الأشخاص أو لم يتعلموا استخدام استراتيجية الصداقة للحصول على الشريك المرغوب، فإن هذه المسألة مازالت مفتوحة للنقاش، ويقول:” أعتقد أننا لا نعرف إذا كان من الممكن للأشخاص استخدام مدة التعارف كوسيلة لتحديد الشريك المحتمل والمناسب. حتى الآن من غير الواضح إذا كان ذلك يعكس استراتيجية يمكن للأشخاص تنفيذها بوعي والاعتماد عليها”.

“هذا سيتطلب المزيد من الأبحاث”.

هناك دائماً خطر فى استنباط رسالة سببية من دراسة ارتباطية، تلك النتائج تلمح للظروف المحيطة بالدخول فى “منطقة الصداقة” واعتبارها طريقة صالحة لتقييم العلاقات. حيث يقول إيستويك : “إذا كنت تتعرف على شخص مع مرور الوقت، فأنت تغامر. فهناك إحتمالية أن يعجب بك أكثر بكثير مما يفعل الآن، لكن هناك أيضاً احتمالية قوية بأنه سيعجب بك بصورة أقل مما يفعل الآن”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى