سياسة

“صبي هادئ يُشجّع مانشستر يونايتد”.. القصة الكاملة لـ”مفجِّر مانشستر”

“كان يُصلّي في مسجد يُموِّله جهاديون”.. القصة الكاملة لـ”مفجّر مانشستر”

صورة لسلمان العبيدي التقطت له قبل عدة أعوام خلال حضوره أحد الدروس بالمسجد


الجارديان – سي إن إن – تليجراف

إعداد وترجمة: فاطمة لطفي

قالت شرطة مانشستر في بريطانيا مساء الثلاثاء إن سلمان رمضان عبيدي، 22 عامًا، بريطاني المولد من أصل ليبي، هو المسؤول عن الهجوم الانتحاري الذي قتل 22 بينهم أطفال ومراهقون وأصاب 59 آخرين في حفل آريانا جراندي الموسيقي مساء الإثنين. 

وأضافت الشرطة البريطانية أنها تعتقد بأن عبيدي مات في التفجير رغم أن الطب الشرعي لم يتعرّف على جثمانة حتى الآن، وأعلنت الشرطة هوية المهاجم بعد أن كشف مسؤولون في الولايات المتحدة عن هويته لصحفيين، على ما يبدو ضد رغبات الشرطة البريطانية والأجهزة الأمنية التي كانت قد قالت في وقت سابق إنها على علم بهوية المهاجم لكن ليست مستعدة للكشف عنها.

بينما قالت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد اليوم الأربعاء إن عبيدي على الأرجح لم يتصرف بمفرده وكان معروفًا لدى الأجهزة الأمنية، وأبدت إزعاجها من تسريب مصادر أمنية أمريكية معلومات عن التحقيق في التفجير قبل أن تكون الشرطة البريطانية مستعدة لإعلانها، وأضافت أن عبيدي ربما عاد مؤخرًا من ليبيا وربما تواجد في سوريا أيضًا.

من هو سلمان عبيدي؟ 

ولد سلمان رمضان عبيدي في عام 1994 في مانشستر ببريطانيا. ونشأ بين جالية ليبية عرفت بمعارضتها القوية لنظام معمر القذافي. العبيدي هو الابن الثاني بين أربعة أطفال، إسماعيل وهاشم وجمانة، لوالدين لاجئين ليبيين فرا إلى المملكة المتحدة هربًا من القذافي. أمه سامية طبال ووالده رمضان العبيدي ضابط أمن، ولد في طرابلس وعمل في وظائف مختلفة في مانشستر.

وحسب ما قاله أفراد من الجالية الليبية لـ”سي إن إن”، عاد رمضان إلى ليبيا خلال الثورة الليبية التي اندلعت عام 2011 بينما بقيت زوجته في بريطانيا لرعاية الأطفال.

درس عبيدي في مدرسة محلية، ويصفه أحد زملائه السابقين بأنه ” كان مشجعًا لفريق مانشستر يونايتد، ونادرًا ما كان يتحدث عن اعتقاداته الدينية”. التحق عبيدي بجامعة سالفورد، ثالث أكبر جامعات مانشستر، حيث كان يدرس إدارة الأعمال في العام الدراسي 2015-2016. وسجل بعدها للعام التالي لكنه لم يكن يحضر دروسه.

عبيدي كان معروفًا للأجهزة الأمنية لكن لم يكن جزءًا من أي تحقيق ولم تعتبره السلطات يشكل خطرًا. وكان ينظر إليه باعتباره شخصية غير هامة بنفس الطريقة التي تم النظر بها إلى خالد مسعود منفذ هجوم وستمنستر، ويعتقد بأنه عاد من ليبيا في الآونة الأخيرة هذا الأسبوع، وتحقق السلطات في هذه الرحلة وفي صلته بجهاديين.

كما تحاول الشرطة الكشف عما إذا كان عبيدي عمل منفردًا أو أنه كان جزءا من شبكة أوسع ساعدته في إتمام التفجير، ومع أن تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن الهجوم أمس إلا أن الشرطة لم تجد أي دليل يؤكد ذلك.

تطرّف عبيدي مؤخرًا -ليس معروفًا متى- وكان يصلي في مسجد محلي كان يُتهم في الماضي بتمويله لجهاديين، وكان أخوه إسماعيل مدرسا بمدرسة القرآن التابعة لمسجد ديدسبوري في مانشستر. 

وحتى قبل أن تُعلن هوية عبيدي، تساءلت الجالية الليبية الموجودة في جنوب مانشستر إذا كان منفذ التفجير الانتحاري من بينهم، حيث ربما كان أحد الشباب الذين قاتلوا في ليبيا أثناء ثورة 2011، جاء بعضهم من بلادهم محملين بالغضب والصدمة، لكن لم يشك أحد أن عبيدي الشاب المتدّين والمنطوي قليلًا قد يصبح قاتلًا جماعيًا.

وقال أحد أعضاء الجالية الليبية للجارديان البريطانية “سلمان؟ أنا مصدوم. كان صبيًا هادئًا ومحترمًا. أخوه إسماعيل كان اجتماعيا لكن سلمان كان هادئًا جدًا.. مستبعد تمامًا أن يفعل ذلك”.

Manchester Arena bomber Salman Abedi

كان سلمان وأخوه إسماعيل يصليان في مسجد ديدسبوري، حيث والده أبوإسماعيل، معروف بين أفراد الجالية “اعتاد إمامة الناس في الصلوات الخمس وإقامة الأذان. كان صاحب صوت جميل بكل ما في الكلمة من معنى وعّلم أولاده القرآن”.

قال صديق للعائلة “أبوإسماعيل يتحرك ما بين ليبيا وهنا، ولا أعتقد بأن سلمان تطرّف في طرابلس، لا بد أن ذلك حدث هنا”، متابعًا” لا بد أن شخص ما قد أثر عليه”.

ووصف أكرم بن رمضان، بريطاني ليبي صديق للعائلة عبيدي بأنه كان وحيدًا ومنعزلًا. وأضاف رمضان الذي لم ير العبيدي خلال الأعوام الأخيرة أنه لاحظ أن عبيدي بدأ يرتدي “الزي الإسلامي” وأطلق لحيته في الآونة الأخيرة. 

وبعيدًا عن الذهول، يسترجع آخرون مواقف مختلفة عن العبيدي، قال محمد سعيد إمام مسجد ديدسبوري والمركز الإسلامي، إن عبيدي بدأ ينظر له “بكراهية” بعد إلقائه خطبة انتقد فيها تنظيم داعش وأنصار الشريعة في ليبيا. قال “أظهر لي سلمان وجهًا مليئًا بالكراهية بعد تلك الخطبة”.

ومن جانب آخر، يعتقد بأن سلمان كان على علاقة بعبدالرؤف عبدالله، 24 عامًا، الذي سجن تسعة أعوام ونصف العام الماضي بعد اتهامه بتمويل الإرهاب والإعداد لأعمال إرهابية. ساعد عبدالله عددا من الرجال للسفر لسوريا حتى يتسنى لهم القتال في الحرب الأهلية هناك. لم يكن قادرًا على السفر بسبب كونه مشلولًا بعد إصابته بطلق ناري في أثناء الثورة الليبية.

واحد من الذين ساعدهم عبدالله كان ستيفن جراي الذي تحوّل للإسلام بعد تركه القوات الجوية الريطانية عام 2004. قال صديق للعائلة إن عبيدي وعبدالله كانا يعرفان بعضهما البعض “جميع الشبان الليبيين في مانشستر يعرفون بعضهم البعض”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى